logo

لا ! الكلمة الأقوى في عالم الأعمال

08 مايو 2021 ، آخر تحديث: 08 مايو 2021
لا-780x405
لا ! الكلمة الأقوى في عالم الأعمال

لا ! الكلمة الأقوى في عالم الأعمال/

بقلم/جون ريه

التذمر صفة لا يسلم منها أحد بالرغم من تراوحها بين شخص وآخر. لدينا مساحة من الراحة، فنحن نقوم بالأشياء التي نستمتع بها، والتي نشعر بأنها جيدة، وتأتي بسهولة، لهذا السبب يحب الكثيرون أن يحيطوا أنفسهم بأفراد يوافقونهم بكل ما يفعلون، ويفكروا بنفس طريقة تفكيرهم، ويدعمونهم بكل مواقفهم.

وقد يكون مدهشاً لك أن تعرف أن التنفيذيين في الشركات الخاصة لا يتمتعون بهذه الرفاهية!

في مقابل التعويض الذي يتلقونه من المساهمين، يجب أن يحيط التنفيذيون أنفسهم بكل رأي يخالفهم، غير مريح وغير مألوف لهم، بهذه الطريقة فقط يمكنهم أن يحتفظوا بشركتهم قوية ومتطورة، وعندها فقط يمكنهم أن يتجنبوا الانهيار المدمر للشركة كما حصل لإنرون! هناك العديد من الدروس التي يمكن تعلمها من تجربة إنرون.

كمدير: عندما يمتهن أفرادك المقربون المحاباة.. ويدمنون

كلمة “أجل”، نعم”، “تماماً”، اعلم أنك أصبحت في أخطر

حالاتك المهنية.

لا بد أن تكون كل شركة مرتبطة بالتزامات تجاه المساهمين على اختلافهم، وهذه الالتزامات تحققها شركة إنرون لمساهميها، كان التنفيذيون في إنرون صناع قرار غير محترفين، اتخذوا قرارات خاطئة أدت إلى نتائج سيئة، بعضاً من قراراتهم كانت تمس فعاليات غير قانونية، هناك من بدأ يتساءل حول مدى حرفية الإدارة في الشركة، وآخرون سلطوا عدساتهم على مدير المراقبين آرثر أندرسون، بينما تساءل فريق ثالث: هل اهتمامهم بزيادة مدخول الشركة كان انعكاسه سيئاً على نوعية محاكمتهم؟ سندع هذه الآراء جانباً، ونتركها لأصحابها ونكتفي بالتركيز على أسباب فشل الإدارة الرئيسية.

البداية من القمة:


مهمة القائد – قائد العمل- أن يقدم رؤية محددة لمجموعة العمل التنفيذي، القائد الجيد هو الذي يكون عنده حلم وقدرة على حمل الشركة على دعم هذا الحلم، إلا أنه لا يكفي أن يكون لديه حلم فحسب، بل يجب على القائد أن يوفر إطار عمل يتمكن من خلاله فريق العمل في الشركة من تقديم المساعدة على تحقيق هذا الحلم، وهذا ما يطلق عليه البعض ثقافة الشركة.

عندما تسمح ثقافة شركتك للأفراد بتحدي الأفكار والاقتراحات والمخططات، أنت بذلك تؤسس لشركة من المفكرين، والأفراد الملتزمين والقادرين على إنتاج نوع من الإبداع، والإنتاجية، والذي يستلزمه النجاح في عالم أعمال اليوم.

مع ذلك، إذا كانت ثقافة الشركة لا تسمح بالمعارضة، وإذا كان الأفراد الذين يقترحون بدائل وتغييرات عرضة للتأنيب والمعاقبة بحجة أنهم خارجون عن الفريق، أو ليسو من أعضاء الفريق، فأنت بذلك تخلق بيئة من الخوف والجمود والجفاء، إن عدم وجود هامش معقول لمعارضة مقبولة كفيل بتدمير شركتك وإلى الأبد!

