logo

المعنويات الإيجابية تعود إلى سوق النفط .. فاعلية اللقاحات تكبح تراجعات الأسعار

10 ديسمبر 2021 ، آخر تحديث: 10 ديسمبر 2021
المعنويات الإيجابية تعود إلى سوق النفط .. فاعلية اللقاحات تكبح تراجعات الأسعار
المعنويات الإيجابية تعود إلى سوق النفط .. فاعلية اللقاحات تكبح تراجعات الأسعار

تراجعت أسعار النفط الخام أمس، بعد فرض عدد من الحكومات إجراءات إضافية للحد من انتشار متغير "أوميكرون" من فيروس كورونا، بينما كبحت الخسائر أنباء إيجابية من شركاء الدواء حول فاعلية اللقاحات الحالية في مواجهة المتغير الجديد، وهو ما أعاد المعنويات الإيجابية إلى السوق.

ويعد تراجع مخزونات النفط الخام مؤشرا على تماسك الطلب العالمي في ظل تصاعد أزمة الوباء بينما تتمسك "أوبك+" بإضافة الزيادة الشهرية من الإمدادات النفطية وقدرها 400 ألف برميل يوميا حتى كانون الثاني (يناير) المقبل، على الرغم من أن "أوميكرون" تسبب في تراجع بنحو 16 في المائة، في أسعار برنت من 25 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى الأول من كانون الأول (ديسمبر) الجاري.

ويقول لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون "إن ارتفاع المخزونات النفطية الأمريكية في كوشينج في أوكلاهوما إلى أكثر من 30 مليون برميل الأسبوع الماضي يمثل رابع ارتفاع على التوالي، ما يقلل المخاوف على وفرة الإمدادات، لكنه في الوقت نفسه يزيد الشكوك بشأن وتيرة تعافي الطلب العالمي.

واعتبروا جهود الإدارة الأمريكية لخفض تكاليف الطاقة حصلت بالفعل على مساعدة غير متوقعة من أزمة ظهور متغير "أوميكرون" من فيروس كورونا، لافتين إلى أن عودة القيود المفروضة على السفر بسبب المتغير الجديد أدت إلى خفض توقعات صعود الأسعار وهو ما تمثل في تراجع مؤشر برنت القياسي العالمي والعقود الآجلة للخام الأمريكي بنحو دولارين للبرميل، وفقا لتوقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية قصيرة الأجل للعام الجديد.

وفي هذا الإطار، يقول مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة "إن حالة عدم اليقين بشأن مسار متغير "أوميكرون" وحجم أخطاره الفعلية أديا إلى ارتباك ملحوظ في السوق، في الوقت الذي تركز فيه الإدارة الأمريكية على خفض أسعار البنزين وبالتزامن مع قرار "أوبك" وحلفائها بالمضي قدما في زيادة مجدولة في إنتاج النفط".

وأشار إلى أنه حسنا فعلت مجموعة المنتجين في "أوبك+" عندما تركت الباب مفتوحا لتغيير خطة الإنتاج في غضون مهلة قصيرة بسبب عدم اليقين المحيط بتأثير المتغير الجديد ومدى الأضرار التي يمكن أن تحدث بالفعل للطلب على النفط الخام، بينما تمضي الولايات المتحدة قدما في مخطط إطلاق الاحتياطي من النفط الاستراتيجي.

ويرى أندريه جروسي مدير شركة "إم إم إيه سي" الألمانية للطاقة أن تجديد قيود التنقل في النمسا وأيرلندا وهولندا وبعض الدول الأخرى في أوروبا دعم حالة التوقعات الحذرة فيما يخص الطلب العالمي على النفط الخام والوقود خاصة في ضوء توقعات مقابلة بنمو المعروض النفطي بشكل قوي في العام الجديد، حيث من المقرر أن يبلغ متوسط الإنتاج 100.93 مليون برميل يوميا في 2022، ما يعيد حالة فائض المعروض إلى السوق.

واشار إلى أن حالة التفاؤل ستعود تدريجيا إلى السوق خاصة بعدما أشارت الأبحاث إلى أن لقاحات كورونا الحالية فعالة ضد متغير الفيروس الجديد "أوميكرون"، ما أدى إلى تهدئة المخاوف من انخفاض الطلب على الوقود في حين انخفضت إمدادات النفط الخام الأمريكية بشكل طفيف.

