ارتفعت أسعار النفط الخام اليوم الإثنين بعد قرار أوبك + بثبيت خطة الانتاج دون تغيير تزامنا وأنباء تخفيف قيود الإغلاق في بعض المدن الصينية ليعود التفاؤل بشأن تحسن الطلب.
وما عزز من صعود الأسعار دخول سقف أسعار النفط الروسي حيز التطبيق اليوم الإثنين، تزامنا وانخفض الدولار الذي يعكل على خفض تكلفة شراء النفط بالنسبة للمستوردين.
غرب تكساس خلال تعاملات اليوم الإثنين بأكثر من 2% وصولا إلى مستويات قرب الـ 82 دولار وتحديدًا عند مستويات 81.8 دولار للبرميل بزيادة في حدود 1.4 دولار للبرميل.
وزاد خام برنت القياسي خلال تعاملات اليوم الإثنين إلى مستويات قرب الـ 88 دولار للبرميل وتحديد عند مستويات 87.6 دولار للبرميل بارتفاع في حدود 2.1% أو ما يعادل 1.7 دولار للبرميل.
وقال محللون من إيه.إن.زد ريسيرش في مذكرة للعملاء "القرار يشير إلى عدم القدرة على التنبؤ بحالة العرض والطلب في الأشهر المقبلة".
وقالت آن لويز هيتل نائبة رئيس شركة وود ماكينزي في مذكرة إنه سيتعين على الاتحاد الأوروبي أن يستعيض عن الخام الروسي بشراء نفط من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا والولايات المتحدة الأمر الذي يجب أن يضع حدا أدنى لأسعار النفط على المدى القريب على الأقل.
يأتي القرار في أعقاب اتفاق بين مجموعة الدول السبع وأستراليا يوم الجمعة لوضع حد لسعر النفط الخام الروسي عند 60 دولارا للبرميل، في أحدث تحرك لفرض عقوبات على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا.
وقالت الحكومة في بيان إن استبعاد النفط الخام من مشروع سخالين-2 في أقصى شرق روسيا، والذي تمتلك فيه شركات الطاقة اليابانية حصصا بعد خروج شركة شل، تقرر "في ضوء أمن الطاقة في اليابان".
وأضاف البيان أنه سيتم الإعلان في وقت لاحق عن مزيد من الإجراءات بشأن المنتجات البترولية الروسية، والتي من المقرر أن يبدأ تطبيقها في الخامس من فبراير شباط 2023.
وأعلن التحالف في بيان الأحد أن الاجتماع المقبل سيُعقد في يونيو 2023.
قالت أوبك + في الخامس من أكتوبر الماضي إنها ستخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يوميًا، وهو أكبر خفض منذ بداية وباء كورونا، في خطوة تهدد بدفع أسعار البنزين للأعلى قبل أسابيع فقط من انتخابات التجديد النصفي الأمريكية.
وقالت أوبك + إنه سيتم تعديل وتيرة الاجتماعات الشهرية للمجموعة لتصبح كل شهرين للجنة المراقبة الوزارية، في حين سيظل موعد انعقاد الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك وخارجها كما هو، كل ستة أشهر وفقًا لمؤتمر أوبك العادي المقرر.
وجاء ذلك خلال الاجتماع الوزاري الرابع والثلاثون للدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، والدول المشاركة في الاتفاق من خارجها "أوبك بلس" الذي عُقد اليوم عبر الاتصال المرئي.
تماشيًا مع قرار أوبك بلس الصادر عن الاجتماع الوزاري الثالث والثلاثين للمجموعة، المنعقد في أكتوبر 2022، الذي بُني على اعتبارات السوق فقط، حيث أكد المتعاملون في السوق والصناعة البترولية أنه كان الإجراء الضروري والصحيح لتحقيق استقرار أسواق البترول العالمية.
وقررت الدول الأعضاء في أوبك بلس تعديل وتيرة الاجتماعات الشهرية للجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج، لتكون كل شهرين، مع منح اللجنة صلاحية عقد اجتماعات إضافية، أو طلب عقد الاجتماع الوزاري للدول الأعضاء في أوبك بلس، في أي وقت، للتعامل مع أي تطورات في السوق، متى ما تطلب الأمر.
وفي المقابل تقول روسيا إنها لن تقبل سقف أسعار النفط وتستعد للرد، وقال الكرملين إن روسيا "لن تقبل" تحديد سقف لأسعار نفطها ، وإنها تدرس كيفية الرد ، ردا على اتفاق بين القوى الغربية يهدف إلى الحد من مصدر رئيسي لتمويل حربها في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف قوله إن موسكو أجرت استعدادات لإعلان مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا.. وأضاف "لن نقبل هذا السقف".
وأضاف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا ستجري تحليلا سريعا للاتفاق وسترد بعد ذلك، وأكد أن أوروبا ستعيش دون النفط الروسي
وكانت أسعار الخام قد ارتفعت خلال التعاملات وسط توقعات بتخفيف قيود كورونا في الصين، وهو ما قد يساعد على انتعاش الطلب في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، في الوقت نفسه حدّ ارتفاع الدولار الأميركي من توسيع المكاسب.
وفي نهاية جلسة الجمعة انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي بنحو 1.5%، إلى 85.57 دولارًا للبرميل، و هبط سعر خام غرب تكساس الأميركي بنسبة 1.5%، إلى 79.98 دولارًا للبرميل.
وحقق الخامان القياسيان (برنت، وغرب تكساس) أول مكاسب أسبوعية بعد 3 أسابيع متتالية، بنحو 2.2% و4.9% على التوالي.
الطلب في الصين
تعتزم الصين الإعلان عن تخفيف بروتوكولات الحجر الصحي لفيروس كورونا، في الأيام المقبلة، وخفض الاختبارات الجماعية، وهو ما سيكون تحولًا كبيرًا في السياسة بعد الاحتجاجات الواسعة والغضب العام من أشد القيود في العالم.
وقالت مديرة صندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، اليوم الجمعة، إن إجراء معايرة أخرى لإستراتيجية الصين بشأن كورونا سيكون أمرًا بالغ الأهمية لاستدامة وموازنة تعافي الاقتصاد.
وقال محللون في إيه إن زد ريسيرش، في مذكرة: "الطلب على النفط عانى في ظل الإجراءات الصارمة لاحتواء فيروس كورونا؛ إذ يبلغ الطلب الضمني على النفط في الصين حاليا 13 مليون برميل يوميًا، أي أقل مليون برميل يوميًا من المتوسط".
النفط الروسي
في غضون ذلك، اتفقت حكومات الاتحاد الأوروبي على حد أقصى قدره 60 دولارًا للبرميل على النفط الروسي المنقول بحرًا مع آلية تعديل لإبقاء السقف عند 5% أقل من سعر السوق.
وقال بوفا غلوبال ريسيرش، في مذكرة، إن تحديد سقف لأسعار النفط الخام الروسي من شأنه أن يدفع المشترين أكثر مقابل النفط في السوق العالمية، ويمثل "خطرًا صعوديًا كبيرًا للأسعار في عام 2023".
وأضاف بوفا أنه إذا انتهى الأمر بإنتاج روسيا كميات أقل بكثير من النفط، فيمكنها "رفع أسعار النفط إلى الأعلى".
ويفترض بنك أوف أميركا أن يبلغ إجمالي إنتاج روسيا من النفط 10 ملايين برميل يوميًا لعام 2023، بينما حددت وكالة الطاقة الدولية الإنتاج عند 9.59 مليون برميل يوميًا.