هبطت عقود الطاقة الآجلة للنفط الخام ومنتجات التكرير والغاز الطبيعي في العام الجديد، وسط مخاوف المتعاملين على المدى القصير من برودة الطقس ونقص الإمدادات وبيع العقود بأسعار زهيدة.
وارتفعت الأسعار العام الماضي بسبب مخاوف من تجمد أوروبا بسبب نقص الوقود الروسي، في الوقت الذي أدى فيه خفض "أوبك بلس" أهداف الإنتاج وانخفاض مخزونات منتجات المشتقات الأميركية إلى رفع احتمالات فرض قيود على صادرات الوقود.
وثبت أن هذه المخاوف مبالغ فيها، مما دفع الأسعار إلى الهبوط.
وأشارت نتائج مسح لرويترز إلى أن مخزونات الغاز الأوروبية ارتفعت إلى أكثر من المستويات الموسمية المعتادة.
وخفّضت أرامكو السعودية هذا الأسبوع أسعار شحن النفط إلى آسيا، في حين زاد إنتاج الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بشكل مفاجئ الشهر الماضي.
كما قلّصت درجات الحرارة الأدفأ من المعتاد في الولايات المتحدة وأوروبا الحاجة إلى الغاز والنفط لأغراض التدفئة.
وتراجع الغاز الطبيعي الأميركي 18% في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، وهو أكبر تعثر مسجل في بداية أي عام، بحسب بيانات شركة "أيكون ريفينيتيف".
وكان الانخفاض بنسبة 12% في عقود مشتقات تكرير النفط الآجلة هو أكبر هبوط يبدأ به العام منذ 1991.
ويرتفع استهلاك مشتقات تكرير النفط عادة بتأثير الطلب في فصل الشتاء.
وتعرّضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط وخام برنت والبنزين الأميركي لأكبر انخفاض أسبوعي لها في بداية العام منذ 2016، إذ انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 7.4% وخام برنت بنسبة 7.3% والبنزين الأميركي بنسبة 7.3%.
وقال جون كيلدوف، وهو شريك في شركة أجين كابيتال بنيويورك، "لم تتحقق بعض من أكبر مخاوفنا في 2022".
وأضاف أنه بالرغم من أن فائض القدرة لدى أوبك محدود، فإن التجار يرون أن هناك إمدادات إضافية قادمة من جهات من بينها البرازيل وكندا.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 12 سنتا بما يعادل 0.2%، لتبلغ عند التسوية أمس الجمعة 78.57 دولارا للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 10سنتات أو 0.1% ليسجل 73.77 دولارا للبرميل.
وقال ستيفن برينوك المحلل في "بي في إم" إن سوق النفط "ربما تستعيد بعض الهدوء بعد التغيرات الكبيرة في وقت سابق هذا الأسبوع، لكن احتمالات الصعود لا تزال محدودة، على الأقل على المدى القريب، فالتوقعات الاقتصادية ضبابية".