أكد مسؤول كبير في وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة من ألمانيا، أمس، أنه يتعين على مجموعة الدول السبع زيادة المساعدات الإنسانية للمساعدة على معالجة أزمة الجوع العالمية التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا.
ووفقا لـ"رويترز"، تبدأ مجموعة السبع اجتماعا يستمر ثلاثة أيام في بافاريا في ألمانيا، اليوم، على خلفية تحذير من الأمم المتحدة من أن العالم يواجه "أزمة جوع عالمية غير مسبوقة" مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية.
وقال مارتن فريك مدير برنامج الأغذية العالمي الألماني لمؤسسة "آر. إن. دي" الإخبارية الألمانية، إن "الجوع يمكن أن يزعزع استقرار الدول، ومن ثم فهو قضية سلام وأمن رئيسة" مشيرا إلى أن تضخم أسعار المواد الغذائية الحالي الذي يتجاوز 25 في المائة في 36 دولة يمثل قنبلة موقوتة".
وأكد أيضا أن من المرجح ألا يحصل برنامج الأغذية العالمي على أكثر من نصف المبلغ الذي يحتاج إليه هذا العام، وهو 21.5 مليار دولار، ولذلك فهناك حاجة إلى مزيد من المساعدات.
وحمل وزراء خارجية دول مجموعة السبع الكبرى في العالم، روسيا مسؤولية تفاقم أزمة الجوع العالمية، ودعوا موسكو إلى فك الحصار عن موانئ البحر الأسود الأوكرانية لتصدير الغذاء.
وقال الوزراء، في بيان صادر عن "الخارجية" الألمانية، أمس الأول، إن "كل عقوبات مجموعة السبع تشمل إعفاءات تسمح بوصول الأغذية والمنتجات الزراعية الروسية للأسواق العالمية"، رافضة "رواية روسيا بشأن العقوبات".
وجاء في البيان أن الحرب الروسية المستمرة في أوكرانيا تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي "بما في ذلك حصار البحر الأسود، وقصف صوامع الحبوب والموانئ، وتدمير البنية التحتية الزراعية لأوكرانيا".
والتقى وزراء خارجية مجموعة السبع في مؤتمر عن الأمن الغذائي في برلين قبيل قمة مجموعة السبع في قصر إلماو في جنوب ألمانيا في الفترة بين اليوم إلى الثلاثاء المقبل.
ودعت أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية، في وقت سابق، المجتمع الدولي، إلى زيادة جهوده لمحاربة أزمة الجوع المتفاقمة في أنحاء عدة من العالم.
وقالت الوزيرة في المؤتمر: "ستكون هناك حاجة إلى أكثر من 44 مليار يورو (46.4 مليار دولار) العام الجاري، ولم يتم جمع إلا نصفها حتى الآن".
وأكدت بيربوك، أن الوضع صعب، حيث يواجه 345 مليون شخص خطر ندرة الغذاء. وأضافت: "إنها أزمة جوع تلوح فوقنا، كموجة تهدد حياتنا". وأوضحت أن الأسباب تتعلق جزئيا بالتغير المناخي وجائحة كوفيد - 19"لكن الموجة لم تصل إلى موجة عاتية (تسونامي) إلا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا".
واتهمت الوزيرة روسيا باستغلال الجوع "كسلاح" و"أخذ العالم بأسره كرهينة". وحضرت المؤتمر أيضا سفينيا شولتسه، وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، إضافة إلى نحو 50 وفدا ونحو 40 وزيرا.
وأشارت شولتسه، إلى أن نحو 400 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعتمدون على الغذاء القادم من أوكرانيا. ولا يقتصر الأمر على توقف عمليات التوريد من أوكرانيا، بل إن ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة بسبب الحرب يلحق الضرر بعديد من الدول.
وقالت: "دائما ما يكون الأكثر فقرا هم من يعانون أكثر من غيرهم، الحكومة ستقدم أربعة مليارات يورو إضافية هذا العام لمكافحة الجوع". كما أكدت شولتسه، أهمية تجنب نقص الغذاء في المستقبل بانتهاج ممارسات أكثر استدامة. وأضافت "زراعة محاصيل أكثر مرونة وتكيفا مع المناخ، مثل حبوب البشنة في دول نامية، وسيكون من الضروري زيادة قدرات التخزين المحلية ومزيد من التجارة الإقليمية.