ناقش وحاور إلى أن تصل إلى النقطة التي تريد:


أنت مدير ذكي، أنت تشجع أفراد فريقك على التحدي واقراح البدائل، ولكن هل أنت مرؤوس جيد؟ هل تناقش مديرك؟ أم أنك تجلس في الخط الخلفي وتعمل على حماية كرسيك من الانزياح باتباعك أسلوب الموافقة على كل ما يفعله مديرك أو يقترحه؟

هذا الأسلوب في العمل لا يحمي الكرسي تحت أي ظرف، على الأقل هذا ما تعلمه الموظفون في إنرون!

كل مدير يعمل تحت إمرة مدير أعلى، مسؤولياتنا كمدراء تجاه الإدارة العليا أن نكون صادقين معها، وأن نخبرها بما نعتقد ونفكر ونراه مناسباً، حتى لو كان ذلك لا يتوافق مع رؤية وقرارات تلك الإدارة.

عليك أنت وزملاؤك أن تناقشوا المواضيع بصراحة وانفتاح، وخاصة فيما يتعلق بدائرة تأثيرك وبشكل واضح وجلي، مهمتك أن تعرض أمام الإدارة كل ما لديك من معلومات يمكن أن تخدم الخيارات المتاحة التي تراها واجبة التطبيق، لا تخش المواجهة، جاهد حتى الرمق الأخير في سبيل إثبات أو تحقيق ما تراه صحيحا، كن محترفاً في ذلك، ولكن صريحاً وحيادياً في نفس الوقت! ولكن…

عندما تتخذ الإدارة العليا قرارا يجب أن تتوقف النقاشات والآراء المعارضة، لأن اتخاذ القرار يعني أنك أصبحت مجبراً على دعم الإدارة في تنفيذ القرار ليس إلا.
كمرؤوس: لا تخشى المواجهة، جاهد حتى الرمق الأخير

في سبيل إثبات، أو تحقيق ما تراه صحيحا.

ربما رافضا ولكن ليس مرفوضا!


أنت تعتقد أنك تقف في الموقع الصحيح، أنت تريد مصلحة فريقك، وتريد أن تجري الأمور بالطريقة الأكثر ملاءمة لدائرتك، لذلك فأنت تناقش بقوة مدافعاً عن وجهة نظرك.. هذا جيد، ولكن لا تتماد فيه! فأنت لن تكسب في كل مرة.

في النهاية عليك أن تتذكر أن الإدارة العليا تبحث عن الأفضل بالنسبة للشركة ككل، وليس لجزء واحد

منها فقط! انتبه إلى محاور النقاش وقلبها على جميع الأوجه آخذاً بعين الاعتبار أنك ستعمل مع هؤلاء

الأفراد في المستقبل المرة تلو الأخرى، لذلك من المهم أن تكون رافضاً على ألا تصل إلى مرحلة تصبح معها مرفوضا!

لا بد أنك في النهاية لا ترغب في أن تكون بطانتك نسخاً منك!!

والآن…


إن لم تكن شركتك تتبنى ثقافة المعارضة فاشرع في بنائها.. تجنب إغراء البطانة المادحة وبتعبير أدق

الممالقة، أنت لا تحتاج إلى أفراد يشبهونك لأنهم لن يكونوا مرآة حقيقية لك، ولن تعرف أخطاءك فتسعى

لإصلاحها، هم غير قادرين على توسيع دائرة إبداعك لأنهم غير قادرين على عرض مفاهيم مختلفة..
لا تحط نفسك بأفراد يخشون المعارضة، كافئ الإبداع والأفكار

الجديدة التي تشارك في عملية صنع القرار، اعتمد على من

يجيدون فن المعارضة البناءة.

وتذكر دائما أن تطرح على نفسك السؤال التالي:


هل أنا بحاجة إلى نسخ أخرى مني؟


أعتقد أن الجواب البديهي هو لا!


تابعنا على فيس بوك

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024