logo

أسعار الغذاء تتراجع عالميا للشهر السادس على التوالي

09 أكتوبر 2022 ، آخر تحديث: 09 أكتوبر 2022
أسعار الغذاء تتراجع عالميا للشهر السادس على التوالي
أسعار الغذاء تتراجع عالميا للشهر السادس على التوالي

كشف تقرير حديث أن مؤشر أسعار الغذاء تراجع للشهر السادس على التوالي خلال سبتمبر (أيلول) الماضي بانخفاض 1.1 في المئة عن أرقام أغسطس (آب) الماضي بينما بقي 5.5 في المئة أعلى من قيمته قبل عام.

وأوضحت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة، أن مؤشرها لأسعار الزيوت النباتية قاد الانخفاض، حيث انخفض بنسبة 6.6 في المئة خلال الشهر ليصل إلى أدنى مستوى له منذ فبراير (شباط) 2021.

وأشارت إلى أنه وعلى النقيض من ذلك ارتفع مؤشر أسعار الحبوب 1.5 في المئة عن أغسطس، حيث انتعشت أسعار القمح العالمية بنسبة 2.2 في المئة مرتبطة بالمخاوف المتعلقة بظروف المحاصيل الجافة في الأرجنتين والولايات المتحدة الأميركية والوتيرة السريعة للصادرات من الاتحاد الأوروبي وسط ارتفاع الطلب الداخلي وزيادة عدم اليقين في شأن استمرار مبادرة حبوب البحر الأسود إلى ما بعد نوفمبر (تشرين الثاني).

توقعات بانكماش مخزونات الحبوب العالمية

في ذات الإطارـ قالت المنظمة، إن أسعار الذرة العالمية كانت مستقرة إلى حد كبير، حيث أدى ارتفاع دولار الولايات المتحدة إلى مواجهة الضغط الناجم عن توقعات أكثر صرامة للإمدادات مرتبطة بتخفيض توقعات الإنتاج في الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي. وأوضحت أن مؤشر أسعار جميع أنواع الرز ارتفع بنسبة 2.2 في المئة، وهو ما يرجع إلى حد كبير إلى تغيرات سياسة التصدير بالهند والمخاوف بشأن تأثير الفيضانات الشديدة في باكستان.

وبالنسبة لأسعار منتجات الألبان قالت المنظمة، إن المؤشر انخفض بنسبة 0.6 في المئة خلال الشهر الماضي مما يعكس إلى حد كبير تأثير ضعف اليورو مقابل الدولار إلى جانب عدم اليقين في السوق وآفاق النمو الاقتصادي العالمي القاتمة فى الوقت الذى انخفض مؤشر الفاو لأسعار اللحوم 0.5 في المئة حيث انخفضت أسعار لحوم الأبقار العالمية بسبب ارتفاع توافر الصادرات من البرازيل وانخفضت أسعار لحوم الدواجن بسبب انخفاض الطلب على الواردات.

وأشارت إلى انخفاض مؤشر أسعار السكر 0.7 في المئة خلال سبتمبر وهو ما أرجعته المنظمة إلى توقعات الإنتاج الجيدة في البرازيل إلى جانب انخفاض أسعار الإيثانول وتأثيرات حركة العملات.

على صعيد التوقعات، رجحت "فاو" أن يبلغ إنتاج الرز العالمي نحو 512.8 مليون طن بانخفاض 2.4 في المئة عن أعلى مستوى له على الإطلاق خلال 2021.

يأتي ذلك في الوقت الذي رفعت المنظمة في سبتمبر الماضي توقعاتها لإنتاج القمح العالمي إلى 787.2 مليون طن بزيادة نسبتها واحد في المئة عن العام السابق.

وقالت المنظمة، إنها في طريقها لتسجيل مستوى قياسي مرتفع بسبب محاصيل أفضل من المتوقع في الاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي. مشيرة إلى أنها تتوقع أن ينخفض الاستخدام العالمي للحبوب خلال عام 2022-2023 بنسبة 0.5 في المئة عن الموسم السابق إلى 2784 مليون طن.

ومن المتوقع أن تنكمش مخزونات الحبوب العالمية في نهاية مواسم 2023 بنسبة 1.6 في المئة دون مستوياتها الافتتاحية لتصل إلى 848 مليون طن.

كما رجحت أن تنخفض نسبة مخزونات الحبوب العالمية إلى حجم الاستهلاك إلى 29.7 في المئة خلال 2022-2023 من 31 في المئة خلال العام السابق.

