logo

خارطة مهارات العمل عن بعد

23 سبتمبر 2020 ، آخر تحديث: 23 سبتمبر 2020
العمل-عن-بعد1-780x405
خارطة مهارات العمل عن بعد

بقلم/م.منذر زيدان

اضطرت أزمة الكورونا معظم أعمال المؤسسات إلى التحول للعمل عن بعد، فقد فرضت الإغلاقات على المنظمات أن تنقل أعمال موظفيها إلى البيوت. كان هذا التحول مفاجئا وسريعا وفي أغلبه قسريا، ما أبرز مجموعة من التحديات عند تطبيقه، فلا الأفراد الموظفون مهيئون لمهارات العمل عن بعد والعمل في بيئة متداخلة اجتماعيا، ولا المدراء تمرسّوا من قبل على إدارة الفريق الافتراضي.

يثير هذا السؤال حول مدى تملّك كل مستويات الهرم التنظيمي لمهارات العمل عن بعد، بل وقبل هذا ما هي هذه المهارات اللازمة للعالم الافتراضي؟

هناك العديد من المهارات اللازمة للموظفين، وكذلك للمدراء من أجل إدارة الفرق الافتراضية. يمكن أن نحصي نحوا من 20 مهارة، ولكن لتبسيط ذلك في هذه المقالة المقدمة، فيمكن توزيعها على 3 مسارات. نجمع المهارات تحتها لرسم الخارطة ولبناء صورتها الذهنية.

هذه المسارات، هي:

  • * المسار الإداري.
  • * المسار التقني.
  • * المسار المعنوي.

المسار الإداري:

يشمل ذلك مهارات تنظيم  المهام، وهو ما يعني تحديد الأولويات ومراقبة التقدم الحاصل والتعامل مع المتغيرات. يدخل في ذلك جدولة الأعمال والإلتزام بإنجازها في الموعد المحدد. يتعامل هذا المسار مع تحول المدير إلى الإدارة بالنتائج، والذي بات يشتري حصيلة إنتاج الموظف، وليس الوقت الذي يقضيه في العمل. يشمل هذا مهارات الاعتماد على الذات في حل المشكلات فلم يعد حول الموظف الآن إدارة دعم تقني و صيانة، و إنما قدراته الذاتية. يشمل هذا المسار مهارات استحداث روتين عمل يومي، وعبر برنامج يوازي في صرامته الدوام الذي يبدأ وينتهي بتوقيت محدد. أيضا يـُعنى هذا المسار بمهارات التواصل الفعال، والذي بات معظمه الآن عن بعد، و ليس فيه المقابلات الشخصية. أيضا سيجد أن عليه أن ينظم العلاقة وهو يعمل من البيت بين متطلبات العمل والحياة الاجتماعية، إذ أن العمل اقتحم البيت. هذا البيت ليس مصمما بالأصل للعمل وإنما ليكون سكنا فيه السكون و الراحة.

المسار التقني:

ويشمل مهارات التعامل مع الحاسوب كجهاز وكبرمجيات بداخله، و كنظم شبكات. سيجد أن هناك العديد من الأدوات التقنية البرمجية التي يحتاج أن يطور نفسه بها. فالعمل عن بعد له أدوات لا يستطيع الموظف والمدير أن يبحر في عالمه بدونها. يمكن تقسيم فئات هذه الأدوات التقنية كالتالي:

  • * الإتصال والاجتماعات عن بعد.
  • * تشاركية الملفات Collaboration.
  • * الخدمات السحابية وتبادل الملفات.
  • * إدرة المهام وإدارة المشاريع.
  • * مراقبة الإنتاجية.

لم تعد هذه الأدوات نافلة في العمل الآن، بل هي العين والأذن، و الذراع والساق التي يتحرك بها. بالقدر الذي يتمكّن منها، بالقدر الذي يتحول من عالم الغيب إلى المشاهدة بينه وبين زملائه ورؤسائه ومرؤسيه. ستجد إي إدارة أو مؤسسة تحديا في مواكبة موظفيها لذلك، فمهاراتهم بالارتقاء إلى مستوى متقدم متباينة، هناك المتقدم في السن مقابل الشباب الأكثر تقبلا للجديد واستيعابا له، وهناك الضعيف في اللغة الإنجليزية، وهناك من يقنع بالحد الأدنى من فروض التقنيات، فيقتصر عليها.

المسار المعنوي النفسي:

وربما كان هذا أهمها، إذ ينتقل الفرد في المنظمة إلى العمل من البيت، فيواجه تحديات الشعور بالوحدة من بعد أن كانت بيئة العمل مليئة بالحيوية. في المقابل يواجه تحدي التداخل الاجتماعي وهو معنوي بالدرجة الأولى. سيواجه الملل، لا سيما في زمن الكورونا الذي يتعذر فيه اختيار أماكن بديلة للعمل عن بعد، مثل المقاهي والأماكن العامة. عليه الآن أن يستحدث عادات جديدة، و تغيير العادة ليس بالأمر السهل، فالتسويف مثلا أحد آفات إدارة المهام، فيحتاج أن يعالجها ويغير من هذه العادة. بالنسبة للمدراء أيضا، فسيواجهوا تحدي معنوي في المحافظة على روح الفريق، وبقائه متضامنا، موجها إلى الهدف المحدد. كان هذا أسهل وهو يلتقيهم وجها لوجه كل يوم، يشعر بهم بشكل أكبر، ويرى نصف احتياجاتهم من ملامحهم، ولغة الوجوه. غاب كل ذلك و انزوى.

هذا التصنيف للمهارت والجدارات اللازمة للإنتقال إلى العالم الافتراضي الجديد – عالم العمل عن بعد- متداخل، فأنت تجد أنه في الجدارة الواحدة، مثل إدارة الوقت، جزء منها إداري متعلق بكيف تحدد الأولويات و تنضبط بها، وجزء منه تقني في استخدام الأدوات التي تساعدك على برمجة وقتك وإعطاؤك التنبيهات لتجاوز الوقت، وجزء منها معنوي نفسي في محاربة آفات التسويف، وتصليب العزيمة للإلتزام و مقاومة مغريات الهروب إلى الأسهل من المهام على حساب الأهم. ستساعدنا هذه الخارطة الذهنية على الإبحار في عالم مهارات العمل عن بعد للموظفين و المدراء.

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024