أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التزام بلاده باتفاق تحالف "أوبك+" حول كميات إنتاج النفط الذي تقوده إلى جانب روسيا خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأحد. وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) "إن المسؤولين بحثا خلال الاتصال الأوضاع في أوكرانيا والهجوم الروسي عليها وأثر الأزمة في أسواق الطاقة".
ولفت البيان إلى حرص الرياض على استقرار وتوازن أسواق البترول والالتزام باتفاق أوبك+". وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاؤها بقيادة روسيا فيما يعرف باسم "أوبك+"، اتفقوا في الثاني من شهر فبراير (شباط) الحالي على التمسك بزيادات معتدلة في إنتاجها النفطي.
وتأتي تأكيدات ولي العهد السعودي في وقت شهدت أسعار النفط صعوداً لمستويات قياسية منذ الاجتياح الروسي لكييف، إذ بلغ سعر النفط بمرجعيه أكثر من 100 دولار يوم الخميس مع بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، لكن سعر برميل "برنت نفط بحر الشمال" تسليم في شهر أبريل (نيسان) تراجع الجمعة إلى 99.17 دولار، بينما استقر برميل "غرب تكساس الوسيط" تسليم شهر أبريل عند مستوى سعر 92.61 دولار للبرميل.
مخاوف من ارتفاع أسعار الطاقة
وفي السياق ذاته،ذكرت وكالة " رويترز" إن العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على روسيا تثير القلق من تأثر قطاع الطاقة بحسب ما ذكرت الوكالة ، حيث أنه ومنذ بداية الأزمة لم تبد دول "أوبك"، نية تجاه زيادة الإنتاج. وعلى الرغم من أن تحالف المنتجين يبذل جهوداً من أجل الوفاء بالأهداف الحالية والالتزام بالاتفاق المبرم بين أعضائه، إلا أنه يتعرض لضغوط من كبار المستهلكين الذين يطالبونه بضخ مزيد من الخام للحد من ارتفاع الأسعار، وسط مخاوف من اضطراب الإمدادات الناجمة عن الأزمة الأوكرانية - الروسية. وفي الصدد ذاته، حثت وكالة الطاقة الدولية "أوبك+" في وقت سابق الأسبوع الماضي على تضييق الفجوة بين أهدافها الإنتاجية والإنتاج الفعلي.
وتشكل الإمدادات الروسية حوالى 40 في المئة من حاجة الغاز الأوروبية، فيما يتجه نحو 2.3 مليون برميل من الخام الروسي غرباً كل يوم عبر شبكة من خطوط الأنابيب.
وتقود السعودية إلى جانب روسيا تحالف "أوبك+" الذي يضم 13 عضواً في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) و10 من خارج المنظمة، وقاومت هذه الدول ضغوطاً أميركية لزيادة الإنتاج بهدف خفض الأسعار. وفي بداية شهر فبراير (شباط) الحالي، أعلنت دول التحالف "أوبك+" زيادة طفيفة في الإنتاج بواقع 400 ألف برميل يومياً خلال شهر مارس (آذار) المقبل، وهي الكمية نفسها كما في الأشهر السابقة.
عدم رفع الإنتاج
ومع ارتفاع وتيرة مخاوف الدول المستوردة للنفط من ارتفاع الأسعار نتيجة للصراع الحالي في أوكرانيا، إلا أن وزراء النفط والطاقة العرب شددوا على الالتزام بالاتفاق الحالي لتحالف "أوبك+" خلال مشاركتهم في المؤتمر الدولي لتقنية البترول للعام 2022 الذي احتضنته في العاصمة السعودية الرياض الأسبوع الماضي، رافضين دعوات إلى ضخ مزيد من النفط لتخفيف الضغوط على الأسعار، بحسب وكالة "رويترز".