تظهر صورة الملكة إليزابيث الثانية على كل من العملات المعدنية المتداولة حالياً في بريطانيا والبالغ عددها 29 ملياراً، بالإضافة إلى عملات دول الكومنولث بما في ذلك أستراليا ونيوزيلندا وكندا.
ومنذ وفاة الملكة إليزابيث الثانية انتشر الجدل والتساؤلات عن مصير هذه العملات المعدنية، وحتى الأوراق النقدية التي تحمل صور الملكة وما إذا كانت السلطات النقدية ستضطر إلى تغييرها بعد تولي الملك تشارلز الثالث مقاليد العرش في بريطانيا.
قال تقرير نشرته شبكة "سي إن بي سي" الأميركية، إنه سيتم تغيير العملات المعدنية إلى أخرى تحمل صورة الملك تشارلز الثالث، لكن سيتم التخلص التدريجي من هذه الأموال المتداولة الآن والتي تحمل صورة الملكة الراحلة.
ويقول الخبراء إن العملات المعدنية يمكن أن تنتشر عادة لمدة 30 عاماً تقريباً، دون أن تصبح مهترئة جداً وتظل قابلة للاستخدام.
وأوضح دومينيك تشورني، الخبير في العملات المعدنية، قائلاً: "لا أتخيل أنه سيكون هناك جهد منسق لإزالة العملات المعدنية التي تحمل صورة الملكة إليزابيث".
وأضاف: "ستفقد العملات المعدنية بمرور الوقت، لكني أتخيل أن العملات المعدنية التي تحمل صورة الملكة إليزابيث ستظل متداولة لعقود قادمة"، بحسب ما نقلت عنه شبكة "سي إن بي سي".
قبل ظهور النظام العشري في أوائل العام 1971، العملية التي شهدت تحول الجنيه الإسترليني من فئات الجنيهات والشلن والبنس إلى الجنيهات والبنس فقط، كان من الشائع مشاهدة صور الملوك السابقين على النقود.
وقال تشورني: "كان من الممكن أن تكون هناك عملات معدنية متداولة للملكة إليزابيث الثانية وجورج السادس وجورج الخامس وربما حتى بعض العملات المعدنية القديمة حقاً التي تصور الملكة فيكتوريا".
والآن بما أن العملات المعدنية التي تحمل صورة الملكة الراحلة لا تزال موجودة وقانونية، فلا يوجد سبب حقيقي لمحاولة إزالتها، على حد قوله.
وأضاف تشورني: "هذا يعني أنه سيكون لديك عملات معدنية للملك تشارلز الثالث متداولة مع عملات معدنية للملكة إليزابيث الثانية، وهي حالة فريدة من نوعها في التاريخ الحديث لأن لا أحد يتذكر رؤية ملكين مختلفين على عملات متداولة".
ويعد استخدام صور الملك على العملات تقليداً يعود إلى آلاف السنين، حيث إنه يرمز إلى القوة ويضمن أيضاً العملة، وفقاً لما ذكره تشورني.
وقال أيضاً: "يمكن الوثوق بالعملة إذا كانت مدعومة من قبل الدولة، والرمز الأكثر وضوحاً للدولة، منذ العصر الروماني، هو الإمبراطور أو الحاكم أو الملك".
منذ العام 1659 في نهاية المحمية -وهو الوقت الذي كان فيه رئيس بريطانيا هو اللورد الحامي أوليفر كرومويل وليس ملكاً أو ملكة- واجهت صور الملوك على العملات المعدنية اتجاهات مختلفة مع كل تتويج جديد.
وعندما اعتلى تشارلز الثاني العرش في العام 1661، اختار أن تكون صورته مواجهة ليساره، أي في الاتجاه المعاكس لكرومويل الذي أعدم والده تشارلز الأول.
وتقول الشائعات أن هذه الخطوة مثلت الملك الجديد وهو يدير ظهره للنسخة الجمهورية لكرومويل، واستمر التقليد في كل مرة تولى فيها ملك جديد العرش.
وتقول "سي إن بي سي" إن الانقطاع الوحيد عن التقاليد جاء تقريباً من إدوارد الثامن، حيث كان من المفترض أن تواجه عملاته المعدنية نفس وجه أبيه، لتلتقط جانبه الأكثر إرضاءً، ولكن عندما تنازل عن العرش بعد أقل من عام من توليه الحكم، لم يتم إصدار عملاته المعدنية أبداً، واختار شقيقه وخليفته، جورج السادس، مواجهة المسار المعاكس لوالده، وهكذا تمت استعادة التقليد.
وظهرت خمس صور مختلفة للملكة إليزابيث الثانية على العملات المعدنية البريطانية منذ اعتلائها العرش في العام 1952، حيث تم تصميم أحدثها من قبل جودي كلارك وكانت الأولى التي تم إنشاؤها فقط من الصور بدلاً من الجلوس مع الملكة.
ورفضت دار سك العملة الملكية، المنتج الرسمي للعملات المعدنية في بريطانيا، التعليق على الأموال الجديدة التي سيتم سكها مع صورة الملك تشارلز الثالث.