logo

الليرة ورهان أردوغان.. انهيارات وليس انهيار واحد

19 ديسمبر 2021 ، آخر تحديث: 19 ديسمبر 2021
الليرة ورهان أردوغان.. انهيارات وليس انهيار واحد
الليرة ورهان أردوغان.. انهيارات وليس انهيار واحد

 يبدو أن انهيار الليرة التركية لم ولن يتوقف في الأيام القليلة القادمة، التضخم يواصل الارتفاع الرئيس يصر على خفض معدلات الفائدة. 

جنبا إلى جنب الأتراك يهرولون صوب اقتناء الذهب والأصول البديلة والتخلص من الليرة، المستثمرون يهربون ويبيعون عملة البلاد... 

رهان أردوغان 

وكي تكتمل الصورة بات كسر المستويات السعرية التي لم يكن أكثر المتشائمين يحلم بها يوما تتحطم كل ساعة.. وباتت رؤية الليرة التركية عند مستويات الـ 20 أمر لا يحتاج سوى بعض الوقت. 

يرى الرئيس التركي أن دولته صناعية ومصدرة ويريد نموذجا يشجع على الصادات وجلب الاستثمارات، ولتحقيق هذا يصر على خفض الفائدة وربما خفض قيمة عمل البلاد وفقا لرؤية كثير من المحللين. 

لكن السؤال الأهم.. هل تتحمل تركيا واقتصادها ومواطنيها وعملتها ضغوط وأحلام الرئيس أردوغان حتى يتحقق لها النصر في حربه الاقتصادية؟! 

هل تتحول تركيا كما يريها أردوغان.. صين أوروبا الجديدة ذات العملة المنخفضة والاستثمارات المهولة والصادرات القياسية؟! 

قد يراهن أردوغان على احتياطيات ضخمة تتجاوز الـ 120 مليار دولار لدى المركزي التركي، لكن تلك الاحتياطيات ورغم إنفاق ما يقرب من 3 مليارات دولار لم تنقذ الليرة. 

وخلال هذا الرهان المحفوف بالمخاطر قد يكون الثمن باهظ رغم رفع الأجور وخفض الضرائب، حيث التضخم يزداد سعرها يوما تلو لآخر.. الأيام المقبلة فقط من سيجيب من الفائز بالرهان؟ 

الليرة الآن 

كسرت الليرة التركية يوم الجمعة الماضي مستويات قياسية جديدة لتتجاوز الـ 17 ليرة/ دولار وتحديدا بعد مشاهدتها عند 17.1630 ليرة / دولار. 

لكن بعد تدخل المركزي التركي هدأت موجة التراجعات لتغلق عند مستويات 16.4135 ليرة / دولار بتراجع في حدود 5%، بينما خسرت خلال ديسمبر فقط 22%. 

وفي المقابل من انهيار الليرة قفز الذهب بجنون وتم مشاهدته قرب مستويات الـ 1000 ليرة/ جرام، إلا أه أغلق عند مستويات 949.27 ليرة بارتفاع 5%. 

تطمين 

قال اتحاد المصارف في تركيا يوم السبت إن وزير المالية نور الدين النبطي أطلع الاتحاد وهيئة التنظيم والرقابة المصرفية ومديري البنوك الحكومية على النموذج الاقتصادي الجديد ذي أسعار الفائدة المنخفضة الذي وضعته الحكومة، وذلك بعد أن هوت عملة الليرة إلى مستويات قياسية. 

وقال اتحاد المصارف في بيان "ستواصل بنوكنا استخدام مواردها لتلبية الاحتياجات المالية للأسر وقطاع (المعاملات) الحقيقي ضمن آلية السوق الحرة". 

تحذير أردوغان 

حثت توسياد، وهي أكبر جمعية لرجال الصناعة والأعمال في تركيا، حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان على التخلي عن سياستها النقدية القائمة على أسعار فائدة منخفضة تسببت في انهيار قيمة الليرة. 

ودعت الجمعية إلى العودة إلى "قواعد علم الاقتصاد". 

وقالت توسياد في بيان إنها حذرت الحكومة من الآثار السلبية لسياسة أسعار الفائدة المنخفضة مضيفة أن المشكلات الاقتصادية تُلحق الضرر بالشركات والمواطنين على السواء. 

وجاء في البيان "نتيجة لعدم الاستقرار الذي نشهده في الأوقات الأخيرة صار واضحا أن الأهداف التي ينشدها هذا البرنامج الاقتصادي... لن تتحقق". 

وأضاف أنه صارت هناك "أجواء من الريبة وعدم الاستقرار" ومن المحتمل أن يتسبب النموذج الاقتصادي في مشاكل "أكثر بكثير" في المستقبل. ومضى قائلا "حتى الصادرات التي يُتوقع أن تكون المستفيد الأكبر من هذا (البرنامج) تضررت في ظل هذه الأجواء". 

واستنكر دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القومية التركي والحليف لأردوغان بيان توسياد وقال إن السياسة الاقتصادية الجديدة ستنجح على الرغم من حالة "حصار" على الاقتصاد. 

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024