البوصلة الاقتصادية-وكالات
حققت أسهم شركات التكنولوجيا مكاسب حتى قبل تفشي كوفيد -19، لكن التحولات السلوكية خلال فترة تفشي الوباء رفعت مستوى أسهم القطاع إلى حدود عليا لتترك بذلك سوق الأسهم الأوسع تلهث خلفها.
وسجل مؤشر ناسداك المركب الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا مستويات قياسية عند الإغلاق في ست من جلساته السبع الأخيرة، ما انعكس على ثقة المستثمرين بأن شركات التكنولوجيا تستفيد من قواعد التزام المنازل التي شكلت ضربة لشركات الطيران والفنادق والمتاجر.
ووفقا لـ"الفرنسية"، قال دان إيفز المحلل لدى "ويدبوش سكيورتيز" الذي يعتقد أنه لا يزال بإمكان كبرى شركات التكنولوجيا تحقيق مكاسب إضافية 30 في المائة هذا العام "هناك رابحون وخاسرون واضحون في السوق حاليا، من وجهة نظر الرابحين، هناك ضوء مسلط بوضوح على أسماء في قطاع التكنولوجيا".
بدوره، أكد كوينسي كروسبي كبير الخبراء في استراتيجية السوق لدى "برودنشال فاينانشيال" إن شركات التكنولوجيا هي جانب اليقين في فترة الضعف الاقتصادي.
والارتفاع الأخير يعني أن خمس شركات فقط ضمن ما بات يعرف بمجموعة "فاانج"، وهو اختصار لفيسبوك وأبل وأمازون ونتفليكس وجوجل، باتت تشكل 28 في المائة من قيمة مؤشر "إس آند بي 500".
وفي حين يبدو أن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة شكل محركا للارتفاع الأخير، إلا أن السياسة هي على الأرجح أكبر مصدر قلق لهذه الصناعة، بحسب محللين.
ومن المقرر أن يمثل الرؤساء التنفيذيون لكل من أبل وجوجل وفيسبوك وأمازون أمام كابيتول هيل في 27 تموز (يوليو) في جلسة استماع بشأن قضايا مكافحة الاحتكار، ما يثير مخاوف على الأرجح من إمكانية تجاوز مصالح الحكومات إحداث ضجيج سياسي فحسب.
وقال إيفز إن "27 تموز (يوليو) يوم مهم لرؤية ما إذا سيكون مناسبة سياسية للفت الأنظار أم مجرد بداية تحرك أوسع بكثير فيما يتعلق بتفكيك هذه الشركات".
ويتفق كروسبي على أن السياسة لا تزال عاملا لا يمكن التنبؤ بنتائجه، وفي حال فاز المرشح الديمقراطي جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية في تشرين الثاني (نوفمبر)، فقد يزيد ذلك من فرص اتخاذ واشنطن خطوات أكثر تشددا.
صفقة رابحة
يتوقع أن تكون شركات التكنولوجيا الكبرى في وضع جيد في فترة إعلان الإيرادات المقبلة، التي تبدأ هذا الأسبوع. وبينما تراجعت عائدات شركات الطيران والسياحة البحرية 90 في المائة أو أكثر خلال فترات من الربع الثاني من العام، يتوقع أن تحقق شركات تكنولوجيا عملاقة على غرار أمازون ونتفليكس مكاسب تتجاوز 20 في المائة، بحسب محللي "وول ستريت".
وينوه ديفيد كوتوك المؤسس المشارك لشركة "كامبرلاند أدفايزرز" إلى أن ارتفاع مؤشرات ناسداك يعكس كذلك المكاسب التي حققتها شركات التكنولوجيا الحيوية التي تعمل على تطوير لقاحات وعلاجات لكوفيد - 19.
وقال إن القطاع بات "صفقة رابحة اليوم، إذ تنفق شركات الرعاية الصحية اليوم وستأتي العائدات غدا مضيفا: "لا أعتقد أنها مجرد فقاعة".
وبينما يعد نجاح ناسداك المؤشر الأوضح على تحسن قطاع التكنولوجيا، يعكس مؤشر "إس آند بي 500" المتنوع كذلك ازدياد أهمية القطاع.
ومع تفشي كوفيد - 19، أزال المؤشر شركة هارلي ديفيدسون لتصنيع الدراجات النارية ومتجري "نوردستروم" و"مايسيز" واستبدلها بأسماء أقل شهرة على غرار "تايلر للتكنولوجيا" و"مختبرات بيو-راد".
وأفاد هاوارد سلفربلات كبير المحللين لدى "مؤشرات إس آند بي داو جونز" إن وتيرة التغيير قد تتسارع إذا تفاقمت تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد، وعلى المؤشر في مرحلة ما أن يتفاعل مع السوق والاقتصاد".
وتسيطر مجموعة "فاانج" لتكنولوجيا المعلومات حاليا على نحو 28 في المائة من "إس آند بي 500"، مقارنة بـ16 في المائة عام 2010.
ورفض سلفربلات التعليق على التكهنات بأن "تيسلا" ستدرج قريبا في "إس آند بي". وتشمل شروط إضافة الشركات إلى المؤشر نشر أرباحها على مدى أربعة فصول متتالية، وهو أمر تستوفيه "تيسلا" عندما تعلن نتائجها في 22 تموز (يوليو).
وارتفعت أسهم الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية بشكل كبير أخيرا، لتتفوق على غيرها من شركات التكنولوجيا، إذ باتت أسهمها تتداول بمستويات أعلى بأربع مرات عن مستوياتها في منتصف آذار (مارس).
ورغم أن "تيسلا" واجهت صعوبات في البداية في تحقيق أرباح، إلا أن التحسن الذي حققته جعل منها أكبر شركات سيارات في العالم لجهة القيمة السوقية، لتتفوق بشكل كبير على "تويوتا" و"جنرال موتورز" وغيرهما من شركات تصنيع السيارات التقليدية العملاقة التي تتجاوز مبيعاتها للسيارات بشكل كبير مبيعات "تيسلا".
لكن يعتقد البعض أن التحسن الذي حققته" تيسلا" خرج عن السيطرة، من بينهم محللون لدى "جي بي مورجان تشيس" الذين أشاروا إلى تقديرات قيمة كبيرة ترافقها توقعات كبيرة من المستثمرين ومخاطر تنفيذ عالية.