تأسست وكالة الطاقة الدولية في عام 1974، بعد أول صدمة نفطية عالمية، وسعت الدول الصناعية الرائدة مثل الولايات
المتحدة، واليابان، وألمانيا إلى تعزيز أمن الطاقة من خلال التخزين.
ولجأت الدول إلى استخدام احتياطيات النفط الاستراتيجية عدة مرات، بما في ذلك خلال حرب الخليج في 1990-1991، وأثناء
الحرب الأهلية الليبية في عام 2011.
منذ ذلك الحين، وسّعت الوكالة نطاق اختصاصاتها، وقدمت استشارات للحكومات بشأن سياسة الطاقةـ ومؤخراً بشكل متزايد
بشأن تغير المناخ.
والآن تحث الجهة الرقابية -ذات التأثير- الحكومات على الاستعداد لمواجهة مخاطر المعروض الجديدة، إذ أصبح العالم يعتمد
بشكل متزايد على مجموعة من المعادن المهمة التي غالباً ما يتم إنتاجها على نطاق واسع في دول لا يتجاوز عددها أصابع اليد.
الاحتياطيات الاستراتيجية
قد يكون لبناء احتياطيات استراتيجية جديدة عواقب غير مقصودة، مثل تعزيز الطلب والأسعار، في ظل تنافس الحكومات مع
شركات صناعة السيارات على المعادن النادرة. وبالفعل ارتفعت السلع من النحاس إلى البلاديوم مع انتعاش الاقتصاد العالمي من الوباء.
ورغم امتلاك الصين واليابان مخزونات استراتيجية من المعادن الهامة، فإن الدول الغربية لا تمتلك مخزونات واسعة.
كما تتمتع الصين بتواجد قوي في مجال معالجة المعادن، فضلاً عن إنتاج حوالي 60% من العناصر الأرضية النادرة في العالم.
وضعت الولايات المتحدة برنامج تخزين عبر وكالة الخدمات اللوجستية الدفاعية، ولكن كان هناك عدد قليل من عمليات الشراء
واسعة النطاق منذ الحرب الباردة، عندما اكتسبت للمرة الأولى المعادن -مثل الكوبالت- أهمية استراتيجية في صناعة محركات الطائرات.
والآن، يلعب الكوبالت دوراً مهماً في بطاريات "الليثيوم أيون" عالية السعة من النوع الذي تستخدمه شركة "تسلا".
وأصبح الكوبالت يشكل مصدر قلق خاص، لأن جمهورية الكونغو الديمقراطية، الدولة الأفريقية التي تعاني من الصراع والفقر،
توفر أكثر من 70% من الإمدادات العالمية.