بقلم/ أ.مصطفى رضوان..
كاتب ومختص اقتصادي.
تنتشر دعوات كثيرة لإغلاق الأسواق ومنع تجار الطحين من بيع مخزونهم بالأسعار المرتفعة، في محاولة للحد من الاستغلال والفحش التجاري في ظل الأزمة الإنسانية الخانقة. ورغم أن هذه الدعوات تنبع من معاناة حقيقية وألم عميق، إلا أن *الإغلاق قد يُفاقم الأزمة بدلًا من أن يخففها*، وذلك للأسباب التالية:
1. *الطحين سلعة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها*، وإذا أُغلقت الأسواق فلن يُجبر التجار على البيع، بل ربما يعمدون إلى تخزينه انتظارًا لارتفاع أكبر في الأسعار.
2. *الاحتلال هو المتحكم الأول والأخير في المعابر*، والتدفق المحدود أو المنقطع للمواد يضمن بقاء الشح، بغض النظر عن أي إجراء محلي.
3. *الإغلاق سيضغط أكثر على الفقراء*، الذين بالكاد يجدون قوت يومهم، وسيصعّب عليهم الوصول إلى أي مصدر للغذاء.
4. *الإغلاق قد يخلق سوقًا سوداء*، تزداد فيها المضاربة والاستغلال، وتُحرم شرائح واسعة من الحصول على الطحين.
من هنا، فإن إغلاق الأسواق ليس خطوة مدروسة في هذا الظرف الحرج، بل يتطلب الأمر *إجراءات متوازنة* تضمن ضبط الأسعار دون تعميق المجاعة، كفرض التسعير الإجباري، وتفعيل الرقابة المجتمعية، ودعم المبادرات الإغاثية لتوزيع المواد الأساسية بعدالة.