تتجه العديد من الشركات الأوروبية والبريطانية إلى العودة للعمل من المنازل واستعادة التجربة التي سبق أن مرت بها خلال جائحة كورونا، لكن هذه المرة بسبب ارتفاع فواتير الطاقة، حيث يسود الاعتقاد بأن العمل عن بُعد سيوفر على الشركات والأعمال الكثير من الأعباء والتكاليف وخاصة فواتير الكهرباء والغاز والمياه والتدفئة.
وقالت شركة "سكيفت"، وهي شركة بحوث أميركية متخصصة، إن الطلب على شبكات العمل الافتراضية على الإنترنت عاد لتسجيل الارتفاع بسبب الزيادة المطردة في أسعار الطاقة.
وبحسب بحث مسحي أجرته "سكيفت"، فإن 77% من موظفي المكاتب في بريطانيا يقولون إن المكتب القريب من منازلهم أمر لا بد منه لوظيفتهم التالية، وهم أكثر احتمالاً بأربعة أضعاف أن يقوموا باختيار صاحب عمل يعرض مكتباً قريباً من المنزل"، فيما يبدو أن تفضيل المكتب القريب له علاقة بارتفاع أسعار الوقود والمواصلات.
وقالت شركة (IWG) التي تدير شبكة مكاتب عالمية مشتركة - أي إنها تقوم بتأجير المكتب الواحد لأكثر من شركة بحيث يمكن أن تكتفي الشركة باستئجار طاولة مكتبية واحدة داخل غرفة وأحياناً تكتفي باستئجار عنوان - إنها تعتزم زيادة مواقعها على مستوى العالم، بحسب ما قال المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، مارك ديكسون.
وتخطط (IWG) لإضافة 1000 موقع جديد على مستوى العالم في عام 2022، مع وجود غالبية هذه المواقع في الضواحي والمواقع الريفية، كما يقول الرئيس التنفيذي للشركة إن شبكتها الإجمالية سجلت نمواً بنحو مليوني عميل جديد خلال العام الماضي.
بدروه، قال الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي، سام روزين: "نتوقع ارتفاعاً في الطلب نظراً لارتفاع تكاليف التدفئة والكهرباء في جميع أنحاء أوروبا، مما يجعل دعم تكاليف الطاقة نيابة عن أرباب العمل مكلفاً للموظفين الذين يعملون من المنزل".
من جهتها، قالت شركة (AndCo) التي تقدم عضوية مكتبية في أماكن تشمل الفنادق والمقاهي، إنها تشهد بالفعل تقليص حجم الشركات بسبب فواتير الطاقة.
وذكر متحدث باسم شركة (WeWork) أن الشركة لا يمكنها التنبؤ بكيفية رد فعل أعضائها على ارتفاع الفواتير، لكنها شهدت قفزة في عدد الأشخاص العائدين إلى مبانيها خلال الأشهر الأخيرة.
وتوفر هذه الشركات مكاتب مشتركة لأكثر من شركة في آن واحد، وهو ما يعني أن العديد من الشركات بدأت تقلص مساحاتها المكتبية وتلجأ الى المشاركة، وتدفع بأغلب موظفيها للعمل عن بُعد، من أجل توفير تكاليف الطاقة.