logo

إمبراطورية "علي بابا" مهددة من السلطات الصينية .. اتهامات بالاحتكار والسهم يهوي 8 %

25 ديسمبر 2020 ، آخر تحديث: 25 ديسمبر 2020
1563616-1264953136
إمبراطورية "علي بابا" مهددة من السلطات الصينية .. اتهامات بالاحتكار والسهم يهوي 8 %

أعلنت سلطات المنافسة الصينية ، فتح تحقيق ضد المجموعة العملاقة للبيع بالتجزئة على الإنترنت "علي بابا" رمز النجاح في مجال الاقتصاد الرقمي في البلاد، بشبهة قيامها "بممارسات احتكارية". ووفقا لـ"الفرنسية"، تسبب إعلان "إدارة الدولة لتنظيم الأسواق" فتح التحقيق بانخفاض حاد في أسعار أسهم "علي بابا" التي تراجعت بنسبة تتجاوز 8 في المائة، في بورصة هونج كونج  . وقال المحلل دونج تشيمياو من معهد المال على الإنترنت في جوانجنكون مركز تطوير التكنولوجيا في الصين، لوكالة "بلومبيرج" للأنباء المالية "يبدو أن هناك تصعيدا للجهود المنسقة لتقويض امبراطورية جاك ما التي كانت ترمز إلى الكيانات الصينية الجديدة، التي تبدو أكبر من أن تفلس". ولم تكشف السلطات يوما تفاصيل مآخذها على "علي بابا" باستثناء "اتفاق حصري" لم تحدده، ووعدت المجموعة العملاقة للتجارة الإلكترونية "بالتعاون بجد في التحقيق مع المنظمين". وبالإضافة إلى التحقيق في المجموعة الأم، أعلنت "إدارة تنظيم الأسواق" أنها تواصلت مع مجموعة "آنت جروب" الرائدة عالميا في مجال المدفوعات عبر الإنترنت، بشأن قضايا تتعلق بـ"الرقابة"، بعد أقل من شهرين من إلغاء بكين إدراج هذه الشركة المتفرعة عن "علي بابا" في البورصة في اللحظة الأخيرة. وكانت عملية الاكتتاب هذه تبدو الأكبر في العالم بعدما جمعت 34.4 مليار دولار (27.4 مليار يورو). وقالت "آنت جروب" في بيان إنها "ستدرس بسرعة مطالب السلطات التنظيمية وستلتزم بها بصرامة". وأثار تعليق الاكتتاب العام الأول لمجموعة "آنت جروب" في أوائل تشرين الثاني (نوفمبر) الاستغراب. وقد جاء بعد أيام من خطاب ألقاه جاك ما في شنغهاي وانتقد خلاله سلوك منظمي الأسواق، ما دفع السلطات إلى استدعائه. ولم يشاهد جاك ما في مكان عام منذ فشل إدراج "آنت جروب" في البورصة. وقال ريتشارد ماكجريجور من معهد لوي في سيدني إن "الرسالة السياسية الضمنية هي أنه لا يحق لأي عمل أو فرد تحدي الحزب الشيوعي أيا كان حجمه". ولم يعد جاك ما (56 عاما)، رئيسا للمجموعة رسميا منذ تقاعده العام الماضي، لكن تأثيره ما زال كبيرا في "علي بابا" وفرعها "آنت جروب" عبر الأسهم التي يملكها. وتشعر السلطات بالقلق بشأن نفوذ المجموعات التكنولوجية، خصوصا تدخلها في قطاع الإقراض عبر الإنترنت بعيدا عن القواعد الاحترازية المفروضة على البنوك العامة. ونقلت وسائل الإعلام الصينية هذه المخاوف محذرة من مخاطر حدوث اضطرابات مالية مرتبطة بـ"علي بابا" وبمنافستها الرئيسة "تينسينت". وكتبت صحيفة الشعب اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني أن التحقيق ضد "علي بابا" يشكل "خطوة مهمة لبلدنا لتعزيز الرقابة المناهضة للاحتكار في قطاع الإنترنت وتعزيز التنمية السليمة على الأمد الطويل للاقتصاد الرقمي". وكان كبار مسؤولي النظام قد دعوا في اجتماع