يبدو أن حظوظ الذهب تشير إلى رقم قياسي جديد في الأفق. ويظل السؤال الوحيد هو متى؟.

التوقعات

إذا كان حماس وتفاؤل السوق صحيحًا، فقد يحدث ارتفاع قياسي للذهب في أقرب وقت، يوم الاثنين - بشرط أن تكون بيانات الوظائف الأمريكية لشهر مارس، المقرر إعلانها اليوم الجمعة، مواتية وداعمة بدرجة كافية.

ونقصد بمواتية أن يظهر تقرير الوظائف غير الزراعية نموًا منخفضًا بشكل ملموس خلال الشهر الماضي – بحيث ينخفض إلى 200,000 وظيفة، أو حتى أقل من 200,000 - مقابل توقعات بحوالي 239,000 ومقارنة بشهر فبراير عند 311,000.

مثل هذه الأرقام سوف تدق ناقوس الخطر في رؤوس الاقتصاديين - مما يزيد بشكل كبير من رهاناتهم على الركود - ويرسل إشارة إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي مفادها أن رفع سعر الفائدة الذي تم قبل أسبوعين يجب أن يكون الأخير في الوقت الحالي.

قد يكون تراجع الاحتياطي الفيدرالي في هذه المرحلة قاتلاً للدولار، وهو ما سيؤدي إلى انخفاض الدولار إلى ما دون أدنى مستوياته الأخيرة وربما يؤدي إلى انخفاض عائدات السندات الأمريكية أيضًا.

قد يؤدي الجمع بين كل هذه الأشياء إلى تدافع المستثمرين نحو الذهب حيث تتألق الملاذات في أعين المستثمرين الذين يحاولون الوصول إلى بر الأمان.

هذه هي المتطلبات الأساسية لارتفاع قياسي في الذهب، في الوقت الحالي على الأقل، وسيكون المحفز المذكور أعلاه هو أن يكون تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) الذي سيصدر يوم الجمعة داعمًا لذلك الاتجاه.

مع ذلك، يظل التوقيت المنتظر للارتفاع هو يوم الإثنين على أقرب تقدير، نظرًا لأن بورصة كومكس للعقود الآجلة للذهب ستكون مغلقة بمناسبة عطلة الجمعة العظيمة، وقت إصدار تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP)

السياق العام

استمر الزخم الصعودي للذهب في الصعود بلا هوادة خلال الأسابيع الستة الماضية، حيث تسلق الذهب من مستويات منخفضة عند 1,800 دولار للأوقية واستطاع أن يخترق بشكل متكرر مستوى 2,000 دولار.وكذلك استقرت العقود الآجلة في كومكس، على وجه الخصوص، فوق 2,000 دولار لثلاث جلسات متتالية حتى يوم الأربعاء.

الرسم البياني اليومي لعقود الذهب الآجلة

إذا كان من المتوقع تسجيل رقم قياسي جديد، فيبدو أن هذا هو الوقت المناسب. فهناك تحذيرات أيضًا من حدوث تباطؤ في نمو الوظائف في الولايات المتحدة.

تراجعت نسبة التوظيف في القطاع الخاص في مارس لأقل من 44٪ مقارنة بالشهر السابق، مما أدى إلى ظهور إشارات ركود محتملة، وذلك بالرغم من ارتياح محاربي التضخم في الاحتياطي الفيدرالي، الذين قالوا إن نمو الوظائف والأجور يجب أن يهدأ للحد من ضغوط الأسعار الأسوأ منذ أربعة عقود. .

قالت وحدة معالجة الرواتب الخاصة ADP إن تعيينات الشركات ارتفعت بمقدار 145 ألفًا فقط الشهر الماضي مقابل نمو 261 ألفًا في فبراير، وهذا الرقم أقل حتى من توقعات النمو البالغة 210 آلاف في المتوسط من قبل الاقتصاديين الذين استطلعت وسائل الإعلام الأمريكية رأيهم.

قالت نيلا ريتشاردسون، كبيرة الاقتصاديين في ADP، في بيان لها:

"بيانات الرواتب لشهر مارس هي واحدة من عدة إشارات تظهر أن الاقتصاد يتباطأ. فقد بدأ أرباب العمل يحجمون عن التوظيف بعد عام من التوظيف القوي ونمو الأجور، وبعد استقرار دام ثلاثة أشهر، بدأ معدل التوظيف يتراجع تدريجياً ".

جاءت بيانات التوظيف في القطاع الخاص في أعقاب تقرير آخر عن فرص العمل في الولايات المتحدة لشهر فبراير، والذي أظهر أقل نمو منذ ما يقرب من عامين. قالت وزارة العمل في ذلك التقرير إن فرص العمل تراجعت إلى 9.9 مليون، بمعدل نمو هو الأبطأ منذ مايو 2021.

من المتوقع أن تظهر أرقام شهر تقرير مارس للوظائف غير الزراعية تباطؤًا بنحو 280 ألف وظيفة مقارنة بنمو يناير البالغ 517 ألف وظيفة مما يثير مخاوف جديدة بشأن التضخم في الولايات المتحدة.

