logo

تحليل كيف تحرّك أسعار الفائدة الأمريكية ثالوث النفط والذهب والدولار؟

16 يونيو 2023 ، آخر تحديث: 16 يونيو 2023
كيف تحرّك أسعار الفائدة الأمريكية ثالوث النفط والذهب والدولار؟
تحليل كيف تحرّك أسعار الفائدة الأمريكية ثالوث النفط والذهب والدولار؟

بات اجتماع البنك الفيدرالي الأمريكي مناسبة ليتحسس فيها الناس جيوبهم وينتفض الاقتصاد العالمي، ليحدد أي طريق يسلك.

فبعد زيادات متتالية لأسعار الفائدة بدأت في مارس 2022، شهد الاقتصاد العالمي حالة من الاضطراب والتذبذب نتيجة التغيرات التي طرأت على مختلف أسعار السلع والخدمات.

ويعد كل من الذهب والنفط والدولار بمثابة قاعدة من 3 أضلاع ترسم ملامح الاقتصاد العالمي، وتنعكس بالتبعية على تكلفة المعيشة لحياة ملايين البشر حول العالم، وخاصة الدول النامية التي تتأثر بارتفاع أسعار الفائدة.

** الذهب

الثابت في علاقة المعدن الأصفر بنسبة الفائدة عالميا هو انخفاض سعره مع ارتفاع سعر الفائدة، نتيجة الإغراءات التي تمارسها البنوك بمنح فائدة عالية.

الذهب هو أكثر السلع تأثرا بأسعار الفائدة، فحينما تنخفض الفائدة يتزايد الطلب على الذهب كـ"ملاذ آمن" واستثمار طويل المدى، لكن في الأوقات التي شهدت زيادات متتالية لأسعار الفائدة من جانب "الفيدرالي" الأمريكي، انخفضت أسعار المعدن الأصفر.

كما أن رفع أسعار الفائدة يدفع الناس إلى إهمال الذهب والاستثمار في أذون الخزانة بعملة الدولار للحفاظ على قيمة المدخرات؛ وهناك أكثر من عامل يؤثر على أسعار الذهب منها الصراعات الجيوسياسية في المنطقة، والتي تؤدي أيضا إلى زيادة الطلب على الذهب.

ومع اتجاه "الفيدرالي" إلى الإبطاء من وتيرة رفع أسعار الفائدة، بدأ المعدن الأصفر يتنفس من جديد، وزادت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.38% إلى 1952 دولار للأوقية (الأونصة).

** النفط

تنعكس أسعار النفط بشكل مباشر على حياة ملايين البشر، وتتحكم في أسلوب المعيشة لما تمثله من أهمية لأسعار الشحن والنقل والطيران، لكن أسعار البترول لا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأسعار الفائدة، وإنما تخضع للعرض والطلب.

وانتعاش الاقتصاد يدفع إلى ارتفاع أسعار النفط، وهذا يعني أن خفض أسعار الفائدة تؤدي إلى ازدهار اقتصادي ومن ثم ارتفاع أسعار البترول.

وقت جائحة كورونا انخفض سعر النفط بشكل كبير نتيجة تراجع الطلب عليه بسبب وقف حركة الطيران، لكن مع عودة الاقتصاد خاصة لدى الصين التي تعد ثاني أكبر مستهلك للنفط عالميا، ستشهد الأسعار ارتفاعا في ظل قرارات "أوبك بلس" التي تستهدف خفض الإنتاج.

** الدولار

العلاقة بين الدولار وأسعار الفائدة مركبة، إذ أنها تتمثل أكثر في نسب الإقراض بالنسبة للدول المقترضة مثل مصر.

الدولار كعملة لا تتأثر بأسعار الفائدة، وإنما تؤثر في سداد القروض، وفي أثناء فترة جائحة كورونا كانت الفائدة "صفر"، والاقتراض بفائدة ضئيلة جدا، لكن مع رفع أسعار الفائدة من جانب الفيدرالي ظهر التأثير جليّا على قدرة الدول المقترضة على سداد الديون بفائدة أعلى.

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024