ترأسه الرئيس شي جينبينج الأسبوع الماضي إلى "التصدي للاحتكارات بحزم". وفي مؤشر إلى استياء السلطات العامة من "علي بابا"، فرض على المجموعة الأسبوع غرامة قدرها 500 ألف يوان (62 ألف يورو) لعدم إبلاغها عن عملية استحواذ. وبات أشهر رجل أعمال في الصين ورمز الشخص العصامي في نظر مواطنيه، "جاك ما" يواجه اليوم نقمة السلطات الصينية، التي تبدو مصممة على أن تقطع عليه الطريق. وكان الأستاذ السابق للغة الإنجليزية، الذي تقاعد رسميا من مجموعة "علي بابا" العملاقة للبيع بالتجزئة على الإنترنت العام الماضي، يأمل في أن تتخطى ثروته 70 مليار دولار مع طرح مجموعة "آنت" الأولى عالميا للدفع على الإنترنت، في بورصتي هونج كونج وشنغهاي. وشكل تراجع سهم "علي بابا" في بورصتي "وول ستريت" و"هونج كونج" ضربة للملياردير، الذي ساهم في تحول الصينيين للشراء عبر الإنترنت من خلال تأسيس "علي بابا" في 1999. ويسرد الإعلام الصيني بداياته، إذ نشأ في أسرة فقيرة، وبالكاد كان يستطيع والده تأمين حاجاتها، ولم يكن متفوقا في دراساته، وكان يقوم بوظائف بسيطة إلى أن أسس "علي بابا" من شقة في هانجزو (شرق) بمبلغ 60 ألف دولار اقترضه من أصدقاء. وقرر جاك ما التوقف عن التعلم في الجامعة بعد أن اكتشف الإنترنت خلال زيارة للولايات المتحدة، واستغل فكرة إمكانية أن تبيع الشركات منتجاتها إلكترونيا. كما أدرك على الفور الإمكانات الهائلة للهواتف الذكية، ومع خدمته "علي بلاي" كان أول من قدم خدمة الدفع الإلكتروني على هذه الهواتف. وأعلن لشبكة "سي إن إن"، "المرة الأولى التي استخدمت فيها الإنترنت كتبت على لوحة المفاتيح وقلت لنفسي هذا شيء سيغير العالم والصين". وفي 2006 أرغمت عملية بدء تشغيل منصة "علي بابا" الإلكترونية، مجموعة "أي باي" الأمريكية على الانسحاب من السوق الصينية، ما فتح الباب واسعا أمام منافستها. وأطوار جاك ما الغربية الذي يقارن أحيانا بكائن فضائي، تبرز في العالم الرتيب للمقاولين الصينيين، ففي 2017 صعد إلى خشبة المسرح متنكرا بزي مايكل جاكسون خلال حفل أقامته مؤسسته، وعلى الرغم من ذلك فهو عضو في الحزب الشيوعي الصيني الحاكم. من دافوس إلى "وول ستريت"، قابل كبار شخصيات العالم ووعد دونالد ترمب بإنشاء مليون وظيفة في الولايات المتحدة في كانون الثاني (يناير) 2017 عندما كان الملياردير الأمريكي يستعد لدخول البيت الأبيض. لكنه تخلف لاحقا عن وعده متذرعا بالحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي على بلاده. وفي أيلول (سبتمبر) 2018 أعلن جاك ما أنه سيتقاعد في 2019 في عيد ميلاده الـ55، وينوي تخصيص وقته لأعمال خيرية في مجال التربية على غرار مثله الأعلى مؤسس "مايكروسوفت" بيل جيتس. ونجاحاته التي لا حدود لها أكسبته عداوات في الأوساط القيادية للنظام الشيوعي ما قد يفسر القرار الذي اتخذته الثلاثاء السلطات الناظمة. وعلى جاك ما ربما إعادة النظر في مدونة السلوك، التي عرضها في منتدى دافوس في 2017 عندما قال حينها: "تكمن فلسفتي في أن أعشق السلطة لكن دون أن أصل إلى حد الارتباط بها".

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024