مع استمرار عمليات البيع المكثفة الكبيرة للأسهم والسندات ومع توتر المستثمرين من توجه البنوك المركزية نحو التشدد النقدي، عمقت الأسواق الدولية خسائرها.
وبحسب "بلومبيرغ"، سجل مؤشر الأسهم العالمية أدنى مستوى له في ستة أسابيع، إذ تراجعت العقود الآجلة لمؤشر "ناسداك 100" بأكثر من 1 في المئة، ويرجع ذلك جزئياً إلى هبوط أسهم "إنفيديا كورب" (Nvidia Corp) لتصنيع الرقائق بعد تحذير من أن تؤدي القواعد الجديدة بمنع تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين إلى هبوط المبيعات.
تراجع الاسترليني
وارتفع الدولار مقابل اليورو والجنيه الاسترليني بعد أن سجل في وقت سابق أعلى مستوى في 24 عاماً مقابل الين الياباني، إذ يتأهب المستثمرون لرفع آخر لأسعار الفائدة الأميركية ولا يزالون قلقين حيال متانة الاقتصادات الأوروبية.
وانخفض اليورو 0.37 في المئة ليتجاوز مستوى التكافؤ بقليل مقابل العملة الأميركية عند 1.10016 دولار، بينما وصل الجنيه الاسترليني إلى مستوى منخفض جديد هو الأدنى في عامين ونصف العام عند 1.15545 دولار متراجعاً نحو 0.5 في المئة، إذ تلقى الدولار دعماً باعتباره ملاذاً آمناً من الابتعاد من الأصول التي تنطوي على أخطار عالية.
وارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات 0.34 في المئة إلى 109.09، وهو ما لا يبعد كثيراً من أعلى مستوى في عقدين البالغ 109.48 الذي سجله يوم الإثنين.
الأسهم الأوروبية
في الوقت ذاته، استهلت الأسهم الأوروبية شهر سبتمبر (أيلول) بتراجع شديد، إذ أدت المخاوف حيال زيادات حادة في أسعار الفائدة ومعدلات التضخم القياسية في المنطقة إلى دفع المؤشر "ستوكس 600 "إلى أدنى مستوياته في سبعة أسابيع، وتراجع المؤشر الأوروبي لليوم الخامس على التوالي، إذ انخفض 0.8 في المئة.
وهوت جميع القطاعات خلال التداول وكانت أسهم التكنولوجيا شديدة التأثر بأسعار الفائدة من بين أكبر الخاسرين، وتدنت أسهم قطاع التعدين 1.8 في المئة بعد هبوط أسعار المعادن.
وتتوقع أسواق المال في منطقة اليورو وجود فرصة بمعدل 80 في المئة لأن يرفع البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة 75 نقطة أساس في اجتماعه الأسبوع المقبل مقارنة بما يزيد قليلاً على 50 في المئة أمس الأربعاء.
وتراجع سهم "لوفتهانزا" الألمانية 3.2 في المئة بعدما أعلنت نقابة الطيارين أمس عن إضراب من المقرر أن يبدأ غداً الجمعة بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق بشأن الأجور.
وتعرضت أسهم السلع الفاخرة لضغوط وانخفض سهم "إل في إم إتش" مالكة لويس فويتون وهيرميس وبربري بين 1.6 في المئة و2.2 في المئة.
وأظهرت بيانات ارتفاع مبيعات التجزئة الألمانية على غير المتوقع في يوليو (تموز) إذ أظهر قطاعا مبيعات التجزئة عبر الإنترنت والأغذية انتعاشاً.
الذهب يتراجع
وتراجعت أسعار الذهب إلى ما دون مستوى 1700 دولار الأساسي لفترة وجيزة للمرة الأولى منذ ستة أسابيع مع تمسك البنوك المركزية الكبرى بتشديد السياسة النقدية لمكافحة التضخم، مما كبح الطلب على المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 1704.70 دولار للأوقية "الأونصة" بعدما لامس 1699.30 دولار في وقت سابق بأدنى مستوى منذ 21 يوليو.
وفقد سعر الذهب أكثر من 350 دولاراً منذ أن صعد ليتخطى 2000 دولار في أوائل مارس (آذار) وسجل خامس انخفاض شهري على التوالي في أغسطس (آب) في أطول سلسلة خسائر شهرية منذ 2018.
كما ظل الدولار قرب ذروة عقدين مما زاد من الضغط على الذهب، إذ زاد ذلك من كلفة الفرصة البديلة لحائزي العملات الأخرى.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 1.3 في المئة إلى 17.74 دولار للأوقية لتصل لأدنى مستوى في أكثر من عامين، وهبط البلاتين 0.7 في المئة إلى 840.58 دولار، بينما زاد البلاديوم 0.7 في المئة إلى 2098.53 دولار.
أدنى مستوى إغلاق
وسجل المؤشر "نيكي" الياباني أدنى مستوى إغلاق في شهر متأثراً بخسائر الأسهم المرتبطة بصناعة الرقائق بعد تلقي "إنفيديا" ضربة خلال الليل بسبب أمر أميركي بوقف مبيعات أفضل مصنع لرقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين.
وانخفض "نيكي" 1.53 في المئة ليغلق عند 27661.47 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ الثاني من أغسطس وهبط المؤشر "توبكس "الأوسع نطاقاً 1.41 في المئة إلى 1935.49 نقطة.
وأشار رئيس "مجلس الاحتياطي الاتحادي" جيروم باول يوم الجمعة إلى أن البنك المركزي الأميركي سيواصل رفع أسعار الفائدة لمحاربة التضخم حتى لو تسبب ذلك في معاناة للأسر والشركات.
وفي اليابان، تراجعت أسهم عملاقي صناعة الرقائق طوكيو "إلكترون" و"أدفانتست" 3.35 في المئة وأربعة في المئة على الترتيب.
كما هبطت شركات أخرى ذات ثقل، إذ خسر سهم "فاست ريتيلنغ" مالكة متاجر "يونيكلو" للملابس 1.45 في المئة، كما تراجع سهم مجموعة "سوفت بنك" التي تستثمر في التكنولوجيا 0.93 في المئة.
وخالف سهم "سيكيسوي هاوس" لتشييد المنازل الاتجاه العام إذ قفز 5.96 في المئة ليصبح أكبر الرابحين على المؤشر "نيكي".