في الوقت الذي تكافح خلاله أوروبا وتسابق الزمن للتوصل إلى صيغة يتفق عليها أعضاء الاتحاد بشأن فرض لسقف أسعار عالى واردات الغاز الروسي.
يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية باتت الرابح الأكبر من تلك الأزمة، حيث تسارع دول الاتحاد الأوروبي لعقد اتفاقات وصفقات للحصول على الغاز الأمريكي وبأسعار تفوق متوسط سعر السوق خوفًا من انقطاع كل لإمدادات الغاز الروسي.
أمريكا الرابح الأكبر
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله اليوم الأحد إن أوروبا تتحول ببساطة من الاعتماد على الغاز الروسي إلى الاعتماد على الغاز الطبيعي المسال الأميركي.
وأجرت دول الاتحاد الأوروبي مفاوضات طارئة أمس السبت في محاولة للتوصل إلى اتفاق على وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي في اجتماع وزراء الطاقة يوم 13 ديسمبر كانون الأول، لكن الدول ما تزال منقسمة بشأن هذه المسألة.
ووصف المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الرغبة الأوروبية في وقف اعتماد القارة على الغاز الروسي بأنها "عبثية" و"جنونية".
ونقلت الوكالة عن بيسكوف قوله للتلفزيون الرسمي: "تحولوا من اعتمادهم على روسيا إلى اعتمادهم على أميركا في الغاز الطبيعي المسال"، مشيرا إلى أنه نفس الاعتماد لكن "بقدر أقل من التبادلية".
وأضاف "والآن عندما يخسر الأوروبيون مليارات من اليورو كل يوم، تجني واشنطن هذه المليارات من الدولارات بالفعل".
سقف الأسعار
ودعت الدول الـ 12 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (EU) إلى خفض سقف الأسعار على الغاز الطبيعي المستورد، جاء ذلك وفقًا لتقارير دولية نقلًاعن مصادر دبلوماسية داخل الاتحاد الأوروبي.
وبحسب المصادر الغربية فإن هذه الخطوة من قبل دول من بينها بلجيكا وإيطاليا واليونان وبولندا ، تم اتخاذها قبل أيام قليلة من اجتماع وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي ، المقرر عقده في 13 ديسمبر.
تشير التقارر إلى أنه وفقًا للاقتراح الحالي للمفوضية الأوروبية ، سيتجاوز سعر الغاز 275 يورو لكل ميجاوات ساعة ، وستتجاوز الفجوة بين السعر في الأسواق العالمية والسوق الداخلية للاتحاد الأوروبي 58 يورو.
و اقترحت جمهورية التشيك ، التي تتولى حاليًا رئاسة الاتحاد الأوروبي ، خفض السقف إلى 220 يورو والفجوة بين الأسواق إلى 35 يورو ، لكن تحالف 12 دولة اعتبرها مرتفعة للغاية.