تراجعت أسعار العقارات حول العالم، في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا ودول أوروبية وآسيوية، بعدما رفعت البنوك المركزية الفوائد بقيادة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، ما انعكس زيادة في تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة والعديد من الدول، وهو ما شكل ضغطا على ميزانيات المواطنين ودفعهم إلى التريّث قبل اتخاذ قرار بشراء عقار جديد.

ويتوقع الخبير الاستراتيجي في أدوات الدخل الثابت لدى "مورغان ستانلي" جيم كارون لـ"بلومبيرغ" إبقاء الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة عند 5.25% لفترة من الوقت لضمان السيطرة على معدلات التضخم المرتفعة.

كما أن تدهور سوق العقار يضيف عبئا جديدا على الاقتصاد العالمي الذي يواجه مشكلات التضخم الحاد، وتبعات الحرب الروسية الأوكرانية، مع ترقب الدخول في نفق ركود خلال العام 2023.

بدوره، دعا الخبير الاقتصادي كينيث روغوف الأميركيين إلى الاستعداد إلى هبوط أسعار المنازل وارتفاع البطالة ودخول الاقتصاد في حالة ركود.

الولايات المتحدة

في أكبر اقتصاد على مستوى العالم، تراجعت أسعار المنازل للشهر الرابع على التوالي خلال أكتوبر/تشرين الأول 2022، وسط صعود تكاليف الرهن العقاري، حيث ارتفع معدل الفائدة الخاص بشراء منزل على أقساط لمدة 30 عاما 6%، وهو القرض الأكثر انتشار في الولايات المتحدة، وكشفت بيانات "إس أند بي كايس شيلر" أن أسعار المنازل في 20 ولاية أميركية تراجعت 5% في أكتوبر الماضي على أساس شهري.

اقتصاد دولي

أما على أساس سنوي؛ فتباطأ معدل نمو أسعار المنازل في 20 ولاية بمعدل 8.6% في أكتوبر مقارنة بالفترة نفسها في العام 2021.

بريطانيا

في المملكة المتحدة، انخفضت أسعار المنازل البريطانية للشهر الثالث على التوالي خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث أعلن مقرض الرهن العقاري "هاليفاكس" تراجع أسعار المنازل 4.7% على أساس سنوي خلال نوفمبر/تشرين الثاني، بينما تراجعت بنسبة 2.3% على أساس شهري، كما يتوقع انخفاض أسعار المنازل البريطانية 8% خلال عام 2023، ليتمدد التراجع الذي بدأ في نوفمبر.

ونقلت "بي بي سي" عن مديرة قسم الرهون العقارية لدى "هاليفاكس" كيم كينيرد قولها إنه في الوقت الذي كان يتوقع فيه حدوث تباطؤ في السوق نظرا للرياح الاقتصادية المعاكسة، فإن هبوط الشهر المُشار إليه يعكس أسوأ تقلبات السوق خلال الأشهر الأخيرة.

كندا

وفي كندا، تراجعت أسعار المنازل للشهر التاسع على التوالي، مع استمرار تداعيات ارتفاع معدلات الفائدة على سوق الإسكان.

وقالت جمعية العقارات في بيان، إن متوسط أسعار المنازل تراجع 1.4% إلى 744 ألف دولار كندي (546.88 ألف دولار أميركي) في نوفمبر الماضي، كما شهدت تكاليف الرهن العقاري ارتفاعات كبيرة مع رفع البنك المركزي معدلات الفائدة من 0.25% في مارس/آذار إلى 4.25% في ديسمبر/كانون الأول 2022.

وشهدت أسعار المنازل في كندا هبوطا تراكميا بنسبة 11.5% منذ الذروة المسجلة في فبراير/شباط الفائت، على أساس معدل موسمي.

أستراليا

وفي أستراليا، تشهد أسعار المنازل انخفاضا بأسرع وتيرة منذ الأزمة المالية العالمية، ومن المرجح أن تسوء الظروف مع استمرار ارتفاع أسعار الفائدة، وفقا لشركة تحليلات العقار "كورلوجيك" CoreLogic التي قال مدير أبحاثها تيم لوليس إنه "رغم أن سوق الإسكان لم تشهد سوى 3 أشهر من التراجع؛ فإن معدل الانخفاض تمكن مقارنته ببداية الأزمة المالية العالمية في عام 2008، والتراجع الحاد في أوائل الثمانينيات".

وأكد أنه "أسرع معدل هبوط في قيمة المساكن" منذ الركود الاقتصادي العالمي وثمانينيات القرن الماضي". وتظهر البيانات أن متوسط قيمة العقارات انخفض 2% إلى 747.182 ألف دولار منذ بداية مايو/أيار.

السويد

كما شهدت السويد في أكتوبر المنصرم، أكبر انخفاض في أسعار المساكن منذ 3 عقود، وأظهرت الإحصاءات الاقتصادية تسارع وتيرة انخفاض أسعار العقارات، حيث انخفضت 14% مقارنة بأعلى مستويات وصلت إليها في وقت سابق خلال العام الجاري 2022، وفقا لمنصة "إيجي إسكبورتر" EgyExporter.

وجاء الانخفاض بسبب ارتفاع معدلات التضخم، ما دفع البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة.

ألمانيا

كذلك، تظهر بيانات "دويتشه بنك" انخفاض متوسط أسعار المنازل في ألمانيا بنحو 5% بداية من مارس 2022. ويتوقع كبير الاقتصاديين في بنك "بيرنبيرغ" هولغر شميدنغ انخفاضا في أسعار المنازل بنسبة 5% على أقل تقدير خلال العام 2023.

ويتوقع المحلل الاقتصادي جوشن موبرت أن يستمر التراجع في أسعار المنازل إلى 6 أشهر قادمة، معتبرا أن وصول أسعار فوائد الرهن العقاري إلى 3.5% أو 4% يفضي إلى عوائد إيجار أعلى للمستثمرين".