logo

600 مليار دولار حجم سوق الصحة الرقمية في 2024

29 مارس 2021 ، آخر تحديث: 29 مارس 2021
822B35B0-774A-4D69-B53D-41C4FF8BB2D6
600 مليار دولار حجم سوق الصحة الرقمية في 2024

600 مليار دولار حجم سوق الصحة الرقمية في 2024/


فتح وباء كورونا الآفاق واسعة أمام رقمنة قطاع الرعاية الصحية، بعد أن تأخر كثيرا في الالتحاق بقطاعات أخرى مثل البنوك والسفر، وتجارة التجزئة أو صناعة السيارات. ووفق دراسة أجراها معهد ماكينزي غلوبل ونشرت نتائجها مجلة لونوفيل ايكونوميكست فإن حجم هذا السوق ينتظر أن يرتفع إلى 600 مليار دولار في غضون 2024.

في يناير 2020 التقى ستيفان كلاسكو المدير العام لمجموعة جيفرسون هيلث، يدير مستشفيات فيلاديلفيا مع مدير بنك. وخلال اللقاء أخبره المصرفي بأن البنوك والصحة هما القطاعان الوحيدان اللذان لم يحتضنا الثورات الاستهلاكية والرقمية قبل عشرين عاما، لكن اليوم بقي قطاع الصحة وحيدا.

والمصرفي لم يكن مخطئا، فمعهد ماكينزي غلوبل أشار في دراسة إلى أن قطاع الرعاية الصحية تأخر ليس فقط مقارنة بقطاع البنوك، ولكن أيضا بقطاع السفر والبيع بالتجزئة وصناعة السيارات وحتى المنتجات واسعة الاستهلاك.

فنحو 70 في المئة من المستشفيات الأميركية لا تزال تستخدم البريد والفاكس في إرسال واستقبال ملفات مرضاها، وأما الرئيس المدير العام لمستشفى كبير في مدريد، فأكد أن المستشفيات الأسبانية، لم تستخدم أبدا الشبكة العنكبوتية في مشاركة ملفات المرضى خلال الموجة الأولى من مرض كوفيد19.

ودفعت الجائحة الكثير من الفاعلين في القطاع إلى التغيير، فقد أُجبر الأطباء بسبب انقطاع الخدمات والفوضى على تبني الاتصال الرقمي الرائج في قطاعات أخرى منذ سنوات.

وأصبح المرضى أكثر راحة مع التشخيص عن بعد فيما بدأت شركات بتوفير خدمات طبية، بينها شركات ناشئة وأخرى متخصصة في تطبيقات الصحة، بالاضافة إلى المستشفيات وشركات التأمين والصيدليات وعمالقة التكنولوجيا مثل أبل وأمازون وغوغل.

مستقبل واحد


توقعت ماكينزي أن ترتفع مداخيل الصحة الرقمية والطب عن بعد والصيدليات الالكترونية من 350 مليار دولار في 2019 إلى 600 مليار دولار في 2024.

وبدأ سوق الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الذي يبلغ حجمه 3.6 تريليونات دولار بالتحول الرقمي شيئا

فشيئا، والأمر نفسه في الصين وأوروبا وغالبية الدول الأخرى، حيث يمارس الأطباء مهنتهم. لقد سرع وباء

كورونا التحول الى ما يمكن أن يصبح لاحقا سوقا بآلاف المليارات من الدولارات.

وبحسب مكتب الدراسات «سي بي انسايتز» فإن مبلغا قياسيا بلغ 8.4 مليارات دولار تم ضخه في

الشركات الخاصة، التي تقدم خدمات صحية رقمية خلال الربع الثالث من 2020، أي ضعف مبلغ العام الماضي.

كما زاد الطلب أيضا على الطب الرقمي، فشركة دكتور ليب الفرنسية تؤكد أن عدد استشارات الفيديو، التي تقدمها في أوروبا ارتفع من ألف إلى مئة ألف استشارة يوميا منذ بداية هذا العام.

وأما «بينغ أن غود دكتور» وهي منصة طبية إلكترونية صينية فأصبحت أهم فرع في شركتها الأم، وهي

شركة تأمين تمتد نشاطاتها إلى جنوب شرق آسيا في إطار شراكة مع شركة «غراب»، وهي شركة

عملاقة سنغافورية تعمل في مجال نقل الأفراد، والأمر ذاته بالنسبة للعديد من الشركات التكنولوجية التي بات لها فروع في مجال الرعاية الطبية.

حماس المرضى


أشارت دراسة شملت 16 مليون أميركي ونشرت نتائجها مؤخرا في مجلة JAMA Internal Medicine إلى

أن لجوءهم إلى الطب عن بعد، تضاعف ثلاثين مرة بين يناير ويونيو 2020. وبينت دراسة أخرى أجرتها غارتنر

أن الأميركيين أصبحوا يلجأون إلى الإنترنت والتطبيقات لتلبية احتياجاتهم الطبية.

وفي العالم كله يضغط المشرعون على مقدمي الخدمات الطبية لفتح أنظمتهم المعزولة، وهذا شرط

أساسي لازدهار الصحة الرقمية، وقد طور الاتحاد الأوروبي معيارا إلكترونيا للملفات الطبية.

وفي أغسطس الماضي كشفت الحكومة الهندية عن مخطط لهوية رقمية في قطاع الصحة يجري تنفيذه في الوقت الراهن.

ووفق كوانتي ياه من مجموعة الاستشارات «كايمينغ» فإن الحكومة الصينية تعمل أيضا للتغلب على

مقاومة المستشفيات للملفات الإلكترونية التي تخشى فقدان مرضاها لمصلحة مستشفيات منافسة لها،

ويساعد كل هذا الطب على الانتقال من علم اكلينيكي مدعوم من قبل البيانات إلى علم بيانات يدعمه الأطباء وفق باميلا سبانس من مكتب الاستشارات «أي واي».

عمالقة التكنولوجيا


ترغب أمازون في أن تتمكن مساعدتها الرقمية إليكسا بعد موافقتكم، من تحليل سعالكم وتخبركم ما إذا

كان الأمر يتعلق بالتهاب حنجرة أم كوفيد19. وفي نوفمبر أطلق عملاق التجارة الإلكترونية صيدلية رقمية،

فيما تمكن «علي هيلث» فرع علي بابا من الاستحواذ على حصة معتبرة من سوق الأدوية في السوق

المحلي، إذ ارتفع رقم أعماله بنسبة 70 في المئة خلال السنة المنتهية في سبتمبر مقارنة بالعام الذي قبله ليصل إلى 1.1 مليار دولار.

وأما أبل فتقترح على المستهلكين ساعتها ونحو 50 ألف تطبيق على أيفون فيما تملك ألفابيت الشركة الأم

لغوغل «فيريلي»، وهي فرع متخصص في علوم الحياة.

ويرى شوبهام سينغال من ماكينزي أن الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا فشلت حتى الآن في

اقتحام مجال الرعاية الصحية، لأنها عملت بمفردها، بينما الطب هو حقل ألغام من الناحية التنظيمية مع

متعاملين تاريخيين وأقوياء، يختلف نموذجهم الاقتصادي عن الشركات التكنولوجية، التي تعتمد على

الاعلانات خاصة، غير أن وباء كورونا سلط الضوء أيضا على حقيقة أن المعدات المتطورة والخدمات الباهظة

الثمن من مقدمي الخدمات الحاليين نادراً ما تحسن النتائج الصحية.

تابعنا على تويتر


أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024