أنهت "وول ستريت" الأسبوع على خسائر حادة في مؤشراتها مع تراجع الأسهم الأميركية والأوروبية أمس، الجمعة 23 سبتمبر (أيلول)، وصعد الدولار إلى أعلى مستوى في 22 عاماً، مع تنامي المخاوف من السياسات النقدية المتشددة للبنك المركزي الأميركي برفع أسعار الفائدة لترويض التضخم ودخول الاقتصادات في ركود طويل.
"داو جونز" نحو سوق هابطة
اقترب مؤشر "داو جونز" للأسهم الصناعية من خسائر تتجاوز 20 في المئة لهذه السنة، ما يعني دخوله في سوق هابطة، لكنه تمكن من الإغلاق عند خسائر 19 في المئة منذ بداية العام.
وشهدت "وول ستريت" حالاً من الهلع هذا الأسبوع، إذ جاءت الضربات من كل صوب، وأولها إصرار "مجلس الاحتياطي الفيدرالي" (المركزي الأميركي) على الاستمرار في رفع الفائدة حتى هبوط التضخم إلى مستوى اثنين في المئة من نحو ثمانية في المئة حالياً، ثم تفاقم الصراع في أوكرانيا مع التعبئة العسكرية التي أعلنتها روسيا، فضلاً عن أزمة الطاقة في أوروبا.
رفع للفوائد وخسائر للأسهم
جاء ذلك في سياق اتخاذ البنوك المركزية العالمية في بريطانيا والسويد وسويسرا والنرويج ودول الخليج قرار رفع أسعار الفائدة هذا الأسبوع بعد خطوة "المركزي الأميركي".
وفقاً لبيانات "رفينيتيف"، فإن نمو الأرباح المتوقعة لشركات مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" للربع الثالث بلغ 4.6 في المئة انخفاضاً من خمسة في المئة الأسبوع الماضي.
وفي السياق نفسه، خفضت شركة "Goldman Sachs" هدفها في نهاية العام لمؤشر "ستاندرد آند بورز" بحوالى 16 في المئة إلى 3600 نقطة.
حتى أسهم الطاقة تراجعت
في تفاصيل الإغلاق، خسر مؤشر "ستاندرد آند بورز" 62 نقطة أو 1.69 في المئة ليغلق عند 3694 نقطة، فيما فقد مؤشر "ناسداك" المركب 193 نقطة أو 1.75 في المئة ليصل إلى 108730 نقطة، وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 473 نقطة أو 1.57 في المئة إلى 29603 نقطة.
كما تراجعت جميع قطاعات "ستاندرد آند بورز" الـ11 الرئيسة بقيادة أسهم الطاقة المرتبطة بالنفط والغاز بعد هبوطها بسبب انخفاض أسعار النفط الخام، التي تراجعت استجابة للمخاوف بشأن الطلب في بيئة الركود وقوة الدولار الأميركي، وكانت أسهم الطاقة هي الحصان الرابح في "وول ستريت" بعد اشتعال أسعارها عقب الحرب الروسية الأوكرانية.
الخوف يزداد في "وول ستريت"
ارتفع مؤشر "CBOE" الذي يقيس درجة الخوف من المخاطرة في "وول ستريت" إلى أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، وشهدت الأسواق الأوروبية سيناريوهات مشابهة بعد أن أعلنت حكومة المملكة المتحدة عن تخفيضات ضريبية ضخمة ممولة بالديون من شأنها تعزيز الاقتراض، ما دفع عوائد السندات البريطانية إلى الارتفاع في أكبر زياداتها اليومية منذ عقود.
وأغلق مؤشر "ستوكس" 600 الأوروبي منخفضاً 2.34 في المئة، إذ سجل أكبر خسارة أسبوعية له في ثلاثة أشه، وانخفض مؤشر "مورغان ستانلي" للأسهم العالمية بنسبة 2.28 في المئة إلى أدنى مستوياته في عامين تقريباً.
العملات تهوي
وهبط اليورو إلى أدنى مستوى في 20 عاماً، والجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى له في 37 عاماً، بينما ارتفع الدولار بعد أن أشار "بنك الاحتياطي الفيدرالي" هذا الأسبوع إلى أن معدلات الفائدة ستكون أعلى لفترة أطول.
وتراجع الين الياباني بنسبة 0.64 في المئة إلى 143.28 للدولار، لكن يتوقع تسجيله ارتفاعاً شهرياً بعد أن تدخلت السلطات اليابانية لدعم العملة للمرة الأولى منذ عام 1998.
السندات البريطانية
ودخلت أسعار السندات البريطانية في حال من التدهور الشديد، إذ قفزت عائدات سندات الخزانة البريطانية لأجل خمس سنوات 51.4 نقطة أساس إلى 4.052 في المئة، وهو أكبر ارتفاع ليوم واحد منذ أواخر عام 1991 على الأقل وفقاً لبيانات "رفينيتيف"، بعد أن كشفت الحكومة عن التخفيضات الضريبية.
وهبط الجنيه الاسترليني 3.48 في المئة إلى 1.0865 دولار في أكبر انخفاض له في يوم واحد منذ مارس (آذار) 2020 عندما هزت جائحة "كوفيد-19" الأسواق. وكان الجنيه تحت الضغط قبل إعلان التخفيض الضريبي منخفضاً بنسبة 11 في المئة منذ بداية يوليو (تموز) الماضي.