يعدّ الرئيس التنفيذي لأي شركة المسؤول الأول الذي يحدّد مصيرها بغض النظر عن حجم الشركة أو المرحلة التي بلغتها، إلا أن العديد من الرؤساء التنفيذيين يكافحون من أجل تسيير واجباتهم اليومية لتوجيه الفريق ويفوّتون فرصة التواصل الجيد مع فرقهم ودعم قدراتهم.
في تقرير نشره موقع "إنتروبرونير" (Entrepreneur) الأميركي، قالت الكاتبة براندي مابرا إنه في يومنا هذا زادت توقعات الفرق تجاه قادتهم، الذين يجب أن يكونوا على استعداد دائمًا وفي خدمة موظفيهم الذين سيساعدونهم على تحقيق أهدافهم، ولكن لسوء الحظ يعتقد العديد من الرؤساء التنفيذيين وأصحاب الأعمال أن العكس هو الصحيح.
فيما يلي بعض الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الرؤساء التنفيذيون عند قيادة فرقهم:
هذا الاعتقاد هو أبعد ما يكون عن الحقيقة، إذ تُفضّل الفرق التواصل مع قائدها بطرق مختلفة وتحتاج إلى هذا التنوع أيضًا، ومن الخطأ أن يعتقد أي قائد أن إرسال رسالة بريد إلكتروني واحدة كافية.
في الواقع، تحتاج الشركات إلى سياسات وإجراءات اتصالات موحدة لضمان وصول رسائلها إلى جميع العاملين في الشركة بطرق متنوعة، وذلك من خلال التواصل عبر البريد الإلكتروني أو الاجتماعات أو التجمعات اليومية أو استخدام أدوات الاتصال الأخرى للتأكد من أن الجميع على اطلاع بمستجدات الشركة، لأن التواصل الناجح يأخذ بعين الاعتبار طريقة التواصل التي يفضّلها الفريق في العمل والتي هو في حاجة إليها أيضًا.
أصبح الموظفون يتمتعون بخيارات احترافية أكثر من أي وقت مضى، لذا فإن التواصل المعتمد على الثقة في التعامل ضروري بشكل أكبر للاحتفاظ بأكثر الموظفين خبرة
وأضافت الكاتبة أن الفريق يحتاج إلى أن يشعر بالتقدير الصادق خارج إطار الحوافز المالية، لذا يجب على القادة التركيز على خوض المحادثات المناسبة التي تؤدي إلى تحسين الأداء والنتائج.
وبحسب الكاتبة، تشعر فرق العمل كل يوم بعدم التقدير والاستغلال وسوء المعاملة عندما يكون للقادة التحكم الكامل في مستوى الخبرة التي يكتسبونها داخل الشركة، لكن اليوم أصبح الموظفون يتمتعون بخيارات احترافية أكثر من أي وقت مضى، لذا فإن التواصل الأعمق والمعتمد على الثقة في التعامل ضروري بشكل أكبر للاحتفاظ بأكثر الموظفين خبرة.
أكدت الكاتبة أن بناء شركة هو عمل جماعي، والاستفادة من موهبة الفريق يعدُّ مكسبًا لكل من الموظف والشركة عندما يولي القادة اهتمامًا لهذا الأمر.
فالقادة الحقيقيون سوف يستغلون القوة الكاملة لمواهب فريقهم، إذ إن مهمة أصحاب الأعمال هي المساعدة في تنمية مواهب فريقهم، مما سيحسّن إنتاجيتهم أيضًا، ولا يعني تعيين الخبراء فقط تعيين شخص لديه الخبرة الكاملة منذ البداية، بل يتعلق الأمر برؤية الإمكانيات التي يمتلكها الشخص المرشّح ومساعدته ليصبح خبيرًا، لأن القادة الحقيقيين هم الذين يصنعون قادة آخرين.
وجود التوافق والتضامن بين أعضاء الفريق من شأنه أن يجعل ذلك الفريق الأقوى والأكثر فاعلية، لذلك يجب إشراك الفريق في مقابلات التوظيف للمساعدة في معالجة أي سوء تفاهم قد يطرأ مع المرشحين، فلكل فرد مهاراته وخبراته وخلفياته التي تميزه، مما يتيح للفريق فرصة المساعدة في دعم وتقوية بقية أعضائه.
وعلى كل قائد أن يشجع فريقه على طلب المشورة من بعضهم بعضا عند مواجهة أي مشكلات أو أسئلة بدلًا من التوجه إليه دائمًا أو إلى قادة آخرين داخل الشركة، لأن هذه هي الطريقة المناسبة التي تؤدي لتكوين قادة مثله.
بناء شركة هو عمل جماعي، والاستفادة من موهبة الفريق يعدُّ مكسبًا لكل من الموظف والشركة عندما يولي القادة اهتمامًا لهذا الأمر
وأشارت الكاتبة أيضًا إلى أن القائد عليه أن يمنح فريقه الموارد اللازمة ليكون ناجحًا، ولا داعي لأن يكون هو الشخص الذي ينجز كل شيء. على سبيل المثال، يتمحور مفهوم القيادة حول السماح لفريقك بالتوصل إلى حلول قبل أن يأتوا إليك للحصول على التوجيه، لذا لا تكن البطل الذي يحاول إنقاذ الموقف، بل كن البطل الذي يثق بفريقه.
ويساعد وضع سياسة وإجراءات محددة، إلى جانب تعليم فريقك طريقة التفكير مثلك، على تسيير هذا الوضع، لذلك يجب الحرص دائمًا على إبقاء فريقك على اطلاع بما يحصل وإشراكهم في القرارات والمشاريع وحل المشكلات.
وتضيف الكاتبة: "أن تكون قائدًا لا يعني أن تكون مثاليا، بل يتعلق الأمر بتحليك بالثقة والفضول وتقبّل فكرة أن فريقك قد يكون أفضل منك، بالإضافة إلى إيمانك بأن التعاون ضروري".
وتختم بالتأكيد على أنه ينبغي على القائد أن يكون "على استعداد لطرح الأسئلة وطلب الملاحظات وأن يتقبّل حقيقة أنه ليس أذكى شخص في الشركة".