يمتلك الأميركيون اليوم مبلغاً قياسياً من ديون بطاقات الائتمان، ما يقرب من 988 مليار دولار، وفقاً لأحدث بيانات بنك الاحتياطي الفيدرالي.

وقالت نائبة رئيس الأبحاث والاستشارات الأميركية في "ترانسونيون" ميشيل رانيري، لبرنامج "ميك إت" التي تبثه شبكة "سي أن بي"، "مع ارتفاع التضخم إلى ما يقرب من 40 عاماً، استخدم عديد من المستهلكين الأميركيين الائتمان للمساعدة في إدارة ميزانياتهم، مما أدى إلى أرصدة قياسية أو شبه قياسية بحسب تقرير (ترانسونيون كرديت إندستري إنسايت) للربع الأول من عام 2023".

أعلى فئة عمرية مقترضة

ووفقاً لأحدث تقرير لـ"ترانسونيون" يحمل الأميركيون في المتوسط نحو 5733 دولاراً من ديون بطاقات الائتمان، لكن عند تقسيمها بحسب الفئة العمرية تتجاوز الديون هذا الرقم، إذ يمتلك أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و49 سنة في المتوسط نحو 7600 دولار من ديون بطاقات الائتمان، وهي أعلى نسبة من أي فئة عمرية.

وكان كبير محللي الصناعة في "بانكريت دوت كوم" تيد روسمان، قال للشبكة في يناير (كانون الثاني) الماضي "يمكن أن يتأثر الجيل إكس ‏(مصطلح يشير إلى الفئات التي ولدت ما بين أوائل الستينيات إلى أوائل الثمانينيات) بشكل خاص بسبب ديون بطاقات الائتمان لأنهم يعيشون سنوات باهظة الثمن في الوقت الحالي". وأضاف "قد يكونون محصورين بين رعاية الآباء المسنين وتربية أطفالهم - وربما حتى وضعهم في الجامعة".

 من ناحية أخرى فإن مستخدمي بطاقات الائتمان الأصغر سناً الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 سنة لديهم ديون تبلغ 2900 دولار تقريباً، وفقاً لبيانات "ترانسونيون"، وهو أمر مفهوم لأن معظم الأشخاص في تلك الفئة العمرية بدأوا للتو في استخدام بطاقات الائتمان، وهو أيضاً متوسط ديون بطاقات الائتمان التي يحملها الأميركيون في كل عمر، وفقاً لشركة الأبحاث والاستشارات الأميركية.

ديون البطاقات الائتمانية أكثر كلفة

وبحسب "ترانسونيون" أصبحت ديون بطاقات الائتمان أكثر كلفة بفضل معدلات الفائدة المرتفعة.

ويقول روسمان "مزيد من الناس يتحملون ديوناً أكثر، وهذه الأرصدة تكلف أكثر من أي وقت مضى".

كما أصبح عدم سداد الشخص فاتورة بطاقته الائتمانية بالكامل كل شهر أكثر كلفة، إذ تحوم أسعار الفائدة حالياً فوق 20 في المئة بقليل، وفقاً لتحليل "بانكريت دوت كوم" في 31 مايو (أيار) الماضي، في حين كانت معدلات الفائدة على بطاقات الائتمان في مثل هذا الوقت من العام الماضي نحو 16 في المئة في المتوسط.

ويرجع ذلك إلى زيادات عديدة في أسعار الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي منذ مارس (آذار) 2022، نظراً إلى أن رفع أسعار الفائدة يجعل اقتراض الأموال أكثر كلفة بالنسبة إلى المستهلكين، وواصل الاحتياطي الفيدرالي زيادتها في محاولة لإبطاء التضخم.

وعلى رغم أن ديون بطاقات الائتمان غالباً ما تكون ناتجة من أشياء عملية مثل حالات الطوارئ أو كلفة المعيشة اليومية، فقد يكون من الصعب التوقف عن تراكم مزيد من الديون، كما يقول روسمان.