أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى خفض مراقبي صناعة السيارات توقعات الإنتاج والمبيعات للعامين المقبلين، بعد أن أدت الأزمة إلى إغلاق المصانع في أوروبا الشرقية، وتسببت في ارتفاع أسعار المواد الخام بصورة كبيرة.
وحاولت بعض المصانع في أوكرانيا الاستمرار وسط الغزو، إلا أن العمال اضطروا في النهاية إلى ترك العمل للفرار من الصواريخ.
من جانبها، خفضت شركة S&P Global Mobility، والمعروفة سابقاً باسم IHS Markit، توقعاتها لإنتاج السيارات العالمي بمقدار 2.6 مليون سيارة في كل من 2022 و2023 بسبب الحرب، فيما وصلت تقديراتها وفقاً لأسوء السيناريوهات لما يصل إلى 4 ملايين مركبة مفقودة.
وقدّرت بأن ينخفض إنتاج السيارات الأوروبية بنحو 9% - ما يقرب من مليون سيارة، وفقاً لما ذكرته شبكة "CNBC"، واطلعت عليه "العربية.نت".
ويعود بعض ذلك بشكل مباشر إلى خسارة مبيعات السيارات في روسيا وأوكرانيا، لكن هاتين الدولتين تشكلان معاً حصة صغيرة من سوق السيارات العالمي - حوالي 2% من الإجمالي في عام 2021.
ويعد القلق الأكبر هو النقص في المواد والأجزاء التي تضرب بالفعل شركات صناعة السيارات الأوروبية، إذ حذر التقرير، من احتمالية توسع الأزمة لتشمل أسواقا أخرى إذا استمرت الحرب.
وبشكل منفصل، توقعت وكالة التصنيف الائتماني S&P Global Ratings أيضاً أن مبيعات السيارات العالمية في عام 2022 ستنخفض بنسبة 2% إلى ما دون مستويات 2021. وهو ما يعد تحولاً كبيرة عن التوقعات السابقة بزيادة المبيعات بنسبة 4% -6% لعام 2022 والتي توقعتها المجموعة في أكتوبر الماضي.
وسلط التقرير الضوء على الاضطرابات في سلاسل توريد قطع غيار السيارات المهمة من المنطقة، وربما كان أبرزها الأسلاك من أوكرانيا، والمواد الخام المعرضة للخطر أيضاً - تنتج روسيا حوالي 40% من البلاديوم الخام في العالم - والذي يستخدم لتنظيف عوادم السيارات.
كما تعد الدولتين من أكبر منتجي النيكل الذي يستخدم في بطاريات السيارات الكهربائية، فضلاً عن التأثير غير المباشر على المعادن الشائعة في الصناعة مثل الحديد والذي ارتفعت أسعاره عالمياً هو الآخر.