اتفقت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى أمس على دراسة حظر نقل النفط الروسي الذي يباع فوق سقف سعري معين، بهدف استنزاف تمويل الحرب الروسية.
وهيمنت الحرب في أوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية الكبيرة، خصوصا زيادة التضخم في أسعار الطاقة والغذاء، على القمة التي انعقدت هذا العام في منتجع على جبال الألب البافارية لمجموعة الديمقراطيات الغنية.
وسيؤدي تحديد سقف لأسعار النفط إلى زيادة الضغط الغربي الحالي على روسيا الناتج عن العقوبات، التي أصر المستشار الألماني أولاف شولتس على استمرارها إلى أن يعترف النظام الروسي بالفشل في أوكرانيا.
وقال شولتس في مؤتمر صحافي في ختام قمة مجموعة السبع، التي استضافتها بلاده على مدى ثلاثة أيام، "هناك مخرج واحد فقط: أن يقبل النظام الروسي بأن خططه في أوكرانيا لن تنجح".
والفكرة من وراء هذا السقف هي ربط الخدمات المالية وخدمات التأمين وشحنات النفط بسقف سعري. ولا يمكن للموردين أو المستوردين الحصول عليها إلا إذا التزموا بالسعر الأقصى المحدد للنفط الروسي.
وتتطلع المجموعة إلى وضع حدود قصوى للأسعار كوسيلة لمنع موسكو من الاستفادة من الحرب، التي أدت إلى ارتفاع حاد في أسعار الطاقة، ما ترتب عليه نجاتها من تأثيرات الجهود الغربية لخفض الواردات الروسية للنفط والغاز.
وبحسب "رويترز"، يحذر الخبراء من أن الخطة قد تأتي بنتائج عكسية. وقال تاماس فارجا من شركة بي. في. إم للسمسرة في مجال النفط، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على سبيل المثال، يمكن أن يقرر خفض صادرات الطاقة ردا على ذلك، ما قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. ويمكن لبعض الدول مثل الصين أن تجد حلولا بديلة.
وقال الكرملين أمس، إن عملاق الغاز الروسي غازبروم قد يسعى إلى تغيير عقود التسليم إذا فرض الغرب سقفا للسعر.
وحث زعماء السبع الصين في بيانهم على التمسك بمبدأ التسوية السلمية للنزاعات من خلال الضغط على روسيا لوقف الحرب، والتخلي عن "مطالبها التوسعية" في بحر الصين الجنوبي.
وتريد دول مجموعة السبع زيادة الضغط على روسيا دون تأجيج التضخم المتصاعد بالفعل الذي يسبب ضغوطا في الداخل ويؤثر سلبا في الدول النامية.
وأشار أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، الأسبوع الماضي إلى وجود "خطر حقيقي" يتمثل في حدوث مجاعات متعددة هذا العام بعد أن أدت الحرب الأوكرانية إلى تفاقم التأثير السلبي لأزمات المناخ وجائحة كوفيد - 19 على الأمن الغذائي.
وقال البيان، إن زعماء مجموعة السبع تعهدوا بتقديم 4.5 مليار دولار أمس لمكافحة الجوع في العالم، لكن نشطاء وصفوا المبلغ بأنه قليل للغاية. ويقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إنه يحتاج إلى 22.2 مليار دولار هذا العام.
وقال ماكس لوسون، رئيس سياسة عدم المساواة في منظمة أوكسفام، "في مواجهة أسوأ أزمة جوع منذ أعوام، فشلت مجموعة السبع ببساطة في اتخاذ الإجراء المطلوب. سيواجه الملايين الجوع والمجاعة المروعة نتيجة لذلك".
وتحاول مجموعة السبع حشد الدول الناشئة، التي يرتبط عديد منها بعلاقات وثيقة مع روسيا، لمعارضة الحرب. ودعت خمس دول ذات دخل متوسط ومنخفض إلى المشاركة في القمة لكسب تأييدها.
ويشعر البعض بقلق أكبر حيال تأثير ارتفاع أسعار المواد الغذائية في الداخل ملقين باللوم في نقص المواد الغذائية على العقوبات الغربية وليس على التدخل العسكري الروسي لواحدة من أكبر منتجي الحبوب في العالم والحصار المفروض على موانئها.
وردا على سؤال عما إذا كان زعماء مجموعة السبع قد توصلوا إلى طريقة للسماح لأوكرانيا بتصدير شحناتها من الحبوب، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمس "نحن نعمل على ذلك وكلنا نعمل على ذلك".
وتعهد زعماء مجموعة السبع أيضا أمس بإنشاء "ناد مناخي" دولي لتعزيز التعاون بشأن تغير المناخ وتعهدوا بنزع الكربون من القطاعات الصناعية.
ومع هذا، خفف القادة من التزاماتهم السابقة بشأن إنهاء التمويل الحكومي لمشاريع الوقود التقليدي الجديدة.
وتأسيس "ناد للمناخ"، اقترحه المستشار الألماني أولاف شولتس.
وتضمن الإعلان أن قادة بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة "يدعمون أهداف نادي مناخ دولي مفتوح وتعاوني، وسيعملون مع الشركاء باتجاه تأسيسه بحلول نهاية 2022". وكان شولتس، الذي استضاف القادة في ألمانيا لقمة استمرت على مدار ثلاثة أيام، في إطار رئاسة بلاده للمجموعة، اقترح تأسيس النادي لتمكين الدول، التي تتطلع إلى التحرك بشكل أسرع بشأن تغير المناخ، من العمل معا.
ويتضمن الإعلان تأكيد القادة على الالتزام "بقطاع طرق خال من الكربون بدرجة عالية بحلول 2030، وقطاع طاقة خال بالكامل أو في الأغلب من الكربون بحلول 2035، وإعطاء أولوية لخطوات ملموسة وفي الوقت المناسب باتجاه هدف تسريع التخلص التدريجي من توليد الطاقة من الفحم".