وفقًا لمؤشر أسعار المستهلك (CPI)، وصل التضخم إلى أعلى مستوياته في 40 عامًا في يونيو 2022، وتوسع بمعدل سنوي قدره 9.1٪. منذ ذلك الحين، وتباطأ معدل النمو إلى 6.5٪ فقط سنويًا في فبراير، وهو أبطأ توسع له منذ أكتوبر 2021. ومع ذلك، كان هذا أكثر من ثلاثة أضعاف هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2٪ سنويًا.

رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 475 نقطة أساس خلال الأشهر الـ 13 الماضية، مما رفعها إلى ذروة 5٪ من 0.25٪ فقط بعد تفشي كوفيد-19 في مارس 2020.

كان المرشد الرئيسي للبنك المركزي للأسعار هو البيانات الشهرية للوظائف غير الزراعية. كان سوق العمل هو القوة المحركة للانتعاش الاقتصادي للولايات المتحدة في أعقاب تفشي كوفيد -19، حيث تمت إضافة مئات الآلاف من الوظائف دون هوادة منذ يونيو 2020 لتعويض الخسارة الأولية البالغة 20 مليون وظيفة بسبب الوباء.

حدد بنك الاحتياطي الفيدرالي النمو القوي في الوظائف والأجور على أنهما عاملين هامين من المحركات الرئيسية للتضخم. فقد نما متوسط الأجور الشهرية دون توقف منذ مايو 2021.

التحرك المطلوب من السوق

يقول سونيل كومار ديكسيت، كبير الاستراتيجيين الفنيين في SKCharting.com، إن المزيد من الانخفاض في مؤشر الدولار، نحو المتوسط المتحرك البسيط لمدة 100 أسبوع البالغ 100.20، سيكون مفيدًا لكي يصل الذهب إلى ذروة جديدة. وقال:

"الضعف المستمر لمؤشر الدولار تحت المتوسط المتحرك الأسي لمدة 5 أيام، (EMA)، والمتمركز ديناميكيًا عند 101.70 لا يزال ساريًا. إذا تغير الوضع، فيمكن أن يوفر الراحة للدولار، حتى يتعافى باتجاه نطاق بولينجر للمتوسط اليومي عند 102.60 ".

"الاختراق تحت أحدث مستوى منخفض عند 101.09 قد يدفع إلى انخفاض سريع إلى 100.68 و 100.20. سيساعد هذان المستويان بشكل كبير في سعي الذهب لتحقيق مستوى قياسي ".

على صعيد عائدات السندات، قال ديكسيت إنه بعد سبعة أيام متتالية من الانخفاض، قد تشهد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات انتعاشًا تقنيًا.

"قد تشهد السندات لأجل 10 أعوام قفزة قصيرة نحو المتوسط المتحرك لـ 5 أيام والذي يتمركز ديناميكيًا عند 3.36، وإذا كان تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) يدعم الدولار، فقد ترتفع العوائد نحو المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم، والمتوسط المتحرك البسيط عند 3.50."

وأضاف "نرى انخفاض العائدات نحو 3.15 و 3.05 كظروف مثالية لاتجاه الذهب الصعودي نحو إعادة اختبار 2,070 دولارًا، والاختراق صعوديًا نحو 2,090 – 2,140 دولارًا."

بالنسبة للارتفاع القياسي للذهب نفسه، قال ديكسيت إن الأسعار ضمن النطاق بين 2090 و 2140 دولارًا يمكن أن تعيد كتابة أعلى ذروة حالية على الإطلاق البالغة 2.072.90 دولارًا في السعر الفوري للسبائك.

الرسم البياني اليومي لعقود الذهب الفورية

وفي الوقت نفسه، فإن أعلى مستوى قياسي لعقود الذهب الآجلة في كومكس هو 2,078.80 دولار. وأضاف ديكسيت، مشيرًا إلى الذهب الفوري:

"إن الدعم المستمر من المتوسط المتحرك الأسي لمدة 5 أسابيع البالغ 1,965 دولارًا ومنطقة الدعم الأفقية من 1,990 إلى 1,980 دولارًا يمثلان دعمًا إضافيًا لقفزة كبيرة إلى أعلى."

"قد يكون الارتفاع غير منتظم بعض الشيء، حيث من المحتمل أن تكون عناك مقاومة عند 2,055 دولارًا، قبل إعادة اختبار 2,070 دولارًا. وقد يكون هدف الاختراق الرئيسي هو 2,196 دولارًا. "

ولكن ماذا لو خيب تقرير الوظائف غير الزراعية آمال ثيران الذهب؟ ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك؟

"إذا جاءت أرقام الوظائف غير الزراعية الفعلية أعلى من توقعات الإجماع عند 240 ألفًا، فيمكننا أن نشهد زيادة قوة مؤشر الدولار نحو 102.50، وأن يرتفع عائد سندات الـ 10 سنوات نحو 103.50.