موجات الحرارة تضرب الإنتاج الأميركي

في الوقت نفسه تستمر الحرارة الحارقة والجفاف في الضغط على الغرب الأميركي، مما يجبر المزارعين في الولايات المنتجة للزراعة الحيوية على الأراضي البور واقتلاع البساتين وتقليل قطعان الماشية وخفض المحاصيل المتوقعة.

يقول الخبير الاقتصادي في "ويلز فارغو" تشارلي دوجيرتي الذي شارك، أخيراً، في تقرير عن الحالة الاقتصادية للزراعة الأميركية، إن "موجات الجفاف الطويلة مرتبطة ببعض المخاطر المتزايدة والمتمثلة في استمرار ارتفاع التضخم لفترة أطول".

وأدت درجات الحرارة المرتفعة والجفاف إلى تفاقم المشكلات التي تواجه المزارعين الأميركيين، بما في ذلك آثار سلسلة التوريد المتتالية من الحرب الروسية ضد أوكرانيا التي تسببت في ارتفاع أسعار المدخلات مثل الأسمدة، ونقص العمال على الصعيد الوطني، وأشار الاقتصاديون إلى التضخم وارتفاع أسعار الطاقة.

يقول دوجيرتي "عندما جمعت كل ذلك معاً، واجه المزارعون ومربو الماشية ضغوطاً غير عادية من حيث التكلفة. وهذه التكاليف المرتفعة يتم نقلها إلى المستهلكين". ويعد ارتفاع أسعار المواد الغذائية أحد العوامل الرئيسة التي تغذي التضخم، وفقاً لبيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأخيرة.

في تقرير حديث، أشار اتحاد مكتب المزارع الأميركي، إلى أن "الغالبية العظمى من الفواكه وجوز الأشجار والخضراوات يتم الحصول عليها من الولايات المنكوبة بالجفاف مثل كاليفورنيا وتكساس".

ووفقاً لمكتب الزراعة، فإن آثار الجفاف "ستؤدي على الأرجح إلى دفع المستهلكين الأميركيين أكثر مقابل هذه السلع والاعتماد جزئياً على الإمدادات الأجنبية أو تقليص تنوع العناصر التي يشترونها في المتجر".

ويرى دوجيرتي أن "ظروف الجفاف في الولايات المتحدة تهدد أيضاً بالوصول العالمي إلى بعض العناصر مثل اللوز، لأن كاليفورنيا تنتج 80 في المئة من إمدادات العالم".

في حين أن غالبية هذه المحاصيل المتخصصة لا تزال قائمة، فإن الرز أحد أكثر المحاصيل تضرراً في كاليفورنيا، وفقاً لما ذكره آرون سميث، أستاذ الاقتصاد الزراعي بجامعة كاليفورنيا في ديفيس ديلوتش.

وأشار إلى أن مساحات الرز انخفضت بنسبة 55 في المئة هذا العام، لافتاً إلى أن بيانات وزارة الزراعة الأميركية تظهر زيادة في مساحات الزراعة المحظورة، أو الأراضي المخصصة لمحصول ولكن منعتها كارثة طبيعية أو عدم كفاية المياه.

وقال إن ولاية كاليفورنيا التي تأتي في المرتبة الثانية بعد أركنساس في إنتاج الرز بين الولايات الأميركية تنتج حوالى 900 مليون دولار من المحصول سنوياً. وتعد كاليفورنيا منتجاً ومصدراً رئيساً للرز متوسط الحبة الموجود في أطباق السوشي والريزوتو.

وقال إنه في حين أن انخفاض المساحات يمثل ضربة كبيرة لإنتاجه في الولايات المتحدة، فإن الآثار يمكن أن تخففها مصادر أخرى. يقول سميث، "إذا دققنا من منظور عالمي، وهو ما يدفع سعر الرز، فإن كاليفورنيا ليست منتجاً كبيراً بالنسبة للعالم بأسره. التأثير المحلي كبير. التأثير العالمي وتأثير المستهلك في الوقت الحالي ليس كذلك".

ويرى خوسيه ميديلين أزوارا الأستاذ المشارك في الهندسة البيئية بجامعة "كاليفورنيا ميرسيد"، أن الاقتصاد المعولم والتجارة يمثلان حاجزاً إلى حد ما. وأضاف "لا أعتقد أننا في حالة انعدام الأمن الغذائي في هذه المرحلة، لكنها في الحقيقة مجرد تذكير بأن درجات الحرارة الأكثر دفئاً يمكن أن تجلب المزيد من التحديات لإنتاج العديد من السلع الزراعية التي نراها تقليدياً.

هناك اعتراف بأن احتياطيات المياه الجوفية لن تكون موجودة دائماً لمساعدتنا على مواجهة الجفاف في المستقبل، إذا لم نستخدمها بشكل أكثر استدامة".

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024