يواجه العالم نقصًا حادًا في قهوة "أرابيكا"، التي تمنح ألذ نكهة وتشكل حوالي 60٪ من الإنتاج العالمي، بعد تضرر المحاصيل جراء الطقس القاسي، وقد يستغرق تعافي السوق سنوات.
أسعار أرابيكا آخذة في الارتفاع لتعكس الأزمة المتصاعدة، في حين أن قيود الشحن العالمية تجعل من الصعب الحصول على حبوب البن.
قالت كونا هاك، التي تقود البحث لدى تاجر السلع ED&F Man في لندن: "هذه ليست مجرد قضية قصيرة الأجل. إنه في
الواقع شيء سنضعه في الاعتبار خلال العامين المقبلين".
الآن، يجب أن يقرر القائمون على تحميص البن وتجار التجزئة ما إذا كانوا سيرفعون أسعارهم، لكن لديهم خيار آخر أيضًا يتمثل
في حبوب "روبوستا" الأكثر قسوة من "أرابيكا" والأرخص ثمناً.
ويستخدم البعض بالفعل المزيد من الأنواع الأرخص التي تستخدم عادة في القهوة سريعة التحضير وتحتوي على المزيد من
الكافيين الذي يمنحها نكهة لاذعة.
تعود جذور الأزمة إلى البرازيل، المورد الرئيسي لحبوب أرابيكا في العالم، حيث تبع الصقيع الذي يحدث مرة واحدة في جيل،
موجات جفاف مما ألحق الدمار بالمحاصيل. وبشكل حاسم، ليس فقط المحصول الحالي هو ما يقلق المزارعون بشأنه،
فبعضهم أزال الأشجار المتضررة بشدة وسوف تستغرق النباتات المزروعة حديثًا عدة سنوات لتنمو. علاوة على ذلك، فهم يواجهون أيضًا ارتفاع تكاليف الأسمدة ونقص العمالة.
ارتفعت أسعار حبوب أرابيكا بنحو 80٪ هذا العام. وبينما لا يزال الباحثون والمحللون منشغلين بمسح بقايا محصول البن
البرازيلي المتضرر، فإن التقارير حتى الآن غير مشجعة.
تركز بعض المقاهي والعلامات التجارية حصريًا على نوع واحد، لكن الكثير منها يستخدم مزيجًا من الاثنين لخلق طعم معين.
أرابيكا أكثر حلاوة وتستخدم عادة في مشروبات مثل الكابتشينو واللاتيه، فيما اشتهرت روبوستا تقليديًا في إيطاليا من خلال
الإسبريسو والقهوة سريعة التحضير.
تتوقع فيتنام، أكبر مصدر لحبوب روبوستا، محصولًا ثانيًا وفيرًا هذا العام، لكن معوقات الشحن تعني أن المصدرين يكافحون لشحن المحاصيل.
ومع ذلك، على عكس أرابيكا، يعرف التجار أنها مجرد مسألة وقت وأن روبوستا ستصل إلى السوق في نهاية المطاف.
بالطبع، ستحجم العديد من العلامات التجارية والمقاهي عن المخاطرة بإبعاد الزبائن جراء تغيير التوليفات والنكهات.
وفي استطلاع صغير وتقريبي لمحلات القهوة الفاخرة في مدينة لندن هذا الأسبوع، كان جميع من تحدثت إليهم وكالة
بلومبرغ مصرين على عدم وجود خطط لإضافة روبوستا إلى مزيجهم.
من المحتمل أن يكون أي تحول يحدث على مستوى العالم بطيئًا، على الرغم من أن بعض مراكز التحميص في البرازيل تقوم بالفعل بإجراء التغيير.
وفي كلتا الحالتين، يبدو من المرجح بشكل متزايد أن أسعار بيع القهوة بالتجزئة سترتفع.