logo

النفط الصخري يبحر بعيداً عن أميركا

10 ديسمبر 2020 ، آخر تحديث: 10 ديسمبر 2020
812BC42C-74F7-4ABB-BD0E-33DF93504C96
النفط الصخري يبحر بعيداً عن أميركا

يعتبر عام 2020 هو العام الخامس عشر لطفرة النفط الصخري الأميركي، التي بدأ توهجها منذ 2005، والتي لعبت فيها التكنولوجيا دورا مهما، إذ ساعد التكسير الهيدروليكي في تعديل وضع الولايات المتحدة لتصبح أكبر منتج عالمي للنفط.

وتركز إنتاج النفط الصخري في ولايات عدة، أهمها: تكساس، وايومنج، كولورادو وداكوتا الشمالية، فهل ستكتب السنة الخامسة عشرة نهاية النفط الصخري في ظل تداعيات فيروس كورونا أم ستكون بداية جديدة؟ منذ بدء إنتاج النفط الصخري كانت معضلة التكلفة المرتفعة أهم تحد يواجه هذه الصناعة، فمقارنة بالنفط الخام التقليدي، الذي قد تبلغ تكلفة إنتاج برميل منه حدود 3 دولارات، يعتبر النفط الصخري أغلى بكثير رغم مساهمة التكنولوجيا المستخدمة وتطويرها في تخفيض تكلفة الإنتاج للبرميل من 80 دولارا إلى 40 دولارا.


إلا أن عام 2020 زاد الطين بلة بسبب تداعيات فيروس كورونا، الذي أدى الى تراجع الأسعار نتيجة لتراجع الطلب عليه، فأضر ذلك بصناعة النفط الصخري وأحبط الكثير من المستثمرين وأدى إلى تخفيض الإنتاج.

ففي تقرير سابق صادر عن شركة ديلويت في يونيو، أوضح أن صناعة النفط الصخري استثمرت ما يقرب من 450 مليار دولار خلال 15 عاماً، بينما كان العائد 300 مليار فقط في تلك الفترة.

وسجل القطاع أكثر من 190 حالة إفلاس منذ عام 2010 وهي أعلى نسبة إفلاس في الولايات المتحدة.

فيما يضع الوضع الحالي قيودًا أكبر على تلك الصناعة، ففضلًا عن تأثيرات كوفيد ـــ 19، يأتي انكماش الطلب، قيود الإنفاق، انخفاض سعر النفط الخام وتراكم أعباء الديون لتمثل ضغطًا أكبر ينتج عنه احتمالية تزايد حالات الإفلاس.

هل سينتهي؟ قبل نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت شركة إكسون موبيل خططها لخفض الإنفاق الرأسمالي إلى مستوى 20 إلى 25 مليار دولار سنويا، وهو ما يعني خفض 10 مليارات دولار عما أعلنته في مارس مع تقليص نمو الإنفاق خلال العام المقبل ثم عمل زيادة طفيفة بعد ذلك.

وفي الوقت الراهن، تنتهج كبرى شركات النفط الأميركية إستراتيجية جديدة مع تقليل الإنفاق خلافًا لإستراتيجيتها السابقة، التي كانت تركز على التوسع ونمو الإنفاق الرأسمالي.

ووفقًا لوكالة بلومبيرغ، قررت كبرى سبع شركات نفط خاصة، وست شركات وطنية، تخفيض النفقات بمقدار 23.8 مليار دولار هذا العام، بالإضافة إلى 6.77 مليارات دولار أخرى العام المقبل.

وهو ما قد يترجم بـ9 ملايين برميل يوميا انخفاضاً في الإنتاج عام 2025.

فرص للنجاة
رغم الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الضغط على النفط الصخري، فإن هناك أسبابا أخرى يمكن أن تساعده على النجاة، وأبرزها:
1 – توافر اللقاحات ومع توافر الكثير من اللقاحات، يمكن التنبؤ بانتعاش الأسواق والاقتصاد بشكل عام، وذلك سوف ينعكس بدوره على صناعة النفط الصخري، الذي سيقلص سعره الفارق مع سعر الخام التقليدي.
2 – انخفاض تكلفة الإنتاج تعتبر من الأسباب المهمة التي يمكن أن تنقذ صناعة النفط الصخري، حيث بلغت في كل من حوضي البرمي وديلاوير مستوى التعادل، أي ما يقرب من 33 دولارًا للبرميل، بعد 40 دولارًا قبل عام، وذلك وفقًا لوكالة بلومبيرغ.

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024