logo

نقص الرقائق يدق ناقوس الخطر

02 أغسطس 2021 ، آخر تحديث: 02 أغسطس 2021
Volkswagen Plant in Wolfsburg
نقص الرقائق يدق ناقوس الخطر




تلقى قطاع صناعة السيارات ضربة كبيرة بسبب نقص الرقائق و الإمداد بأشباه الموصلات، مع تباطؤ الإنتاج وتوقف المصانع، لكن السوق قد تشهد تحسنا في أواخر 2021.

وحققت شركات صناعة السيارات والشركات الموردة نتائج جيدة فاقت التوقعات للنصف الأول من العام، لكنها أشارت إلى أن

النقص في أشباه الموصلات أعاق عملية الإنتاج.

الرقائق الالكترونية


ومنذ نهاية 2020، أصبح من الصعب العثور على هذه الرقائق الإلكترونية الضرورية لتجميع السيارات، وفقا لـ"الفرنسية.

ومع معاودة المستهلكين شراء السيارات، اضطرت شركتا مرسيدس وبي إم دبليو لتعليق نشاط العديد من مصانعهما مؤقتا،

وحذرت شركة جاغوار-لاند روفر من أن النقص قد يؤدي إلى انخفاض مبيعاتها إلى النصف في الربع الثالث من العام.

وقالت فولكسفاجن الخميس إن احتمالات انقطاع إمدادات أشباه الموصلات "ازدادت في قطاع" صناعة السيارات.

وأوضح أرنو أنتليتز المدير المالي للمجموعة الألمانية "نجحنا في الحد من عواقب هذا النقص حتى الآن، لكننا نتوقع تأثيرات أكثر وضوحا في الربع الثالث".

ونتيجة لذلك، خفضت فولكسفاجن توقعات مبيعاتها، وكذلك، أغلقت شركة فورد مؤقتا بعض مصانعها، لكن في الوقت نفسه،

استفادت المجموعة من الطلب القوي على سياراتها وشاحناتها الصغيرة والكبيرة "من أجل تحسين الإيرادات والأرباح" عبر خفض العروض الترويجية والتركيز على المركبات الأكثر ربحية.

وارتفع متوسط سعر مركباتها في أمريكا الشمالية بنسبة 14 في المائة على أساس سنوي.

نقص الرقائق


من جانبها، أجلت شركة نيسان إطلاق سيارة أريا الكهربائية بالكامل بسبب مشكلة نقص الرقائق، لكنها لم تغير هدف مبيعاتها السنوية.

أما شركة تسلا التي يعوق إنتاجها نقص الوسائد الهوائية والأحزمة خصوصا، فقد صممت برامج لاستخدام مكونات جديدة، كما قال رئيسها إلون ماسك.

فهل سينتهي هذا النقص في الرقائق، الذي تطلق عليه الصحافة الناطقة بالإنكليزية "تشيباجيدون"، في غضون بضعة أشهر أم سيستمر؟

وصرح فرديناند دودنهوفر مدير مركز "أوتوموتف ريسيرتش" للبحوث المتعلقة بالسيارات "وصلنا إلى ذروة الأزمة، سيتحسن

الوضع بمجرد أن تصبح القدرات الإنتاجية الجديدة متوافرة، لكن لن تحل المشكلة بحلول نهاية 2021 وقد تستمر حتى 2023،

ستكون هناك مخاطر مستمرة في سلسلة التوريد".

وتوقع الخبير أن يتسبب النقص بتراجع الإنتاج 5.2 مليون سيارة هذا العام وانخفاض حاد في عمليات التسجيل في النصف

الثاني من العام، مع فترات انتظار أطول وأسعار أعلى للمشترين. فالوكلاء باعوا مخزونهم وسيتعين عليهم إعادة تكوينه شيئا فشيئا.

وهذا النقص له عواقب على سوق السيارات المستعملة التي ترتفع أسعارها مع ارتفاع الطلب.

وتمكنت شركة فاليو المصنعة للمعدات التي تستخدم 50 مليار مكون إلكتروني سنويا، في الوقت الحالي من عدم إعاقة

عملية إنتاجها عن طريق نقل مكونات من مصانعها الأفضل تجهيزا على سبيل المثال.

