أسبوع مليء بالأحداث المهمة للأسواق العالمية والخليجية، إذ يترقب العالم اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، اليوم الثلاثاء، وبعد غد الأربعاء، لمعرفة اتجاهات الفائدة بعد أكثر من عام ونصف العام من الزيادات المتواصلة لأسعار الفائدة.
وستكون بيانات التضخم لشهر مايو (أيار) الماضي التي ستصدر صباح غد الثلاثاء العامل الحاسم في قرار "الفيدرالي"، كما سيجتمع البنك المركزي الأوروبي الخميس المقبل لتحديد أسعار الفائدة أيضاً، وسط توقعات بمواصلة رفع الفائدة في أوروبا.
"وول ستريت" تؤشر إلى وقف الفائدة
كانت "وول ستريت" قد أعطت إشارة مع نهاية الأسبوع إلى احتمال تثبيت الفائدة الأميركية بعد ارتفاعها لأعلى مستوى في 13 شهراً، إذ واصل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" مكاسبه للأسبوع الرابع على التوالي، وهي أطول فترة صعود، منذ فترة يوليو إلى أغسطس (آب) 2022، كما واصل مؤشر "ناسداك" مكاسبه للأسبوع السابع على التوالي، وانخفض مؤشر تقلب الأسهم، المعروف كمقياس للخوف في "وول ستريت"، إلى أدنى مستوى له منذ فبراير (شباط) 2020.
الدولار إشارة أخرى
وفي سوق العملات ظل الدولار في تداولات، اليوم الإثنين، بالقرب من أدنى مستوياته في أسابيع عدة مقابل بعض نظرائه الرئيسين في إشارة إضافية إلى توقعات الأسواق بعدم رفع الفائدة هذا الأسبوع.
وسجل مؤشر الدولار الأميركي خسارة بنحو 0.5 في المئة، الأسبوع الماضي، وهو أسوأ انخفاض أسبوعي له منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي.
"المركزي الأوروبي" والفائدة
وعلى العكس من ذلك، تتوقع غالبية واضحة من الاقتصاديين الذين استطلعت "رويترز" آراءهم أن البنك المركزي الأوروبي سيرفع سعر الفائدة الرئيس بمقدار 25 نقطة أساس هذا الأسبوع، ومرة أخرى في يوليو (تموز) المقبل، قبل أن يتوقف لبقية العام، والسبب في ذلك بقاء التضخم ثابتاً في الأشهر الأخيرة.
هل من مفاجآت؟
تظل كل احتمالات اتجاهات الفائدة الأميركية مفتوحة، فالمستثمرون متخوفون من مفاجآت قد تظهر في اللحظات الأخيرة، كما حصل عندما فاجأ بنك كندا المركزي الأسواق، هذا الأسبوع، برفع الفائدة 25 نقطة أساس إلى 4.75 في المئة، وهو أعلى مستوى في 22 عاماً، مخالفاً كل التوقعات بتثبيت الفائدة. وقبل ذلك، رفع البنك المركزي الأسترالي سعر الفائدة، الثلاثاء الماضي، وللمرة الـ12 على التوالي، محذراً من ارتفاعات محتملة أخرى.
وتركت هذه المفاجآت علامات استفهام إذا كان "الفيدرالي" سيصدم الأسواق برفع الفائدة على رغم أن معظم التوقعات تشير إلى تثبيتها في اجتماع يونيو (حزيران) الحالي.
مرحلة جديدة مرتقبة
لكن في حال ثبت "الفيدرالي" الفائدة، فستكون الأسواق دخلت مرحلة جديدة من الدورة الاقتصادية، لكن المستثمرين لا يعلمون إذا كانت المرحلة المقبلة تعني الإبقاء على فائدة مرتفعة ثابتة أم سيبدأ تخفيض الفائدة.
وفي استطلاع للرأي أجرته "ماركتس لايف بالس"، توقع المستثمرون أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتفعة بفضل التضخم الذي تغذيه الشركات، إذ تعد أرباح الشركات المرتفعة جزءاً كبيراً من مشكلة التضخم، وإن إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة هو أفضل طريقة لكبح جماحها.
المستثمرون يتوقعون تثبيت الفائدة
وبحسب استطلاع لـ"فيد ووتشر"، يرى المستثمرون أن هناك فرصة بنسبة 72 في المئة في أن يبقي البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة عند النطاق الحالي بين خمسة و5.25 في المئة في اجتماعه هذا الأسبوع.
وما يعزز هذه الاتجاهات أن هناك بنوكاً مركزية أوقفت فعلاً سياستها النقدية المتشددة، إذ أشار بنك الاحتياطي النيوزيلندي الشهر الماضي إلى أنه قد انتهى من دورة التشديد النقدي بعد أن رفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها في أكثر من 14 عاماً عند 5.5 في المئة، منهياً أكثر دورات التشديد النقدي منذ عام 1999، وأدى ذلك إلى تراجع الدولار النيوزيلندي بنسبة 2.7 في المئة في مايو الماضي.
في السياق نفسه، قالت مصادر لـ"رويترز" إن من المتوقع أن يحافظ بنك اليابان المركزي على سياسته النقدية المتساهلة هذا الأسبوع وسط انتعاش اقتصادي معتدل. وأظهرت البيانات الصادرة، اليوم الإثنين، أن التضخم في اليابان قد تباطأ للشهر الخامس على التوالي في مايو الماضي بسبب انخفاض أسعار الوقود والسلع.