logo

لماذا شهد النفط تقلبات سعرية حادة وسط اضطراب الأسواق؟

11 مارس 2022 ، آخر تحديث: 11 مارس 2022
الغاز الطبيعي.jpg
لماذا شهد النفط تقلبات سعرية حادة وسط اضطراب الأسواق؟

بعد تسجيلها أسوأ أداء منذ عامين، قفزت أسعار النفط، في تعاملات الخميس 10 مارس (آذار)، وسط ترقب لتطورات السوق النفطية في أعقاب قرار الولايات المتحدة حظر واردات الخام من روسيا.

وبحلول الساعة "13:00" بتوقيت غرينتش، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت، تسليم مايو (أيار) 2022، بنسبة 4.6 في المئة أو 5.12 دولار إلى 116.26 دولار للبرميل، بعدما هوت نحو 13 في المئة في جلسة الأربعاء في أكبر انخفاض بالنسبة المئوية في يوم واحد منذ 21 أبريل (نيسان) 2020.

كما صعدت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، تسليم أبريل، بنحو 4.2 في المئة أو 4.57 دولار، إلى 113.27 دولار للبرميل، بعد هبوطها بنسبة 12.5 في المئة في الجلسة السابقة في أكبر انخفاض يومي منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

تقلبات سعرية

وفي تعليقه قال المستشار الاقتصادي الرئيس التنفيذي لمركز التنمية والتطوير للاستشارات الاقتصادية ومقره الرياض، علي بوخمسين، إن ما حدث من تقلبات سعرية حادة في أسواق النفط، خلال هذا الأسبوع، يعتبر مبرراً ويعود إلى الاضطرابات الجيوسياسية التي خلفها الصراع الروسي الأوكراني والتي تنعكس إيجاباً أو سلباً على الأسعار في الأسواق العالمية، مضيفاً أنها لا ترجع في الأساس إلى نقص في إمدادات الخام أو العجز في الوفاء بالعقود المتفق عليه لمعظم دول "أوبك" أو خارجها.

سوق مرتبكة

وأضاف أن سوق النفط مرتبكة وتمر بوضع غير مسبوق، فالهبوط الحاد الذي يعد واحداً من أكبر التراجعات اليومية في العامين الماضيين، جاء لأسباب عدة لعل أهمها كان وجود "أمل" لمؤشرات إيجابية لإنهاء الأزمة الروسية- الأوكرانية بعد تصريحات الرئيس الأوكراني بوجود نية لتقديم بعض التنازلات لإنهاء الحرب الدائرة، كما تأثرت باستمرار سعي الدول المستهلكة إلى زيادة الخام لتعويض النقص في الإمدادات الروسية، والتي من بينها اللقاء الأميركي- الفنزويلي، وأنباء عن اتجاه فنزويلا نحو زيادة إنتاجها بمليوني برميل هذا العام لتعويض النقص في إمدادات النفط .

أضاف، "في حال استمرار تصاعد الحرب وتعطل مسيرة المحادثات الروسية- الأوكرانية، فقد نشهد المزيد من الارتفاعات في الفترة المقبلة إلا أن هذه الارتفاعات ستصل إلى سقف غير مسبوق في حال البدء بتطبيق إجراءات الحظر الفعلي من الولايات المتحدة، أو دخول مزيد من حلفائها إلى الحظر، وخصوصاً أوروبا، وهذا الأمر مستبعد لكنه قد يحدث، وفي حال حصوله، ستكون هناك قفزات كبيره في أسعار الخام".

حظر النفط الروسي 

وفرضت الولايات المتحدة وكندا حظراً على واردات النفط الروسية، بينما قالت بريطانيا، إنها ستمنع الواردات من روسيا تدريجياً بحلول نهاية العام، وبأغلبية ساحقة، أقر مجلس النواب الأميركي، الخميس، مشروع قانون لمنع واردات الطاقة الروسية، وسيدخل الحظر حيز التنفيذ بعد 45 يوماً من توقيعه ليصبح قانوناً، وتخطط الحكومة اليابانية لفرض حظر على استيراد النفط من روسيا، بحسبما نقلته وكالة أنباء "كيودو" اليابانية الرسمية عن مصادر مقربة من الحكومة، وأوضحت المصادر أن الحكومة تخطط لإجراءات جديدة ضد موسكو تماشياً مع العقوبات الاقتصادية التي تتبعها الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وكان رئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو، قال في كلمة أمام الجمعية الاستشارية، إن لدى حكومته "خيارات أخرى بشأن العقوبات ضد روسيا"، موضحاً أن حكومته ستدرس تلك الخيارات بدقة وعناية.

وفى الوقت نفسه، تكثف الولايات المتحدة من التحركات لتخفيف العقوبات على النفط الفنزويلي، والجهود المبذولة لإعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران ما قد يؤدي إلى مزيد من الإمدادات النفطية المقبلة من طهران في وقت لاحق من هذا العام.

تراجع المخزونات الأميركية 

وتراجعت مخزونات النفط الخام التجارية في الولايات المتحدة بأكثر من التوقعات بمقدار 1.9 مليون برميل، في الأسبوع المنتهي في الرابع من مارس الحالي، في ثاني انخفاض أسبوعي على التوالي، وهذا التراجع هو ثلاثة أمثال تقديرات المحللين، الذي توقعوا انخفاضها بنحو 650 ألف برميل فقط.

ووفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، هبط إجمالي المخزونات التجارية الأميركية، الأسبوع الماضي، إلى 411.6 مليون برميل مقتربة من أدنى مستوى في نحو أربع سنوات عند 410.5 مليون برميل، في إشارة إيجابية على مستويات الطلب والسحب لدى أكبر مستهلك للنفط في العالم.

وتراجعت مخزونات البنزين بمقدار 1.4 مليون برميل، كما انخفضت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة ووقود الطائرات، بمقدار 5.2 مليون برميل.

وتزامن انخفاض مخزونات الخام والبنزين والمقطرات في الولايات المتحدة مع قرار الإدارة الأميركية سحب 30 مليون برميل من احتياطي النفط الاستراتيجي للبلاد.

وتأتي تلك الخطوة ضمن خطة منسقة مع حلفاء آخرين، لضخ 60 مليون برميل من الاحتياطي في الأسواق، لتعويض الإمدادات الروسية المعطلة بسبب التدخل العسكري في أوكرانيا، ولكبح الأسعار، وقالت إدارة معلومات الطاقة، إن متوسط واردات البلاد من النفط الخام بلغ 6.3 مليون برميل يومياً، الأسبوع الماضي، بزيادة 600 ألف برميل عن المتوسط اليومي للأسبوع الذي سبقه.

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024