وقال روبير شارفييه المدير المالي للشركة الفرنسية "كلما كنا نجد مكونات إلكترونية، كنا نشتريها ونخزنها".

وترى شركة فاليو أيضا أن الأزمة تتراجع لكنها ستستمر حتى 2022.

الخدمات اللوجستية


في هذا القطاع الذي تحسب فيه الخدمات اللوجستية بدقة "يعيد مصنعو السيارات والمعدات تقييم سلسلة التوريد الخاصة

بهم بهدف التحكم بها بشكل أفضل، من خلال تنويع المصادر إن أمكن" وفق نيلز بول من الاتحاد الأوروبي لمصنعي المعدات.

وأكد أن "بعض مصنعي السيارات ينسقون بشكل أفضل مع مورديهم، والبعض الآخر يمارسون ضغطا عليهم".

ولفتت ماتيلد أوبري أستاذة الاقتصاد في كلية إي إم نورماندي لإدارة الأعمال، إلى أن قطاع السيارات قد "يكون أداؤه أفضل"

من غيره وتوقعت "ألا يكون القطاع الذي سيعاني لأطول فترة".

وتعتزم الحكومة الأمريكية استثمار 52 مليار دولار لتقليل اعتمادها على آسيا.

وشرحت أوبري أن أوروبا تحاول الآن إعادة معظم الرقائق الأصغر إلى الوطن، لأنها ضرورية في "القطاعات الفائقة الاستراتيجية المرتبطة بالصحة والأمن".

وقال دوندهوفر إن القطاع يجب أن يتنبه إلى نقص آخر: فمع الارتفاع الحاد غير المتوقع في مبيعات السيارات الكهربائية منذ

2020، قد تبدأ وحدات البطاريات النفاد اعتبارا من 2023.

وكشف بحث جديد نشرت نتائجه أخيرا، أن سوق السيارات الجديدة في ألمانيا لا تزال تتحرك ببطء بسبب نقص الرقائق، رغم

الأرباح التي سجلها بعض الشركات.

وقال فرديناند دودنهوفر من المركز الألماني لأبحاث السيارات "إن هذا يعني أن تجار السيارات وشركات صناعة السيارات ليس

لديهم سبب وجيه لتقديم حوافز شراء".

وأضاف "سوق السيارات الألمانية تعاني أزمة أشباه الموصلات، ومشترو السيارات الجديدة عالقون بفترات تسليم طويلة

وصافي أسعار أعلى".

وأفاد المعهد بأن الخصومات المقدمة عبر منصات الإنترنت للسيارات الجديدة تراجعت في تموز (يوليو) الجاري مقارنة بالشهر السابق. كما انخفضت أيضا اشتراكات السيارات المعروضة، وهو نموذج تسويق جديد نسبيا، حيث يستأجر العملاء السيارات لبضعة أشهر، بما يشمل التأمين.

وقال دودنهوفر "إن وضع الأشخاص الذين يتطلعون إلى شراء سيارات جديدة من غير المرجح أن يتحسن لمدة تسعة إلى 12 شهرا أخرى".

سلامة السيارات


إلى ذلك، يتوقع هيربرت ديس رئيس مجموعة فولكسفاجن الألمانية العملاقة لصناعة السيارات، أن البيانات المهمة لسلامة السيارات ذاتية القيادة، وطريقة التعامل معها، ستكون من القضايا المهمة التي سيتعين على التكنولوجيا التعامل معها في المستقبل.

وقال ديس في تصريحات أمس، "إنه لا تزال هناك حاجة إلى كثير من العمل قبل أن تصبح هذه السيارات متاحة على نطاق واسع".

وتعتزم "فولكسفاجن" تكثيف العمل في مجال التنقل الكهربائي والرقمنة من أجل الفوز بحصة سوقية في الولايات المتحدة، وهي سوق رئيسة لشركة صناعة السيارات الألمانية.

تابعنا على تويتر 

  على الفيسبوك 

تابعنا على الواتساب

تابعنا على التليجرام 

 

 

 


أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024