مع ارتفاع التضخم وحالة عدم اليقين في المجال الاقتصادي يبحث المستثمرون عن ملاذات آمنة للاستثمارات، والتي كان في مقدمتها دائما الذهب، وأصبح البعض يطرح أيضا العملات الرقمية.
ولسنوات عديدة كان من المعتاد بالنسبة للمستثمرين الاحتفاظ بمدخراتهم، سواء في العقارات والأسهم أو السندات أو في الذهب.
ولقرون، كان الذهب يعتبر إحدى وسائل التحوط الرئيسية ضد التضخم، ولكن المزيد من الناس بدؤوا في اعتبار العملات الرقمية بمثابة مخزن للقيمة، وبالتالي اكتسبت البيتكوين سمعة بأنها "ذهب رقمي".
ونشر موقع "إنفستوبيديا" (investopedia) الأميركي المعروف والمتخصص في تعليم الاستثمار مقالا شرح فيه الاختلاف بين الاستثمار في البيتكوين والذهب.
وأشار التقرير في البداية إلى بعض التعريفات المهمة:
مخزن القيمة هو أحد الأصول التي لا تفقد قيمتها بمرور الوقت.
لا شك أن النقود الورقية هي مخزن سيئ للقيمة، يمكن استخدام النقد وسيلة للتبادل اليومي والسيولة قصيرة الأجل، ولكن بمرور الوقت سوف يفقد قيمته.
التضخم هو الأداة الأساسية التي تستخدمها الحكومات في جميع أنحاء العالم للسيطرة على المعروض النقدي وتحركات الأسعار.
تقوم السلطات بتخفيض قيمة عملاتها قليلا كل عام، مما يدفع الناس إلى زيادة الإنفاق أو الاستثمار على أمل أن يؤدي ذلك إلى تحفيز النمو الاقتصادي من خلال خلق فرص العمل.
ولذلك، تفقد الأموال قيمتها بمرور الوقت، ولهذا يجب تخزين المدخرات في أصل يحتفظ بقيمته، وهذا هو السبب في أن الناس يستثمرون في شراء الذهب أو الأسهم والسندات والعقارات والأصول الأخرى التي تحافظ على قيمتها أو حتى تزيد قيمتها بمرور الوقت من أجل الربح.
عندما تكون الأسواق المالية تحت الضغط يشتري المستثمرون الذهب باعتباره "ملاذا آمنا"، وحتى عندما يكون الاقتصاد منتعشا يشترون مزيدا من المجوهرات.
وإحدى النقاط المهمة التي تدعم الاستثمار في الذهب أن ملكيته تنتشر في جميع أنحاء العالم، وهو يستخرج في جميع الدول تقريبا.
ويشير تقرير نشره موقع "ذا موتلي فول" (The Motley Fool) وقارن بين الاستثمار بين الذهب والعملات المشفرة إلى أن أداء الذهب وسط ارتفاع التضخم هذا العام لم يكن جيدا، ورغم تداوله باعتباره سلعة نادرة وملاذا آمنا تراجعت أسعاره بنحو 20% في سبتمبر/أيلول الماضي عما كانت عليه في ذروتها خلال مارس/آذار الماضي.
ويلفت إلى أن أحد العوامل الرئيسية لأداء الذهب قوة الدولار الأميركي الذي وصل إلى أعلى نقطة منذ عقدين خلال الفترة الأخيرة، ومع التباطؤ الاقتصادي في الصين وأوروبا تدافع المستثمرون عليه، وهو ما يعني أن الاستثمار في الذهب لا يميل إلى أداء جيد عندما يكون الدولار قويا.
وعند المقارنة مع الذهب نجد أن الطلب على العملات المشفرة يقتصر على "المضاربة"، وينظر إليها المستثمرون على أنها "رهان عالي المخاطر وعوائدها مرتفعة".
ويشير التقرير إلى أن العملات الرقمية تتعرض لتقلبات كبيرة في الأسعار، إذ ترتفع أسعارها وتنخفض اعتمادا على "تكدس المضاربين".
ورغم أن العملات الرقمية متاحة للجميع فإن كيانات في 5 دول تسيطر على 80% من طاقة التعدين لشبكة البيتكوين، و2% من مالكي هذه العملية يملكون 95% من جميع البيتكوين المتاحة.
ويوضح التقرير أن الذهب يتحرك بمعزل عن أسواق الأسهم، فيما لا تتبع العملات الرقمية هذا النمط.
ويؤكد أن البيتكوين والعملات الرقمية لا تزال تفتقر إلى فترة زمنية أطول لمعرفة قدرتها على أن تكون وسيلة فعالة للتحوط ضد التضخم أم لا.
ويبين أنه من السهل نسبيا شراء العملات الرقمية والذهب وبيعهما، ولكن تبقى للذهب ميزة أكبر "رسوخا" في تداوله.