سوق التداول خارج البورصة، المعروف باسم سوق التداول الخارجي، هو المكان الذي يتم فيه تداول الأوراق المالية غير المدرجة في البورصات الرئيسية. وعادةً ما تكون الأسهم والسندات التي يتم تداولها في سوق التداول الخارجي من الشركات الصغرى التي لا تفي بمتطلبات الإدراج في بورصة كبرى.
في تقريرهما الذي نشرته مجلة "فوربس" (forbes) الأميركية، يقول الكاتبان آنا لويز جاكسون وبنيامين كاري إن سوق التداول الخارجي يعني تداول الأوراق المالية خارج البورصات الرئيسية. وهناك أكثر من 12 ألف ورقة مالية يتم تداولها في سوق التداول الخارجي، بما في ذلك الأسهم وصناديق المؤشرات المتداولة في البورصة والسندات والسلع والعقود الاشتقاقية.
وعلى عكس البورصات التقليدية مثل بورصة نيويورك أو ناسداك، لا يوجد موقع فعلي مرتبط بسوق التداول الخارجي. وبدلاً من ذلك، تتم جميع التداولات إلكترونيا ومباشرة بين طرفين في سوق لامركزي.
وعلى الرغم من أن الأوراق المالية في سوق التداول الخارجي ليست "مدرجة" في البورصات الرئيسية، فلا يزال بإمكان هذه الشركات بيع أسهمها للجمهور خارج البورصة. وبالنسبة للمستثمر العادي، قد لا يختلف شراء الأسهم في سوق التداول الخارجي عن شراء الأوراق المالية المدرجة في البورصة، لأنه يتم تخصيص رمز مؤشر فريد للأسهم وعادة ما تكون متاحة للتداول عبر الوسطاء الرئيسيين على الإنترنت.
ينطوي سوق التداول الخارجي على التبادل الافتراضي لبعض الأوراق المالية، مثل سندات الشركات، كما أنه بديل قابل للتطبيق للشركات التي لا تفي بالمتطلبات أو تحافظ عليها، مثل عدد المساهمين أو أحجام التداول الشهرية، لإدراج أسهمها في البورصات الرئيسية. وبدلا من ذلك، قد تختار بعض الشركات أن تظل "غير مدرجة" في سوق التداول الخارجي، ربما لأنها لا ترغب في دفع رسوم الإدراج أو الخضوع لمتطلبات إعداد التقارير في البورصة.
هناك بعض الاختلافات الأساسية بين سوق التداول الخارجي وبورصات الأوراق المالية الرسمية. إلى جانب الطبيعة اللامركزية لسوق التداول الخارجي، يكمن الاختلاف الرئيسي في مقدار المعلومات التي تتيحها الشركات للمستثمرين. فعندما يتم إدراج الأسهم في البورصات الرسمية، يمكن للمستثمرين الوصول إلى قدر كبير من المعلومات عنها، بما في ذلك التقارير المكتوبة من قبل محللي بورصة "وول ستريت"، وأخبار الشركة والملفات، وبيانات التداول في الوقت الفعلي.
في المقابل، هناك القليل من المعلومات المتاحة عن الأسهم المتداولة خارج البورصة. وقلة الشفافية والتنظيم تعني أن سوق التداول الخارجي يمكن أن يكون أكثر خطورة بالنسبة للمستثمرين، وأحيانًا يكون عرضة للاحتيال. علاوة على ذلك، قد لا تكون الأسعار المعروضة متاحة بسهولة في ظل وجود سيولة أقل، ما يعني أن هذه الأسهم عرضة لتقلبات كبرى في الأسعار.
فعلى سبيل المثال، يتم تداول الأسهم الصغيرة في سوق التداول خارج البورصة، وتشتهر بكونها عالية المخاطر وعرضة لعمليات الاحتيال والخسائر الكبرى. ومع ذلك، يظل سوق التداول الخارجي موطن العديد من إيصالات الإيداع الأميركية التي تتيح للمستثمرين شراء أسهم الشركات الأجنبية.
تقوم مجموعة أسواق التداول الخارجي، وهي أكبر سوق إلكتروني للأوراق المالية المتداولة خارج البورصة، بتجميع الأوراق المالية حسب المستوى بناءً على جودة وكمية المعلومات التي تبلّغ عنها الشركات. وفي حين أن هذه التعيينات لا تتحدث عن مزايا الاستثمار لشركة معينة، فإنها تشير إلى مقدار المعلومات المتاحة. وفيما يلي أهم 3 أسواق للتداول الخارجي:
"أفضل سوق" The best market (OTCQX):
يشمل شركات راسخة وذات سمعة طيبة تفي بالمعايير المالية العالية ومتطلبات إعداد التقارير الصارمة الأخرى.
