logo

الانتخابات الأمريكية والأسواق.. صعود هائل للذهب وسقوط مدوٍّ للدولار؟

10 نوفمبر 2022 ، آخر تحديث: 10 نوفمبر 2022
الانتخابات الأمريكية والأسواق.. صعود هائل للذهب وسقوط مدوٍّ للدولار؟
الانتخابات الأمريكية والأسواق.. صعود هائل للذهب وسقوط مدوٍّ للدولار؟

 في آخر تحديث لانتخابات التجديد النصفي الأمريكية، اقترب الجمهوريون من نيل الأغلبية في مجلس النواب، فيما سجل الديمقراطيين أداء أفضل من المتوقع وتجنبوا "موجة حمراء" من الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي. بينما لا يزال المشهد في مجلس الشيوخ ضبابيًا.

ورغم ذلك، فإن الساعات القليلة القادمة قد تكشف عن تغيّر في ميزان القوة بالنسبة للسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ.

وفي أول تعليق له على النتائج الأولية للانتخابات، تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض بالعمل مع الجمهوريين، وقال: "إنه يتفهم أن الناخبين مصابون بخيبة أمل على الرغم من أداء الديمقراطيين التنافسي المفاجئ".

وقال بايدن: "لقد أوضح الشعب الأميركي، على ما أعتقد، أنه يتوقع أن يكون الجمهوريون مستعدين للعمل معي أيضًا". وإذ أكد نيته الترشح لولاية رئاسية جديدة في عام 2024، قال إنه سيتخذ القرار النهائي في أوائل العام المقبل.

الانتخابات لم تحسم بعد

وفقًا لبيانات أسوشيتد برس الصادرة الآن، حصل الجمهوريين حتى الآن على 48 مقعد مقابل 46 مقعد للديمقراطيين في انتخابات مجلس الشيوخ، بينما حصل الجمهوريون على 207 مقعد في انتخابات مجلس النواب مقابل 184 مقعد للديمقراطيين.

ولم تحسم بعد سباقات مجلس الشيوخ في ولايتي نيفادا وأريزونا، حيث يحاول شاغلو المقاعد الديمقراطيون صد منافسيهم الجمهوريين، مع وجود آلاف الأصوات غير المحسوبة.

ووفقًا لتوقعات إديسون ريسيرش، يقترب الجمهوريون من نيل 218 مقعدًا اللازمة لانتزاع السيطرة على مجلس النواب من الديمقراطيين، مع وجود 207 مقاعد الآن في حوزتهم.

لكن تحليلاً أجرته رويترز لتوقعات مراكز استطلاعات الرأي البارزة غير الحزبية يوضح أن 21 سباقاً من بين 53 من السباقات الأكثر تنافسية لم تحسم بعد، مما يزيد احتمالات بقاء النتيجة النهائية غير معروفة لبعض الوقت.

وحتى الأغلبية الضئيلة في مجلس النواب ستسمح للجمهوريين بالتضييق على الرئيس الديمقراطي جو بايدن خلال العامين المقبلين، بعرقلة التشريعات وإطلاق تحقيقات قد تكون مضرة سياسياً.

كيف تتفاعل الأسواق مع الانتخابات؟

تتفاعل الأسواق الآن مع انتخابات التجديد النصفي في أمريكا، بينما تنتظر بيانات التضخم أيضًا، الأمران الذي جعل الأسواق بشكل عام تتقلب دون وجهة محددة بالنسبة لأغلب العملات الرئيسية والسلع والمعادن.

الذهب

يشير المحللون إلى أن فوز الجمهورين في الانتخابات النصفية قد يدعم الذهب بشكل أو بآخر، وذلك باعتبارهم يعارضون سياسة الدولار القوي ورفع الفائدة التي ينتهجها الفيدرالي في الآونة الأخيرة، الأمر الذي يدعم صعود الذهب في مواجهة سيد العملات.

ويقول ييب جون رونغ: "قد تؤدي قراءة التضخم الأعلى من المتوقع إلى إثارة المخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة بشكل أكبر، الأمر الذي سيوفر خلفية سلبية للذهب الذي لا يحقق عائدًا".