من ناحيته، قال ديفيد لديسما المحلل في شركة "ساوث كورت" الدولية "إن المعنويات الإيجابية تعود إلى السوق خاصة بعد إعلان شركة "فايزر – بيونتك" أن الدراسات المختبرية الأولية تظهر أن جرعة ثالثة من لقاحها تضمن الحماية الكاملة ضد المتغير الفيروسي الجديد"، موضحا أنه في غضون ذلك أظهرت بيانات أمريكية أيضا أن مخزونات الخام المحلية تراجعت 241 ألف برميل في الأسبوع الماضي.

وذكر أنه في الوقت الذي كانت تتجه فيه أسعار النفط إلى تجاوز السوق الهابطة، وهي السمة الغالبة خلال الأسبوع الماضي بعدما بدأت عمليات الإغلاق بسبب متغير "أوميكرون"، لم تظهر البيانات حتى الآن مؤشرات تذكر عن حدوث ضربة كبيرة لاستهلاك النفط.

بدورها، ذكرت ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية أن "أوبك+" نجحت من خلال اجتماعها الوزاري أخيرا في الحفاظ على تماسك الأسعار نسبيا خاصة مع تأكيدها إبقاء الباب مفتوحا أمام تغيير سياسة الإنتاج الحالية للمجموعة وإجراء إضافة محتملة لزيادة العرض المخطط لها، خاصة أن مخاوف "أوميكرون" ما زالت باقية في السوق.

ولفتت إلى أن القيود الجديدة التي فرضتها عدة دول خاصة بريطانيا والصين لها تأثير كبير في السوق النفطية، كما أدى متغير "أوميكرون" إلى إعادة فرض بعض القيود على السفر الجوي.

من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط متخلية عن مكاسبها السابقة الخميس بعد أن فرضت بعض الحكومات إجراءات للحد من انتشار السلالة "أوميكرون" من فيروس كورونا، لكن حدت من الخسائر تصريحات إيجابية أدلت بها الشركات المصنعة للقاحات بشأن فاعليتها في الحماية من المتحور الجديد.

وهبط سعر العقود الآجلة لخام برنت 47 سنتا أي 0.6 في المائة إلى 75.35 دولار للبرميل، بعد أن ارتفعت إلى 76.70 دولار للبرميل. وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 31 سنتا، بما يعادل 0.4 في المائة إلى 72.05 دولار للبرميل، بعدما سجلت أعلى مستوى خلال الجلسة عند 73.34 دولار للبرميل.

وفرض بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني قيودا أكثر صرامة في إنجلترا الأربعاء قائلا "إنه يتعين على الناس العمل من منازلهم قدر الإمكان ووضع الكمامات في الأماكن العامة وإظهار بطاقات التطعيم للدخول لأماكن معينة".

وتعتزم الدنمارك كذلك فرض قيود، منها إغلاق المطاعم والمدارس، وأوقفت الصين الرحلات السياحية الجماعية من قوانجدونج، بينما سجلت كوريا الجنوبية إصابات قياسية، في حين ارتفعت الإصابات في سنغافورة وأستراليا.

وأدت السلالة "أوميكرون" إلى تراجع 16 في المائة، في أسعار برنت من 25 تشرين الثاني (نوفمبر) إلى الأول من كانون الأول (ديسمبر). وتم تعويض أكثر من نصف هذا التراجع هذا الأسبوع، لكن محللين يقولون "إن مزيدا من التعافي قد يكون محدودا حتى يتضح تأثير السلالة".

وأثرت بيانات المخزونات الأمريكية الصادرة كذلك في أسعار النفط، إذ كشفت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات الخام الأمريكية انخفضت 240 ألف برميل في الأسبوع الماضي، وهو ما يقل بكثير عن توقعات المحللين في استطلاع أجرته "رويترز"، كما كشفت البيانات أن مخزونات الوقود زادت 6.6 مليون برميل.‬

من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 75.09 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 74.61 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي، وإن السلة كسبت نحو أربعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 71.63 دولار للبرميل".

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024