logo

انطلقوا من مرآب صغير ليصبحوا "عمالقة مال" تعرّف الى قصة نجاح الشابان الناشئان

18 يوليو 2021 ، آخر تحديث: 18 يوليو 2021
52DB4FB6-A71C-4114-ABBD-E8F84CBBD1BC
انطلقوا من مرآب صغير ليصبحوا "عمالقة مال" تعرّف الى قصة نجاح الشابان الناشئان

انطلقوا من مرآب صغير ليصبحوا "عمالقة مال" تعرّف الى قصة نجاح الشابان الناشئان/

استطاع شابان تحويل استثمار بقيمة 110 آلاف دولار إلى 120 مليون دولار، ومضاعفة استثمارهما لأكثر من ألف ضعف خلال سنوات قليلة. بخبرة ضعيفة ورأسمال صغير استطاعا أن يكونا حديث «وول ستريت» من خلال شركتهما الناشئة التي انطلقت من مرآب صغير في منزلهما في مدينة بيركلي.

في أوائل عام 2003، قرر كل من جيمي ماي وتشارلي ليدلي، وهما رجلان يبلغان من العمر ثلاثين عامًا، تأسيس شركتهما «كورنوال كابيتال» من خلال مرأب في الفناء الخلفي لمنزلهما في مدينة بيركلي في ولاية كاليفورنيا.

مرآب صغير


من خلال هذا المرأب الصغير استطاعا جني الملايين من خلال وضع رهانات صغيرة ضد بعض المشتقات المالية وأسهم الشركات والعملات والمؤسسات المالية.

كانت أول فرصة كبيرة لهما، هي شركة بطاقات ائتمان تسمى Capital One Financial تمر بأزمة إدارية

كبيرة حول شكوك بحدوث عملية فساد، قاما بدراسة الأعمال والتقارير وأخبار الفضيحة وإجراء مقابلات مع

جميع أنواع الأشخاص، بمن في ذلك نائب الرئيس للشركة، ثم اشتريا «مشتقات مالية طويلة الأجل»

تسمى LEAPS، وهي عبارة عن قفزات مالية تقلل مخاطر الاستثمار مثل وظيفة بوليصة التأمين لمدة

عامين بسعر 40 دولارًا مقابل 3 دولارات (كان سعر السهم 30 دولارًا بذلك الوقت)، استثمرا 26 ألف دولار

(حوالي %23.6 من إجمالي محفظتهما) في LEAPS، بعد فترة قليلة تمت تبرئة شركة Capital One من

تهمة الفساد من قبل المنظمين، وتحول استثمارهما البالغ 26 ألف دولار إلى 526 ألف دولار خلال فترة وجيزة.

فرصتهما الثانية كانت الاستثمار في شركة United Pan-European Cable المتعثرة، قاما بشراء LEAPS

بـ500 ألف دولار، بسعر بعيد عن السوق، عندما ارتفعت UPC، أصبح استثمارهما البالغ 500 ألف دولار بقيمة 5.5 ملايين دولار.

الفرصة الثالثة كانت الرهان على شركة توصل خزانات الأكسجين مباشرة إلى المرضى في منازلهم،

وأصبح استثمارهما البالغ 20 ألف دولار يقدر بـ3 ملايين دولار، الفرصة الرابعة كان الاستثمار فيما يسمى

بـ«الاستثمار المدفوع بالأحداث» Event-driven investing في العقود الآجلة للإيثانول.

نظريات معقدة


كانا متطرفين في استثماراتهما ويستخدمان أدوات تقنية ونظريات مالية معقدة تساعدهما على اختيار

استثماراتهما بدقة ومن خلال توظيف أشخاص أذكياء للعمل معهما، كانا قادرين على رؤية إخفاقات

السوق قبل بقية العالم لأنهما كانا ينظران إلى العالم بشكل مختلف، ويقول الرئيس التنفيذي للشركة

جيمي ماي: «لقد أمضينا الكثير من الوقت في بناء نماذج بلاك شولز بأنفسنا، للتكهن بنوع الاستثمارات التي نضع أموالنا فيها».

نماذج «بلاك شولز»


هي عبارة عن نموذج رياضي لديناميكيا السوق المالي التي تحتوي على مشتقات

الأدوات الاستثمارية، ساعدهما ذلك التكهن بأسعار عقود الخيار (الأوبشن) بشكل سهل، مثلاً إذا كان

السهم في العام المقبل، لن يساوي شيئًا أو 100 دولار للسهم، فسيكون من الغباء أن يبيع أي شخص

عقد أوبشن لمدة عام لشراء السهم بسعر 50 دولارًا للسهم مقابل 3 دولارات. ومع ذلك فإن السوق غالبًا ما كان يفعل شيئًا من هذا القبيل.

