logo

كيف أظهرت التكنولوجيا تحيزها في الحرب الروسية على أوكرانيا؟

20 مارس 2022 ، آخر تحديث: 20 مارس 2022
كيف أظهرت التكنولوجيا تحيزها في الحرب الروسية على أوكرانيا؟
كيف أظهرت التكنولوجيا تحيزها في الحرب الروسية على أوكرانيا؟

بعد سنوات من استخدام روسيا المنصات الاجتماعية للترويج لدعايتها وجذب الجماهير إلى منصاتها الإعلامية اتخذت شركات التكنولوجيا العملاقة أخيرا خطوات لوقف تدفق المعلومات المضللة.

لكن، لماذا لم تتحرك شركات مثل فيسبوك (Facebook) وغوغل (Google) وتيك توك (TikTok) وتويتر (Twitter) ومايكروسوفت (Microsoft) إلا بعد حرب روسيا على بلد أوروبي؟

في مقالها الذي نشرته مجلة "نيوزويك" (Newsweek) الأميركية قالت الكاتبة كورتني دارش إن الكثيرين أشادوا بقرار منصات التواصل الاجتماعي حرمان وسائل الإعلام الحكومية الروسية والمسؤولين من استخدام تطبيقاتها كعقاب للحرب على جارتها، علما أنه باستطاعة هذه الشركات اتخاذ المزيد من الإجراءات.

وأدرك الرأي العام الدولي منذ سنوات أن حرب المعلومات جزء لا يتجزأ من العقيدة العسكرية الروسية، إذ حشدت قنواتها الإعلامية الحكومية ملايين المتابعين على يوتيوب وفيسبوك ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى.

وذكرت الكاتبة أن حرب المعلومات عنصر مركزي في الهجمات الروسية، وهو ما يفسر تخطيطها لاستهداف برج الإذاعة والتلفزيون في العاصمة الأوكرانية كييف وشن هجمات إلكترونية على وسائل الإعلام والمواقع الحكومية في أوكرانيا.

كما فرضت موسكو رقابة على وسائل الإعلام الإخبارية المحلية المستقلة، وقيدت الوصول إلى فيسبوك وتويتر، وتحاول إجبار شركات التكنولوجيا العالمية على الامتثال لقانون الإنترنت السيادي الذي يجعل البيانات والموظفين تحت سيطرة الدولة.

وفي هذا الصدد، أرسلت الدائرة الاتحادية لرقابة الاتصالات وتقنية المعلومات والإعلام في روسيا "روسكومنادزور" طلبا إلى ويكيبيديا لإزالة صفحة عن الحرب، وطالبت فيسبوك بالتوقف عن تدقيق الحقائق.

وتعد الرقابة المحلية في روسيا أحد الأسباب التي تجعل طلب أوكرانيا تعطيل نظام نطاقات روسيا على الإنترنت خطيرا وغير مناسب، نظرا لأن ذلك قد يؤدي إلى مزيد من عزل وسائل الإعلام المستقلة والمجتمع المدني وانقسام عالم الإنترنت.

وفي الحقيقة، لم يكن الإنترنت المجاني والمفتوح هو المسؤول عن تمكين عمليات نشر المعلومات المضللة الروسية، وإنما شركات التكنولوجيا العملاقة التي سمحت لدعاية بوتين بالازدهار.

وأكدت الكاتبة أن الإعلام الحكومي والمسؤولين الروس لا يزال يُسمح لهم بامتلاك حسابات على فيسبوك وتويتر ويوتيوب (رغم تقييد الوصول إليها في أوروبا وأوكرانيا)، مما يعني أنه لا يزال بإمكانهم مواصلة التلاعب بالرأي العام العالمي.

ومن المفارقات أن قنوات مثل "آر تي" (RT) و"سبوتنيك" (Sputnik) والقنوات الموالية للحكومة الروسية الأخرى ظلت تستخدم هذه المنصات حتى بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، لأنها تمثل جزءا من آلة الدعاية الضخمة لموسكو.

وفي الحقيقة، إن شركات التكنولوجيا تناور وتراوغ مرة أخرى أثناء الاستجابة لأزمة جيوسياسية ضخمة، وينبغي عليها التفكير بشكل استباقي وعاجل في الطريقة التي تسمح بها سياساتها للقادة الاستبداديين في بلدان العالم بالاستفادة من انفتاح منصاتها.

وبينما فضحت التغطية الإعلامية الغربية للحرب على أوكرانيا مدى "جهل وغطرسة وعنصرية" بعض وسائل الإعلام فإنه لا يمكن إنكار حقيقة أن العديد من هذه المنصات ساهمت في تأجيج الصراعات في جميع أنحاء العالم، وفشلت في درء حرب المعلومات المدعومة من قبل الحكومات، وهو ما يعكس مدى تحيزها، بحسب الكاتبة.

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024