تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بشكل ملحوظ خلال تعاملات اليوم الأربعاء رغم تعزز توقعات الأسواق بأن يستمر الفيدرالي في تشديد السياسة النقدية خلال اجتماعاته المقبلة، وفيما يلي أبرز المؤثرات على تحركات الدولار:
تضرر الدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم الأربعاء بالتزامن مع عمليات جني الأرباح على العملة الأمريكية المستمرة منذ أمس الثلاثاء، حيث كان الدولار الأمريكي قد ارتفع بنهاية الأسبوع الماضي وفي مستهل تعاملات هذا الأسبوع بفعل التفاؤل حيال استمرار الفيدرالي الأمريكي في تشديد السياسة النقدية وبخاصة بعد صدور العديد من البيانات الاقتصادية الإيجابية داخل الولايات المتحدة وعلى رأسها بيانات التوظيف والتي أظهرت قوة الأوضاع في سوق العمل، وارتفاع الأجور بقوة، وهو ما يعطي الفيدرالي مساحة أكبر للتحرك فيما يتعلق باستمرار رفع الفائدة.
أيضا، تراجع الدولار بشكل واضح بالتزامن مع تعزز مخاوف ركود الاقتصاد الأمريكي بالفترة المقبلة، حيث أفاد الرئيس التنفيذي لبنك جولدمان ساكس (NYSE:GS) ديفيد سولومون، بأنه من المحتمل بشكل كبير دخول الولايات المتحدة الأمريكية في حالة من الركود، وذلك بحلول العام القادم، مشيرا إلى أنه من المرجح ألا يدفع تراجع معدلات التضخم اقتصاد الولايات المتحدة للركود؛ ولكن هذا السيناريو أقل ترجيحا حاليا، فقد تستطيع الولايات المتحدة إعادة مستوى التضخم إلى ما يقرب من 4%، عند سعر الفائدة 5%، ولكن في ظل نمو اقتصادي محدود عند معدل 1%.
على الجانب الاَخر، وجد الدولار الأمريكي دعما من ارتفاع عائد السندات الأمريكية بمختلف اَجالها، حيث ارتفع عائد السندات لأجل 10 سنوات قرب مستوى 3.555% مرتفعا بنسبة 1.20%. وأيضا، ارتفع عائد السندات لأجل 20 عام بنحو 1.05% وسجل نحو 3.7974%. وفي الوقت ذاته، استقر العائد على السندات لأجل 30 عام ليسجل حوالي 3.559% مرتفعا بنسبة 1.02%. وهذا الصعود في عائد السندات كان داعما لتحركات الدولار الأمريكي أمام العملات الأخرى.
في ظل هذه التطورات السلبية وانخفاض الطلب على الدولار اليوم، تراجع مؤشر الدولار بشكل ملحوظ، واستقر فقرب مستوى 105 نقطة، حيث يتم تداوله حاليا قرب مستوى 105.12 نقطة، بنسبة انخفاض تصل إلى 0.45% ويترقب أي تطورات جديدة بالأسواق قد تؤثر بتداولاته.