مع تطور النظام المالي التكنولوجي أو ما يسمى بالـ"فينتك" بدأت العديد من البنوك تغلق فروعها التقليدية في المناطق غير المزدحمة، وتخدم عملاءها بواسطة تطبيقات على الهاتف المحمول أو المواقع الإلكترونية.
ففي بريطانيا مثلاً أغلق 368 فرعًا مصرفيًا العام الماضي، أكبرها كان باركليز الذي أغلق 105 فروع.
تتراجع فروع البنوك أيضًا بسرعة في الولايات المتحدة، حيث يتوقع الخبراء أنها قد تنقرض بحلول عام 2034.
دفعت جائحة كورونا هذا الاتجاه بسبب عاملين اثنين، أولهما الإغلاقات التي جعلت اللجوء إلى الانترنت ضرورة قصوى وليس فقط "Trend".
وثانيهما تراجع أسعار الفائدة التي قلصت هوامش صافي الفائدة للبنوك، ما دفعها إلى خفض التكاليف التشغيلية في أماكن أخرى ، حسبما أشارت ستاندرد آند بورز.
ولفهم التطور الذي طرأ على القطاع المصرفي علينا أن نعود بالزمن إلى القرن الحادي عشر، في فلورنسا تحديداً ..
حيث كانت تجري عمليات تبادل العملات والبضائع في الأماكن العامة على المقاعد الجانبية، أو الـBanco باللغة الإيطالية.
وازدهرت التجارة بين القرن الحادي عشر والخامس عشر بين العالم العربي وإيطاليا وخاصة المدن الغنية كفلورنسا
والبندقية وجنوة ليبدأ التطور التاريخي الحاسم للنظام المصرفي كما نعرفه الآن.
وسيطرت العوائل الغنية مثل عائلة باردي وبيروزي، على الخدمات المصرفية في فلورنسا في القرن الرابع عشر وقاموا بإنشاء فروع في العديد من أجزاء أوروبا.
واستعرضت البنوك سابقاً هيمنتها ونفوذها من خلال بنايات ضخمة تذهل زائريها. اليوم تقلص العديد من البنوك أحجامها حتى أصبحت بحجم أيقونة صغيرة على هاتفك.
ما يطرح السؤال التالي.. كيف ستبدو هذه البنوك بعد 10 سنوات من الآن؟