logo

عقبة مهمة تنتظر لقاح فايزر-بيونتيك المعالج لكورونا ما هي؟

13 نوفمبر 2020 ، آخر تحديث: 13 نوفمبر 2020
_115363475_whatsubject
عقبة مهمة تنتظر لقاح فايزر-بيونتيك المعالج لكورونا ما هي؟


استقبل العالم بترحيب واسع الأنباء الواردة عن أول تجربة ناجحة على لقاح محتمل لفيروس كورونا.





لكن هناك العديد من الأسباب التي تدعو إلى توخي الحذر في التعامل مع هذه الأخبار، فضلا عن وجود عقبة كبيرة على الأقل يجب التغلب عليها أولا، تتعلق بعملية نقل اللقاح.





وتحدث وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، في لقاء مع بي بي سي، عن "عملية لوجستية ضخمة" تنتظر نقل لقاح شركتي فايزر/بيونتيك من مكان تصنيعه إلى الأفراد الذين سيحصلون عليه.





فاللقاح يجب أن يظل محفوظا في درجة حرارة 70 تحت الصفر، ولا يمكن وضعه في درجة حرارة أعلى، أكثر من أربع مرات خلال هذه الرحلة.


ودرجة الحرارة هذه تمثل تحديا كبيرا أمام عملية نقل اللقاح من المصانع إلى المستشفيات، فهي تحتاج إلى مبردات خاصة.

ونظرا لأن غالبية اللقاحات المعروفة لا تحتاج إلى درجة حرارة منخفضة مثل هذه سواء للنقل أو التخزين، فإن غالبية المستشفيات لا يوجد بها البنية التحتية التي يمكنها التعامل مع اللقاح الجديد.





وأقرت شركة فايزر، في بيان الإعلان عن نجاح تجارب اللقاح، بوجود "تحديات تتعلق بتوفير درجة حرارة منخفضة جدا للقاحنا ومتطلبات التخزين والتوزيع والإدارة المتعلقة باللقاح".





وحذر نائب كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا البروفيسور جوناثان فان، في مؤتمر صحفي بمقر الحكومة البريطانية يوم الاثنين، من أنه حتى في الأوقات العادية، "يمكن بل يحدث أن تسوء الأمور دائما"، وذلك عندما يتعلق الأمر بتصنيع لقاح وتوزيعه.




كيف سينقل اللقاح؟




شركة فايزر لديها خطة على المدى القصير لنقل اللقاح، فقد أشارت إلى أنه سيتم توزيعه من مراكزها الخاصة في الولايات المتحدة وألمانيا وبلجيكا.




ويحتاج اللقاح إلى نقله برا وجوا، ويتعرض لعملية تخزين محتمل في مراكز توزيع خلال المراحل المختلفة، وستكون العقبة الأخيرة (الاحتفاظ بدرجة الحرارة المطلوبة) عند تسليمه للعيادات ومراكز العمليات والصيدليات والمستشفيات.





وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن شركة فايزر طورت صندوق نقل خاص بحجم حقيبة سفر، معبأ بالثلج الجاف ومثبت به جهاز تعقب جي بي إس، ويمكنه الاحتفاظ بحوالي 5000 جرعة من اللقاح في درجة الحرارة المناسبة لمدة 10 أيام، بشرط أن يظل الصندوق مغلقا. كما أنه قابل لإعادة الاستخدام أيضا.





وتتولى شركة بولار ثيرمالز البريطانية صناعة صناديق مماثلة للقاحات أخرى، وتعتبر شركة فايزر من بين عملائها، ولكن حتى الآن لم تتلق طلبا لتصنيع صناديق اللقاح الجديد.





لكن هذا الصندوق لن يكون رخيص الثمن.





وأوضح رئيس المبيعات بشركة بولار ثيرمالز بول هاريسون، أن سعر الصندوق الواحد لنقل اللقاحات في درجة 8 درجات تحت الصفر فقط يتكلف 5000 جنيه استرليني، كما أنه يحمل 1200 جرعة فقط.





