logo

هل تسهم الأزمات في ترشيد الاستهلاك الرمضاني

01 ابريل 2022 ، آخر تحديث: 01 ابريل 2022
59039Image1-1180x677_d.jpg
هل تسهم الأزمات في ترشيد الاستهلاك الرمضاني

توابل ومكسرات وتمور، سلع متراصة بالأسواق يخاف أصحابها أن تبور، يمر الناس من أمامها زاهدين، يقتنون الأهم منها قاصدين، ولسان حال العديد منهم يردد "كم من الأشياء قضيناها بتركها، وكم من عادة استبدلت بغيرها!".

خلف وباء كورونا وراءه الوهن، وأثر الجفاف في القدرة الشرائية من دون وجل، وجاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتضغط على خطوط التوريد وترفع الأسعار من جديد، فهل تسهم الأزمات المتعاقبة في ترشيد سلوك الاستهلاك بوعي، وتدفع الناس لتقليص النفقات الزائدة على الحاجة؟ ما الذي يلزم من أجل ذلك؟

تغيير بعض العادات

وبالنظر الة الأسواق ومحلات العطارة والبقوليات التي غالبا ما تشهد الاكتظاظ قبيل رمضان، يلاحظ إقبالا فاترا وعرضا متوفرا، الأسواق ممتلئة بكل أصناف السلع، وضمان رسمي من الحكومة لصد هلع الناس، تلتزم بدعم الفوارق التي أحدثتها الأزمات لتقليل وجع السكان.

يقول عادل صاحب سيارة أجرة صغيرة للجزيرة نت "مع ارتفاع أسعار السلع وتوالي تأثير الجفاف والغلاء انكمش الكثير من الناس على أنفسهم، وقلصوا مصاريفهم"، واستدرك بنبرة تهكمية "قلصوا حتى من كلامهم حول الأزمة. الوضع ظاهر للعيان، والحالة عامة".
سلوك الاستهلاك عند المغاربة في رمضان ارتبط في موروثهم الجمعي بالوفرة والإنفاق، إذ يرتفع استهلاك الأسر بأكثر من 16% خلال رمضان، وينفق المغاربة على الغذاء خلاله أكثر من الثلث.

ويرتبط الاستهلاك في رمضان بعادات محددة وبأطباق تعرف سلعها موجة تضخمية بسبب الجفاف وتداعيات الحرب، ما اضطر الكثير من الأسر لتغيير عاداتها الغذائية، كالاستغناء عن اقتناء السمسم واللوز والعسل، التي تدخل في إعداد أطباق متوارثة (السفوف والشباكية)، واستبدال شوربة خضر بالحريرة (طبق رئيسي يعتمد على الطماطم)،

تأثير الأزمات

يختلف تأثير الأزمات في سلوك المستهلك وفق أسبابها، ويختلف رد فعل المستهلك وفق مستواه المادي ونمط عيشه بين الحضري والقروي.

الخوف يغير السلوك

يقول المحلل الاقتصادي محمد الشرقي في حديثه إن الإنسان بطبعه ميال للاستهلاك والاستجابة لرغباته، والاضطرار يدفعه لتغيير عاداته ويحد من جموحه الاستهلاكي.

ويلاحظ الشرقي أنه في الأزمات كالوباء والحرب يؤدي الخوف أحيانا إلى سلوك عكسي، حيث يعمد الناس ادخار السلع خوفا من نفادها. ووفق الشرقي لا يحد الرغبة في الاستهلاك إلا ندرة المال وندرة السلع.

وخلال جائحة كورونا سُجل تغيير في ترتيب الأولويات، وتحول في الإنفاق كتراجع شراء الملابس مثلا، وتراجع شراء السيارات، في حين ارتفع الإقبال على الحواسيب والبرمجيات الرقمية. وفي بعض المجتمعات تغير سلوك الاستهلاك الزائد إلى الادخار.

ترشيد الاستهلاك

في العادة يخلق رمضان دينامية في الأسواق، ويحرك عجلة الاقتصاد، ويخلق فرص شغل إضافية، وتسهم ديناميته الاقتصادية في إعادة توزيع الثروة، وفق محمد الشرقي، على اعتبار ارتفاع الاستهلاك المحلي وارتفاع الطلب الداخلي.

 

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024