يحلق الدولار الأمريكي حاليًا قرب أعلى مستوياته فيما يقرب من عامين وتحديدًا منذ مايو 2020، وسط حالة من الترقب بشأن حركة الفيدرالي المقبلة منتصف مارس الجاري.
وأيد جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي رفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية فقط في الاجتماع المقبل الذي سينعقد في منتصف هذا الشهر.
وقال الرجل بوضوح إن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا لن تؤثر على قرار الفيدرالي بشأن رفع أسعار الفائدة.. وقال باول إنه إذا لم يتراجع التضخم واستمر في الارتفاع فإنه سيتم التحرك بقوة لرفع أسعار الفائدة بأكثر من ربع نقطة مئوية في اجتماع واحد أو في اجتماعات عدة.
الدولار الآن
وبنهاية تعاملات يوم الجمعة الماضي أغلق مؤشر الدولار الأمريكي قرب أعلى مستوياه في أكثر من 22 شهر وتحديدًا من مايو 2020.
وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي إلى مستويات قرب الـ 99 نقطة مقابل تراجع سلة من العملات الرئيسية على رأسها اليورو والاسترليني والين حيث تراجع ثلاثتهم بنسبة 1.2% و0.9% و0.6% على التوالي.
وفي المقابل استمر تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات نزولا من اعلى مستوياته في نحو ثلاثة أعوام، بعد التراجع غلى 1.73%.
الذهب
وفي المقابل لم تفتر عزيمة المتداولين والمضاربين على صعود المعدن الأصفر رغم ثورة الدولار، وذلك بفضل تأجج التوترات السياسية في أوروبا تزامنا مع ارتفاع معدلات التضخم.
وقفز سيد الملاذات الآمنة إلى مستويات قرب الـ 1980 دولار للأوقية مقتربا منذ ذروته التاريخية أعلى مستويات الـ 2000 دولار للأوقية في ظل إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة للتحوط.
وارتفع الذهب بنهاية تعاملات يوم الجمعة إلى مستويات 1975 دولار للأوقية بزيادة 0.4%، ليصل إلى أعلى مستوياته منذ أغسطس 2020.
ماذا عن روسيا؟
وفي المقابل من صحوة الدولار وتوحشه يسقط الروبل الروسي الذي يعاني الأمرين في ظل موجات عنيفة ومتتالية من العقوبات على المصارف الروسية وفي الطليعة المركزي الروسي.
ويتداول الروبل الروسي حاليا قرب أدنى مستوياته على الإطلاق مقابل الدولار نزولا إلى مستويات 105 روبل لكل دولار رغم قرار المركزي الروسي بزيادة الفائدة إلى 20% مقابل 9.5% منذ أيام.
البعض يرى أن العملات الرقمية قد تكون وسيلة للهروب الروسي من العقوبات الاقتصادية الصارمة التي تفرضها أوروبا والولايات المتحدة على القطاع المصرفي الروسي.
بيد أن العملات الرقمية قد تنجح في هذا الأمر فيما يتعلق بالتحوط أو حتى التحويلات المالية أو إخفاء الثروات على غرار الذهب.. غير أن التعاملات التجارية القانونية والمعاملات الأخرى تحتاج إلى عملة تنال قبول الأوساط المصرفية.
اليوان والفرانك
يقول جريجوري سوسنوفسكي، مدير الشبكة الإقليمية للعمل مع العملاء الأثرياء عالم BCS للاستثمارات أن اليوان هو البديل الأفضل للدولار في الأسواق الروسية.
ويرى سوسنوفسكي أن اليوان هو البديل الأفضل للدولار، إلا أنه يشير في الوقت نفسه، إلى أنه مع صرف العملة الصينية، قد تنشأ بعض الصعوبات.
لذا يرجح سوسنوفسكي أن يكون الفرانك أفضل على المدى الطويل بيد أن قرار سويسرا بفرض عقوبات على الكيانات الروسية قد يبطئ أو يعرقل من هذا التوجه، التي لا تنشأ عادة مع الفرنك السويسري.
بدائل أخرى
وأضاف مدير الشبكة الإقليمية للعمل مع العملاء الأثرياء عالم BCS للاستثمارات: "اليوان أكثر سيولة في السوق الروسية من الدولار واليورو".
وقال سوسنوفسكي لكن بالطبع على المدى الطويل، يُفضل الفرنك السويسري على اليوان من حيث استقرار الديناميكيات، بما أن الاقتصاد الصيني ليس متنوعًا مثل الاقتصاد السويسري، كما أنه يخضع أيضا لمخاطر جيوسياسية عالية.
في حين وصف مدير الشبكة الإقليمية أن الذهب قد يكون بديلا آخر، مشيرًا أنه في الوقت الحالي تم إلغاء ضريبة القيمة المضافة البالغة 20% على شراء هذا المعدن الثمين.