وتستخدم الشركة الهلام الهوائي (أيرو جيل) بدلا من الثلج الجاف داخل الصندوق، وهو مفيد في حال استمر نقص المخزون العالمي من ثاني أكسيد الكربون وأثر على توافر منتجات تعتمد عليه.





ماذا سيحدث للقاح بعد 10 أيام؟




قالت شركة فايزر إن اللقاح يمكن أن يبقى فعالا لمدة خمسة أيام أخرى بعد ذوبان الثلج من حوله، لكن هذا لا يضمن وجود الوقت الكافي لاستخدامه.




وتقول هيئة الصحة العامة في إنجلترا إن "الاستعدادات الوطنية" طويلة المدى لعمليات التخزين المركزي للقاح وتوزيعه في جميع أنحاء البلاد جارية في بريطانيا، ولكنها رفضت إعطاء تفاصيل.





لكن المعتاد هو عدم وجود مراكز تخزين لقاحات بدرجات حرارة منخفضة للغاية مثل تلك التي يتطلبها اللقاح الجديد، ومن غير المحتمل أن تكون متوافرة لدى المراكز الطبية المحلية.





وقال سام إيفرينغتون، أستاذ الطب العام، لبي بي سي يوم الاثنين، "ليس لدينا ثلاجات توفر درجة الحرارة المنخفضة هذه في مراكز الممارسة العامة الطبية". "لذا سنحتاج إلى توفيرها".





وهذه المشكلة ليست موجودة في بريطانيا فقط، بل في أمريكا أيضا.





وقال الدكتور غريغوري بولاند، من مايو كلينك في مينيسوتا لوكالة رويترز "نحن مركز طبي كبير وليس لدينا ثلاجات تخزين مثل هذه (للحفاظ على درجة حرارة اللقاح في 70 درجة تحت الصفر)".





وتمتلك بعض المؤسسات، مثل الجامعات ومختبرات الأبحاث قدرات التخزين المناسبة، فهل هناك احتمال أن يتم التبرع بها أو إقراضها كمراكز تخزين مؤقتة؟ في بريطانيا، شاركت الجامعات مواردها في ذروة الموجة الأولى من وباء كورونا، بما في ذلك أجهزة صنع معدات الوقاية الشخصية وأجهزة التنفس الصناعي.





وقال الدكتور مايكل هيد، عالم الأوبئة بجامعة ساوثهامبتون: "قد نرى ثلاجات موجودة تم التبرع بها".





ماذا سيحدث في البلدان الفقيرة؟




الوضع في البلدان النامية أكثر هشاشة.





فقد ذكرت وكالة أنباء أسوشيتد برس، الشهر الماضي أن بوركينا فاسو، في وسط إفريقيا، تعاني بالفعل من نقص كبير يصل إلى 1000 ثلاجة طبية.





ولدى منظمة الصحة العالمية، بالاشتراك مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، مشروعا مستمرا لرسم خريطة لمرافق التخزين الطبية الصالحة حول العالم لتخزين لقاح فيروس كورونا في درجة الحرارة المناسبة.





وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز أن اليونيسف تهدف إلى تركيب 65 ألف ثلاجة باردة تعمل بالطاقة الشمسية في البلدان منخفضة الدخل بحلول نهاية عام 2021.





ويقول مايكل بورلاكيس، أستاذ اللوجيستيات والمشتريات والتوريد في كلية كرانفيلد للإدارة: "إذا كنا نركز على سلسلة التبريد، فإن أوروبا وأمريكا الشمالية تمتلكان بنية تحتية قوية لتوفيرها. أما إذا ذهبت إلى أفريقيا وبعض أجزاء آسيا فهذا يمثل مشكلة كبيرة"





ويضيف: "لأكون إيجابيا، أعرف جيدا أن التخطيط موجود، بدأت الشركات في التخطيط لسلاسل التوريد الليلة الماضية، والعمل على التعاون مع الآخرين وتبادل المعلومات مع بعضهم البعض".





"في سلسلة التوريد، اعتدنا توقع ما هو غير متوقع. وعلى الرغم من ذلك، فإن حجم وقدرة وتعقيد هذه العملية أمر غير مسبوق".







أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024