logo

«المركزي الأوروبي» يرفع الفائدة الخميس

19 يوليو 2022 ، آخر تحديث: 19 يوليو 2022
«المركزي الأوروبي» يرفع الفائدة الخميس
«المركزي الأوروبي» يرفع الفائدة الخميس

من المتوقع أن يرفع البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة بعد غد الخميس لأول مرة منذ أكثر من عقد، لكنه يواجه ضغوطا لاتخاذ مزيد من الخطوات في ظل بلوغ التضخم مستويات قياسية.
وبحسب "الفرنسية"، يستعد المركزي الأوروبي منذ شهور لانتهاء حقبة القروض الزهيدة التي دعمت الاقتصاد خلال سلسلة أزمات في الأعوام الأخيرة.
وفي مسعى لمواجهة الارتفاع الحاد في الأسعار، قال المصرف المركزي إنه ينوي رفع معدلات الفائدة بربع نقطة، في خطوة غير مسبوقة منذ 2011.
وأوقف البنك المركزي الأوروبي برنامجه التحفيزي لشراء السندات منذ مطلع يوليو مع استعداده لرفع الفائدة.
يأتي رفع معدلات الفائدة ردا على ارتفاع غير مسبوق في الأسعار، مدفوعا بتعطل سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الطاقة في أعقاب الحرب الروسية - الأوكرانية.
وبلغ معدل التضخم في منطقة اليورو 8.6 في المائة في يونيو، وهو أعلى مستوى في تاريخ المنطقة، التي تستخدم العملة الموحدة ويعد أعلى بكثير من هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة.
وتواصل المؤسسة التي تتخذ من فرانكفورت مقرا محاولة اللحاق بركب جهات مماثلة مثل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي سبق نظيره الأوروبي في رفع معدلات الفائدة وبشكل كبير.
وكان سعر الفائدة على الودائع الذي حدده البنك المركزي الأوروبي سلبيا على مدى الأعوام الثمانية الماضية، بينما يبلغ المعدل الرئيس حاليا -0.5 في المائة.
وصمم معدل الفائدة العقابي، الذي يفرض رسوما على المصارف لإيداع أموالها في البنك المركزي الأوروبي للتشجيع على زيادة الإقراض والنشاط الاقتصادي ورفع معدلات التضخم.
وبعدما بقيت منخفضة على مدى أعوام، ارتفعت الأسعار أمس نتيجة تعطل سلاسل الإمداد جراء وباء كوفيد والقفزة التي شهدتها أسعار المواد الغذائية والطاقة بسبب حرب أوكرانيا.
وجاء الارتفاع الكبير في مستويات التضخم مفاجئا للمصارف المركزية، ولا سيما البنك المركزي الأوروبي.
والآن، يهدف البنك المركزي لرفع معدلات الفائدة لإخراجها من المنطقة السلبية بحلول نهاية سبتمبر كجزء من مجموعة قرارات برفع معدلات الفائدة بشكل "تدريجي لكنه مستدام"، بحسب كريستين لاجارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي. ويرى كارستن برزيسكي من مصرف "آي إن جي" أن "عملية التطبيع الحذرة التي بدأها البنك المركزي الأوروبي نهاية العام الماضي كانت بكل بساطة بطيئة ومتأخرة للغاية".
وأضاف أنه مع تسبب كل إصدار جديد للبيانات بحالة ذعر جديدة، فإن خطوة الربع نقطة الحذرة التي اتخذها البنك المركزي الأوروبي قد تؤدي إلى "خيبة أمل".
وأوضح أن بعض صانعي القرارات في المصرف قد يضغطون من أجل تحرك أسرع لكن المسألة ستتمثل في "محاولة للموازنة بين مصداقية البنك المركزي الأوروبي كمؤسسة يمكن التنبؤ بخطواتها ومصداقيته كجهة عازمة على مكافحة التضخم".
ويرى مدير أبحاث الاقتصاد الكلي لدى "بيكتيت لإدارة الثروات" فريدريك دوكروزيت بأن البنك المركزي الأوروبي وجد نفسه أمام "معادلة يستحيل حلها".
وكان القائمون على المصرف المركزي عازمين على مكافحة التضخم، بينما يقف "اقتصاد منطقة اليورو على حافة الركود"، وهي ظروف يترددون فيها عادة في رفع معدلات الفائدة.
وتخيم الحرب في أوكرانيا على توقعات الاقتصاد في وقت تستعد فيه دول منطقة اليورو لشتاء قد يشهد شحا في الطاقة وتخطط للتقنين في استهلاك الموارد في حال أوقفت روسيا شحنات الغاز إلى القارة.
وإذا ما أضيف إلى ذلك تراجع اليورو الذي بلغ مستوى التكافؤ مع الدولار أخيرا لأول مرة منذ نحو 20 عاما، والأزمة السياسية في إيطاليا، فستزداد صعوبة الحسابات النقدية، بحسب دوكروزيت.
وأثار انسحاب حزب رئيس من الائتلاف الحاكم برئاسة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي الذي كان رئيسا للبنك المركزي الأوروبي قلق المستثمرين، ما أدى إلى رفع تكاليف الاقتراض مجددا.
ودفع الضغط المتزايد بشكل متسارع في أسواق السندات البنك المركزي الأوروبي إلى الاستجابة في منتصف يونيو عبر المسارعة في تصميم أداة لمكافحة "التجزئة" في منطقة اليورو.
وقال لويس دي جيندوس، نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي مطلع يوليو إن الأداة الجديدة "ضرورية" لتجنب "تباين مبالغ فيه" في تكاليف الاستدانة التي تواجهها مختلف الدول ولضمان تأثر جميع الدول الأعضاء في منطقة اليورو بشكل متساو بالإجراءات النقدية.
لكن الفكرة قوبلت ببعض التشكيك من عدد من أعضاء مجلس الحكام.
وحذر يواخيم ناجل، مدير البنك الاتحادي الألماني المعروف بسياساته المحافظة من أنه لا ينبغي استخدام أي أداة مخصصة للأزمات إلا في ظل "ظروف استثنائية" وبناء على شروط صارمة.

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024