وفقا لبحث أجرته شركة ستاتيستا، 85 في المائة من جميع البالغين في الولايات المتحدة، و92 في المائة من جميع البالغين في المملكة المتحدة يمتلكون هواتفا ذكية. إذن، ما الدول التي لا تزال تقدم إمكانات نمو لشركات صناعة الهواتف وشبكات الاتصالات؟
في الوقت نفسه، ارتفع عدد بطاقات الدفع في الاتحاد الأوروبي إلى 609 ملايين بطاقة، بناء على أحدث بيانات البنك المركزي الأوروبي، ما يعني أن كل شخص في الكتلة يحمل في المتوسط 1.8 بطاقة. بالتالي، أين يمكن أن تجد المصارف الجديدة وشركات التكنولوجيا المالية عملاء دفع جدد؟
للإجابة عن أسئلة مثل هذه تم إنشاء مؤشر فاينانشيال تايمز-أومديا للاقتصادات الرقمية. يستخدم المؤشر مجموعة من مصادر البيانات لقياس أوجه التقدم المحرز في خمسة مجالات من استهلاك المنتجات والخدمات الرقمية في جميع أنحاء العالم. من هذه البيانات، يمكنه حساب أسواق التكنولوجيا الوطنية الأسرع نموا بشكل عام، إلى جانب الأسواق التي تقدم أكبر مجالا للنمو لقطاعات صناعية معينة - بداية من الهواتف الذكية إلى بطاقات الدفع، ومن برامج بث مقاطع الفيديو إلى برمجيات المؤسسات.
هذه هي المجالات الخمسة للاقتصاد الرقمي التي يقيمها مؤشر فاينانشيال تايمز-أومديا، باستخدام 16 مقياسا للأداء في 39 دولة،
أولا، الاتصال - القدرة على الاتصال والتواصل مع الخدمات الرقمية، من خلال شبكات اتصال النطاق العريض الثابتة والمتحركة.
ثانيا، الأجهزة - إمكانية الوصول إلى الأجهزة الذكية للاستفادة من الخدمات الرقمية، بما في ذلك الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية وأجهزة إنترنت الأشياء الخليوية.
ثالثا، الترفيه - توافر خدمات الترفيه الرقمية، بما في ذلك خدمات بث الفيديو والموسيقى، و"فيسبوك" و"يوتيوب".
رابعا، المدفوعات - القدرة على الدفع رقميا، وعدد حاملي البطاقات، وبطاقات الخصم المباشر قيد الإصدار.
خامسا، برمجيات المؤسسات والحوسبة السحابية - الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والإنفاق على السحابة واعتمادها.
من خلال تحديد الدرجات بناء على هذه المقاييس ومعدلات نموها، يمكن للمؤشر حساب حجم الاقتصاد الرقمي للدولة وتوقع كيف سيتغير بحلول 2024. فيما يلي النتائج الأولية.
أكبر الاقتصادات الرقمية
في 2022، ستتفوق الصين على الولايات المتحدة لتصبح أكبر اقتصاد رقمي في العالم، بناء على الأرقام الافتتاحية من مؤشر فاينانشيال تايمز-أومديا. هذه اللحظة المحورية هي نتيجة الاستثمار المستدام في البنية التحتية للصين على مدى الأعوام الخمسة الماضية - خاصة في شبكات اتصال الجيل الخامس وكابلات الألياف. في الـ12 شهرا الماضية وحدها، أضافت الصين 257 مليون اتصال عن طريق شبكة الجيل الخامس و43.85 مليون اتصال عن طريق الألياف، مقارنة بـ58 مليون و2.19 مليون، على التوالي، في الولايات المتحدة، وفقا لمحللي "أومديا".
إضافة إلى ذلك، تستثمر الصين بكثافة في الأتمتة الصناعية عبر أجهزة إنترنت الأشياء الخليوية. تتوقع "أومديا" أن القاعدة المثبتة للاتصالات الخليوية لإنترنت الأشياء في البلاد ستنمو من 1.1 مليار في 2020 إلى 1.7 مليار بحلول 2024. لوضع ذلك في السياق، سيصل حجم الاتصالات الخليوية لإنترنت الأشياء في ألمانيا إلى 45 مليون في 2024، ارتفاعا من 36 مليونا في 2020.
احتلت الولايات المتحدة المرتبة الثانية بعد الصين في مجال الاستثمار التكنولوجي الواسع، ولا تزال متخلفة عن أجزاء أخرى من العالم في اعتمادها أنظمة جديدة - مثل نظام بطاقات الدفع. مع ذلك، تحتفظ الولايات المتحدة بالمركز الثاني في المؤشر حتى 2024، مع مواطن قوة في أسواق الترفيه الرقمي وبرمجيات المؤسسات.
الاقتصادات الرقمية الأسرع نموا
في الأعوام المقبلة حتى 2024، ستكون الهند وبيرو وإندونيسيا والفلبين والمكسيك أسرع خمسة اقتصادات رقمية نموا، استنادا إلى القطاعات التي يغطيها مؤشر فاينانشيال تايمز-أومديا.
الأمر الذي تشترك فيه جميع هذه الأسواق هو التزايد السريع لنسبة المستهلكين من الطبقة المتوسطة ـ التي لديها دخل يمكنها من الوصول إلى المنصات الرقمية ـ إضافة إلى البنية التحتية التكنولوجية الضرورية، في بعض الحالات تكون البنية التحتية الرقمية مماثلة لتلك الموجودة في الاقتصادات الأكثر تقدما.
من المتوقع أن يكون الاقتصاد الرقمي في الهند الأسرع نموا على الإطلاق، مع معدل نمو سنوي مركب 8.8 في المائة خلال الفترة 2020- 2024. سيكون الأداء قويا بشكل خاص في سوق الترفيه، بمعدل نمو سنوي مركب متوقع 15 في المائة، مدفوعا بالنمو في مجال الترفيه بما في ذلك اشتراكات الفيديو والموسيقى، وعائدات الإعلانات عبر الإنترنت، والمستخدمون النشطون في "يوتيوب" و"فيسبوك". ستعمل الهند أيضا على تنمية سوقها في مجال تكنولوجيا معلومات المؤسسات، ومن المتوقع أن تشهد معدل نمو سنوي مركب 14 في المائة.
كذلك من المتوقع أن تكون البيرو ثاني أسرع اقتصاد رقمي نموا، بمعدل نمو سنوي مركب 7.6 في المائة حتى 2024، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى زيادة لا تقل عن 10 في المائة في سوق الأجهزة وإنترنت الأشياء. ومن المنتظر أيضا أن تتفوق في مجال المدفوعات الرقمية.
في غضون ذلك، سيتم دعم النمو الرقمي في إندونيسيا من خلال الخدمات الدولية والاعتماد السريع للرسائل والألعاب في أجهزة الهواتف المحمولة. وتسجل الفلبين درجة عالية في تزايد انتشار الإنترنت، ما يؤدي إلى زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي واستهلاك الفيديو، فيما تتصدر المكسيك قائمة الدول الخمس في النمو الرقمي من خلال التفوق في اشتراكات الموسيقى واستخدام "فيسبوك" ومشاهدة "يوتيوب".