يبدو أن سيناريو الأمس عاد ليتكرر من جديد، حيث استهلت أسعار الذهب تعاملات، اليوم الثلاثاء، على تراجع تزامنا مع ارتفاع مؤشر الدولار الذي يبدو أنه عاد لحالة الزخم.

وبعد ارتفاع الدولار أمس في التعاملات المبكرة تزامنا مع صعود السندات، تراجع الذهب من قمة ما يزيد عن شهر في ظل تصريحات مسؤولي الفيدرالي التي أشارت إلى أنه من المبكرة الحديث عن التخلي عن سياسة صارمة لمواجهة التضخم.

وقال توم باركين، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، إن أسعار الفائدة سترتفع بوتيرة أبطأ، ولكن لفترة أطول، وبسعر أعلى الدورة المستهدفة.

تتطابق نبرة باركين مع نغمة الرئيس جيروم باول، وهو مؤشر على أن البنك المركزي يحاول توجيه السوق بعيدًا عن الآمال في أي انعكاس وشيك في السياسة.

الذهب الآن

تراجعت العقود الفورية للذهب دولار أمريكي خلال هذه اللحظات من تعاملات، اليوم الثلاثاء، في حدود 6 دولارات أو ما يعادل 0.35%، نزولًا إلى مستويات دون الـ 1670 دولار للأوقية.

وفي المقابل نزلت العقود الآجلة للذهب خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم في حدود 7 دولارات، أو ما يعادل 0.4% إلى مستويات قرب الـ 1673 دولار للأوقية.

الدولار الآن

ومرة أخرى عاد مؤشر الدولار للارتفاع بعد تراجعات أمس الإثنين، ليصل إلى مستويات 110.4 نقطة مقابل سلة من العملات الرئيسية، بزيادة 0.3% خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الثلاثاء.

وفي المقابل انتفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية من جديد قرب قمة 15 عام ليصل إلى مستويات 4.22% بزيادة 0.011 نقطة خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم.

ماذا حدث؟

ارتفعت أسعار الذهب للجلسة الثانية على التوالي في نهاية تعاملات أمس الإثنين 7 نوفمبر، في ظل مخاوف من ركود اقتصادي، وتراجع الدولار الأميركي.

وكانت أسواق المعدن النفيس قد استهلت تعاملاتها على تراجع من أعلى مستوى لها في 3 أسابيع، قبل أن تتحول للارتفاع.

وبنهاية تعاملات أمس ارتفع سعر العقود الآجلة لمعدن الذهب بنسبة 0.3%، ما يعادل 3.90 دولارًا، ليصل إلى 1680.50 دولارًا للأوقية وفي المقابل تراجع سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنحو 0.0.3%، ليصل إلى 1676.53 دولارًا للأوقية.

وفي المقابل كان مؤشر الدولار الرئيسي، الذي يقيس العملة الأميركية أمام سلة من العملات الرئيسة، قد انخفض بنحو 0.9%، ليصل إلى 110.095 نقطة.

ضغط الفائدة

رفعت بيانات الوظائف الأميركية، الصادرة يوم الجمعة، الآمال في أن يقلص مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتيرة رفع معدلات الفائدة.

وأشار 4 من صانعي السياسة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، يوم الجمعة، إلى أنهم ما زالوا يفكرون في رفع سعر الفائدة بشكل أقل في اجتماعهم المقبل للسياسة.

وسيركز المستثمرون الآن على بيانات التضخم الأميركية المقرر صدورها في وقت لاحق من هذا الأسبوع؛ إذ من المحتمل أن تلقي البيانات بعض الضوء على تحرك رفع سعر الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في اجتماع ديسمبر.

مخاوف التضخم

قال المحلل في سيتي إندكس مات سيمبسون: "تتمتع بيانات التضخم الأميركية بالقدرة على إنعاش الذهب أو تحطيمه، بينما تفضّل الأسواق حاليًا رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساسية".

وأضاف سيمبسون: "أنه من المحتمل أن تشهد قراءة التضخم الساخنة احتمالات زيادة قدرها 75 نقطة أساس وترسل الدولار إلى الأعلى والذهب للانخفاض".

يأتي ذلك في ظل تخوفات من ركود اقتصادي، بالتزامن مع استمرار حالات الإغلاق لمواجهة كورونا في الصين، ثاني أكبر اقتصاد عالمي