وكشفت تعاملات العقود الآجلة للمعدن الأصفر خلال تعاملات، اليوم الخميس، عن تراجع المعدن الأصفر بنسبة 0.2% نزولا إلى مستويات دون الـ 1708 دولار للأوقية.

وفي المقابل انخفضت XAU/USD - العقود الفورية للذهب دولار أمريكي خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم على بنسبة 0.05% إلى مستويات قرب الـ 1706 دولار للأوقية.

الدولار

وفي المقابل انخفض مؤشر الدولار وسط انحسار التوقعات باستمرار التشديد من جانب الفيدرالي الأمريكي، في ظل توجهات الناخبين الأمريكيين صوب تتويج الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي.

ويعارض الجمهوريين سياسة الديمقراطيين الرامية إلى رفع الفائدة لمواجهة التضخم، وهو ما منح الأسواق دفعة قوية للأمام، حيث ارتفعت الأسهم الأمريكية في ظل توجه استطلاعات الرأي لفوز الجمهوريين.

وانخفض مؤشر الدولار قليلاً خلال هذه اللحظات قرب مستويات 110.435 نقطة بانخفاض 0.05% مقابل سلة من العملات الرئيسية، لكنه يتداول قرب أدنى مستوياته في أكثر من شهر.

النفط

قبل يومين، وفي محاولة لإنقاذ حظوظ حزبه المتراجعة في الانتخابات، قال الرئيس الأميركي إنه ينوي مواجهة شركات إنتاج النفط بسبب تقاعسها في خفض الأسعار، وإنه قد يضطر إلى فرض ضرائب استثنائية على تلك الشركات، خاصة بعد تحقيقها أرباحاً بالمليارات، خلال الربع الثالث من العام. 

ويقول مطلعون على صناعة النفط في الولايات المتحدة إنهم أصبحوا غير راضين بشكل متزايد عن سلسلة من أولويات السياسة المتضاربة للرئيس وحزبه، خاصة مع الانتقال في غضون أشهر من وقف التأجير الفيدرالي للتنقيب عن النفط، إلى المطالبة بمزيد من الإنتاج، وصولاً إلى الطلبات غير الواقعية مثل إنفاق مليارات الدولارات لإضافة المزيد من طاقة التكرير في وقتٍ قصير.

إذاً، في حالة فوز الجمهوريين بمجلس الشيوخ سينعكس ذلك إيجاباً على قطاع النفط والغاز وبقية قطاع الطاقة، إلا إذا قرر الرئيس بايدن اللجوء إلى قرارات رئاسية لتطبيق أجندة المناخ.

في حالة فوز الجمهوريين بالغالبية في "الكونغرس" دون حصولهم على غالبية في "الشيوخ"، فإن أثر ذلك في سياسات الطاقة والمناخ سيكون ضعيفاً، لكنهم يستطيعون منع الرئيس بايدن من السحب من المخزون الاستراتيجي للتأثير في أسعار النفط، وهذا أمر مفيد لدول "أوبك" بشكل عام، وصناعة النفط الأميركية بشكل خاص.

وفي هذا الإطار، استقرت أسعار النفط، اليوم الخميس، على انخفاض متأثرة بتجديد قيود مكافحة كوفيد-19 في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، فضلا عن تأثرها بترقب المتعاملين لبيانات تضخم أمريكية قد توفر مؤشرات بخصوص رفع أسعار الفائدة مستقبلا.

وسجل خام برنت الآن مستويات الـ 92.3 منخفضًا بحوالي 0.33%. بينما يسجل خام تكساس مستويات الـ 85.4 منخفضًا بنسبة 0.47%.

وتصدر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة في وقت لاحق، اليوم الخميس، ومن المنتظر أن تظهر انخفاضا في مستوى التضخم الأساسي شهريا وسنويا. وربما يدفع هذا الفيدرالي الأمريكي إلى خفض حجم الزيادة المزمعة لأسعار الفائدة، الأمر الذي سيعتبر مؤشرا إيجابيا على النمو الاقتصادي والطلب على النفط

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024