logo

أزمة رز تنتظر سكان العالم... تعرف على التفاصيل

23 يوليو 2023 ، آخر تحديث: 23 يوليو 2023
أزمة رز تنتظر سكان العالم... تعرف على التفاصيل
أزمة رز تنتظر سكان العالم... تعرف على التفاصيل

في خطوة غير متوقعة، قررت حكومة الهند وقف أكبر فئة لتصدير الرز في خطوة من شأنها أن تخفض إلى النصف تقريباً شحنات أكبر مصدر للحبوب في العالم، مما أثار مخاوف من حدوث مزيد من التضخم في أسواق الغذاء العالمية.

وقالت الحكومة إنها فرضت حظرا على الرز الأبيض غير البسمتي بعد أن ارتفعت أسعار التجزئة بنسبة ثلاثة في المئة في شهر، بعد أن تسببت الأمطار الموسمية المتأخرة والغزيرة في أضرار جسيمة للمحاصيل.

وتمثل الهند أكثر من 40 في المئة من صادرات الرز العالمية، ويعني انخفاض المخزونات مع المصدرين الآخرين أن أي خفض في الشحنات قد يؤدي إلى تضخم أسعار المواد الغذائية التي دفعتها بالفعل الحرب الروسية في أوكرانيا التي اندلعت منذ العام الماضي والطقس المتقلب إلى مستويات قياسية.

وقالت وزارة الغذاء الهندية في بيان "من أجل ضمان توافر كاف من الرز الأبيض غير البسمتي في السوق الهندية وتخفيف ارتفاع الأسعار في السوق المحلية، عدلت حكومة الهند سياسة التصدير"، مشيرة إلى زيادة أسعار التجزئة بنسبة 11.5 في المئة على مدى 12 شهراً.

تعطل سوق الرز العالمي بسرعة أكبر

وشكلت فئة الرز المتأثر غير البسمتي الأبيض والمكسور نحو 10 ملايين طن من إجمالي 22 مليون طن من صادرات الرز الهندي خلال العام الماضي.

وأوضحت الحكومة في بيان حديث، أن الرز المسلوق، الذي يمثل 7.4 مليون طن من الصادرات في عام 2022، لم يدخل في الحظر.

وتظهر هذه الخطوة حساسية حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي تجاه تضخم أسعار الغذاء قبيل الانتخابات العامة العام المقبل تقريباً.

وسعت إدارته الحظر المفروض على صادرات القمح بعد كبح شحنات الرز في سبتمبر (أيلول) 2022، كما أوقفت صادرات السكر هذا العام مع انخفاض غلة قصب السكر.

وقال رئيس اتحاد مصدري الرز في الهند بي. في كريشنا راو، إن "بلاده ستعطل سوق الرز العالمي بسرعة أكبر بكثير مما فعلت أوكرانيا في سوق القمح بعد اندلاع الحرب الروسية في فبراير (شباط) من العام الماضي".

ويعتبر الرز غذاءً أساسياً لأكثر من ثلاثة مليارات شخص حول العالم، ويتم إنتاج ما يقرب من 90 في المئة من المحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه في آسيا، إذ يؤدي نمط الطقس لظاهرة النينيو (ظاهرة مناخية عالمية تؤثر في الطقس) عادة إلى انخفاض هطول الأمطار.

الأسعار العالمية تحوم بالفعل عند أعلى مستوى لها منذ 11 عاماً

وقال راو "الحظر المفاجئ على الصادرات سيكون مؤلماً للغاية بالنسبة إلى المشترين، الذين لا يستطيعون استبدال الشحنات من أي دولة أخرى". وأوضح، أنه في حين أن تايلاند وفيتنام ليس لديهما مخزونات كافية لسد النقص، فإن المشترين الأفارقة سيكونون الأكثر تضرراً من قرار الهند، مضيفاً أن عديد من الدول ستحث نيودلهي على استئناف الشحنات.

ومن كبار المشترين الآخرين للرز الهندي بنين والسنغال وساحل العاج وتوغو وغينيا وبنغلاديش ونيبال، وقد بدأ العمل بقرار الحظر أمس الخميس لكن سيسمح للسفينة قيد التحميل بالتصدير.

الطقس يتسبب في تدمير الشتلات

وقد تسببت الأمطار الغزيرة في الأجزاء الشمالية من الهند خلال الأسابيع القليلة الماضية في إتلاف المحاصيل المزروعة حديثاً في عدد من الولايات بما في ذلك البنجاب وهاريانا، واضطر عديد من المزارعين إلى إعادة الزراعة.

وغمرت المياه حقول الرز في الولايات الشمالية لأكثر من أسبوع، ما أدى إلى تدمير الشتلات المزروعة حديثاً، وإجبار المزارعين على انتظار انحسار المياه حتى يتمكنوا من إعادة زراعتها.

في الولايات الرئيسة الأخرى لزراعة الأرز، قام المزارعون بإعداد مشاتل للرز لكنهم لم يتمكنوا من زرع الشتلات بسبب عدم كفاية هطول الأمطار، وكان من المتوقع أن تزداد المساحة المزروعة بالرز بعد أن رفعت نيودلهي سعر شراء الأرز، لكن المزارعين حتى الآن زرعوا حقول الرز في مساحة تقل بنسبة 6 في المئة عما كانت عليه في عام 2022.

وهذا الأسبوع، ارتفعت أسعار الرز المصدر من فيتنام، وهي ثالث أكبر مصدر في العالم بعد الهند وتايلاند، إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد بسبب تزايد مخاوف العرض بسبب ظاهرة النينو.

وتم عرض الرز المكسور بنسبة 5 في المئة في فيتنام بسعر 515 دولاراً إلى 525 دولاراً للطن المتري، وهو أعلى مستوى منذ عام 2011.

فيما تحوم مجموعة متنوعة مكسورة بنسبة 5 في المئة في الهند بالقرب من ذروة مدتها خمس سنوات عند 421 دولاراً إلى 428 دولاراً للطن المتري. وقد ينتقل المشترون إلى تايلاند وفيتنام، لكن قد يكلف الرز المكسور بنسبة 5 في المئة نحو 600 دولار للطن المتري، على حد قول تاجر أوروبي. قال تاجر أوروبي آخر إن الصين والفيليبين، اللتين تشتريان عموماً الرز الفيتنامي والتايلاندي، ستضطران إلى دفع أسعار أعلى بكثير.

 

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024