مخصص للشركات الصغرى التي لا تزال في طور النمو والتطور. وتعتبر متطلبات الأهلية لهذا السوق أكثر تساهلاً من أفضل الأسواق، على الرغم من أن الشركات قد لا تكون في حالة إفلاس.
يشار إليه عمومًا باسم الأوراق الوردية، وهي من أخطر أسواق التداول خارج البورصة. وبعبارة أخرى، تقدم الشركات المتداولة في السوق الوردي أقل قدر من المعلومات وتفشل في تلبية متطلبات إعداد التقارير التي حددتها هيئة الأوراق المالية والبورصات.
كما تُعرف هذه الفئة باسم السوق المفتوح، وهو موطن لمعظم الأسهم الصغيرة والشركات الوهمية والشركات التي تعاني من نوع من الضائقة المالية. ونتيجة للمعايير الأقل صرامة التي يجب تضمينها والافتقار إلى مراقبة الجودة، فإن هذه الأوراق المالية عرضة للاحتيال وتشكل مخاطر على المستثمرين.
هناك سوق آخر يصعب على معظم المستثمرين الوصول إليه، وهو السوق الرمادي. ولا يتم تداول هذه الأوراق المالية من قبل الوسطاء والتجار بسبب نقص المعلومات المالية المتاحة والامتثال التنظيمي.
يعتبر سوق التداول الخارجي عموما محفوفًا بالمخاطر إلى حد كبير، نظرًا لمتطلبات الإبلاغ الأكثر تساهلا وتدني مستويات الشفافية المرتبطة بهذه الأوراق المالية.
ونظرًا لأن العديد من أسعار الأسهم التي يتم تداولها خارج البورصة منخفضة (بما في ذلك الأسهم الصغيرة)، فهي جاهزة للمضاربة. وفي نهاية المطاف، ترتفع قيمة بعض الأسهم في سوق التداول الخارجي لتصبح مدرجة في البورصات الرئيسية، ويمكن أن يكون احتمال تحقيق مكاسب استثمارية طويلة الأجل جذابًا للمستثمرين المحتملين. وفي الوقت نفسه، تتراجع قيمة أسهم الشركات الأخرى التي لديها أسهم خارج البورصة.
وكما هو الحال مع أي قرار استثماري، من المهم التفكير بشكل كامل في إيجابيات وسلبيات الاستثمار في الأوراق المالية غير المدرجة. ومعرفة خصائص أسواق التداول الخارجي الثلاثة من شأنه مساعدتك على تحديد مخاطر الاستثمار النسبية للشركة، على الرغم من أن هذه المعلومات وحدها لن تساعدك على تحديد ما إذا كانت الفرصة الاستثمارية جيدة أم لا. وهذا هو السبب في أنه لا يزال من المهم إجراء بحث وفحص شامل للمعلومات المتاحة.
نظرًا لأن أسهم سوق التداول الخارجي لديها سيولة أقل من تلك المدرجة في البورصات، بالاقتران مع حجم تداول أقل وفروق أكبر بين سعر العرض وسعر الطلب، فإنها تخضع لمزيد من التقلبات.
تتوفر أسهم "متناهية الصغر" (Penny stocks) وغيرها من الأوراق المالية المتداولة خارج البورصة بسهولة للتداول مع العديد من شركات السمسرة عبر الإنترنت، وقد تخضع هذه التداولات لرسوم أعلى أو بعض القيود. فعلى سبيل المثال، قد يقيد بعض الوسطاء تداول الأوراق المالية خارج البورصة خلال الفترة التي تتزامن مع فتح وإغلاق سوق الأوراق المالية أو يطلبون من المستثمرين وضع قواعد محدودة بدلاً من قواعد السوق.
ونظرًا لخلفية المضاربة العالية والمخاطر العالية للاستثمار في الأوراق المالية المتداولة خارج البورصة، من المهم أن تستثمر فقط مبلغًا صغيرا من المال. وفي حين أن هذه الأسهم يمكن أن تحقق مكاسب سريعة وضخمة، فإنها أيضا عرضة لعمليات الاحتيال، مثل ما يسمى بمخططات "الضخ والإغراق" (Pump and Dump) التي يقوم فيها الناس بإحداث ضجة حول الأسهم النقدية لرفع سعرها وجذب المزيد من المستثمرين قبل بيعها وانخفاض سعرها.