لهذا كان أساس بعض قراراتهما الاستثمارية أنهما كانا يعتقدان أن شيئًا دراماتيكيًا قد يكون على وشك

الحدوث، حيث يمكنهما المراهنة على أشياء غير محتملة الحدوث، أشياء متطرفة جداً قد تؤتي ثمارها

بشكل كبير مثل ما حصل بالرهان على الأسهم الكورية أو عملات العالم الثالث التي كانت تشهد تذبذبا.

كان كل رهان يكلفهما القليل جدًا، لأنه كان حدثًا غير مرجح الحدوث، مثل أن تراهن على مشتقات مالية

بإفلاس شركة فيسبوك العام القادم رغم أنها حققت أرباحا أكثر من 80 مليار دولار السنة الماضية، بهذه

الطريقة استطاعا تحويل 110 آلاف دولار إلى 12 مليون دولار بحلول أواخر عام 2006.

كانت لديهما طريقة لتسريع الفوز بالرهان ضد بعض الشركات بالذهاب إلى لجنة الأوراق المالية

والبورصات وإلى الصحف الاقتصادية، مثل صحيفة وول ستريت جورنال، والتحذير بوجود احتيال على أمل أن تحصل ردة فعل سريعة تجعلهما يفوزان.

أو كما يقول مايكل لويس وهو يصف سلوك الشابين وانتظارهما لإفلاس الشركات للتربح منها بطريقة

البيع على المكشوف: «الناس ينظرون إلى البائعين على المكشوف على أنهم نسور، أناس يريدون أن

يتغذوا من موت شيء ما، موت سند، موت شركة، موت النظام المالي».

الابتعاد عن الأضواء


بعد أزمة 2007 وتحقيقهما ثروة طائلة تصل لـ120 مليون دولار، غادر تشارلي ليدلي شركة «كورنوال كابيتال» وانضم إلى شركة استثمار خاصة في بوسطن، أما شريكه جيمي ماي فاستمر رئيساً تنفيذياً

للشركة مع ابتعاده عن الأضواء، خصوصاً بعد الشهرة التي اكتسباها بعد نجاحهما الكبير في التنبؤ بأزمة

الإسكان 2007 وتكوين ثروة منها، وسرد قصتهما واسميهما في كتاب The Big Short والفيلم الذي صدر في عام 2015.

الانتقال إلى وول ستريت


بعد عامين من إطلاق شركتهما، قررا الانتقال لمانهاتن بالقرب من وول ستريت، واستئجار استديو كامل

في أحد الأبراج المكتبية، ليبدآ الاستثمار في رهونات القروض العقارية.

وسعى الشابان للتركيز على الاستثمارات المتطرفة وغير المتكافئة بدرجة كبيرة، بحيث تكون لديهما

الفرصة للصعود بالاتجاه العمودي مع مخاطرة أكبر، باستخدام مجموعة واسعة من الإستراتيجيات التي

تتراوح من الصفقات التي تسعى إلى الاستفادة من عدم كفاءة السوق إلى التداولات الأساسية. أنتجت

الشركة متوسط صافي عائد سنوي مركب بنسبة %40 منذ انطلاقة الشركة 2003 وحتى 2008.

حياتهما الاجتماعية


يعزو البعض الفضل لهذا النجاح الكبير بأن جيمي ماي الرئيس التنفيذي للشركة كان ابن رجل الأعمال

الكبير مؤسس مجموعة كرانمير التي تدير محافظ أسهم خاصة AEA للمستثمرين، بتوجيه وإرشاد من

والده استطاع إطلاق الشركة وجلب صديقه تشارلي ليدلي ليكون شريكاً له في الشركة.

المغامرة الحادة


ذُكرت قصتهما في كتاب The Big Short للكاتب المالي مايكل لويس الذي صدر عام 2010، والذي تحول

لفيلم بالاسم نفسه 2015 حقق انتشاراً واسعاً، ليحكي قصة 20 شخصاً استفادوا من الرهان على أزمة

القروض العقارية، بجانب مايكل بيري وجريج ليبمان كان الشابان جيمي ماي وتشارلي ليدلي الأكثر إثارة

من العشرين شخصاً الآخرين الذين استفادوا من هذه الأزمة، لأنهم اعتادوا على المغامرة الحادة بالدخول في الرهانات القوية.

تابعنا على تويتر

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024