ارتفاع أسعار الشقق في إسطنبول/
شهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعا كبيرا جدا في أسعار الشقق السكنية والعقارات في عدد كبير من مناطق مدينة إسطنبول عكس انخفاض حجم العرض خاصة في الشقق الفارغة والمفروشة المخصصة للإيجار.
يأتي ذلك في الوقت الذي تنهض فيه حركة مشاريع عمرانية عملاقة ومتسارعة في المدينة وأطرافها، لكن تركيز الطلب على مناطق بعينها أكثر من غيرها رفع من قيمة الأسعار إلى حدود تجاوزت الضعف في كثير من الحالات، فضلا عن السرعة الكبيرة في تأجير ما يتوافر من مساكن للباحثين عن الشقق.
وبحسب خبراء الاستثمار العقاري الأتراك فإن عددا من مناطق إسطنبول مثل منطقة باشاك شهير شهدت ارتفاعا لافتا في خاصية جذب المواطنين الأتراك والأجانب على السواء للسكن والاستقرار، الأمر الذي ضاعف عدد سكانها بشكل كبير خلال فترة زمنية قصيرة.
ويقول خبراء العقار ان السبب الرئيسي في قلة عرض الإيجار السكني يكمن في ارتفاع نسبة فوائد القروض المصرفية، إذ ان نسبة بيع العقارات للمواطنين الأتراك تبلغ نحو %98 من تجارة العقارات وأن ما نسبته %85 من هؤلاء يقومون بالشراء بالاعتماد على القروض المصرفية، وقد دفع ارتفاع نسبة الفوائد بكثير منهم إلى إرجاء فكرة الشراء العقاري أو تأجيلها خشية من تراكم الديون عليهم للمصارف والمؤسسات المقرضة.
وعلى الجانب الآخر،
فان الشركات الإنشائية وشركات المقاولات التركية التي تحتاج إلى تأمين سيولة مالية كبيرة لدوام
أنشطتها تعمد إلى تأمين قسم من مصاريفها التشغيلية من خلال القروض المصرفية، في وقت أن ارتفاع
أسعار المواد الإنشائية وأجور العمال بسبب جائحة كوفيد 19 وعرقلة الحركة التجارية سببت ارتفاعا
واضحا في أسعار العقارات الجديدة والتي هي قيد الانشاء على السواء، الأمر الذي أدى إلى انخفاض
الطاقة الإنتاجية للقطاع الإنشائي، ورفع الطلب على الإيجار على حساب التملك في السوق العقاري بشكل واضح في الأشهر الأخيرة.
في غضون ذلك فإن الحرائق والأضرار التي لحقت بالمناطق خارج إسطنبول أدت إلى زيادة أسعار الإيجار السياحي في إسطنبول بشكل واضح لكن أثرها ليس ملحوظا على الإيجار السكني السنوي.
ولم ينعكس النمو الكبير في المشاريع الإسكانية الذي تشهده مدينة إسطنبول عموما بالإيجاب في حل
مشكلة ندرة شقق الإيجار، الأمر الذي يرد إلى أن غالبية هذه المشاريع هي مشاريع فتية في طور
النشوء وما زال عدد كبير منها في مراحل التأسيس الأولى، كما يتوقع أن تسهم عودة الحركة التعليمية
لوضعها الطبيعي في الأشهر المقبلة في زيادة الضغط على السوق العقاري وخاصة في إسطنبول نتيجة للطلب الإضافي على شقق الإيجار السكني.
من جهتهم، يؤكد الوسطاء العقاريون وأصحاب شركات تأجير العقارات أن مشكلة ارتفاع الطلب على
شقق الإيجار تكمن في تضاعف الطلب عدة مرات على الشقق بعد إلغاء الحكومة التركية لأغلب التدابير
المتعلقة بمواجهة جائحة كورونا وما أعقب ذلك من حركة سياحية وزيارات كثيفة من قبل الأجانب للمدينة.
تابعنا على تويتر