logo

7 بنوك عالمية تتوقع ارتفاع أسعار الذهب

03 يوليو 2023 ، آخر تحديث: 03 يوليو 2023
7 بنوك عالمية تتوقع ارتفاع أسعار الذهب
7 بنوك عالمية تتوقع ارتفاع أسعار الذهب

لطالما اعتبر المستثمرون الذهب ملاذاً آمناً يمكن أن يساعد في تنويع محافظهم الاستثمارية وتجنب الاضطرابات الاقتصادية، إذ يعد المعدن الثمين أحد أقدم أشكال العملات في العالم، وقد عمل تاريخياً كتحوط جيد ضد التضخم من خلال ارتفاع قيمته عندما تتضاءل القوة الشرائية للدولار الأميركي.

ورغم تباين توقعات بنوك الاستثمار العالمية حيال المعدن الأصفر خلال الفترة المقبلة، إلا أن اتفاق سبعة منها يُجمع على صعود الذهب إلى مستويات جديدة لأسباب تتعلق بضعف الدولار وإبطاء وتيرة رفع الفائدة، والشراء المرتفع من جانب البنوك المركزية.

أحدث التوقعات في شأن مسار الذهب وردت عن بنك "مورغان ستانلي" الذي أكد في مذكرة حديثة أن الذهب الذي تربطه بالدولار علاقة عكسية من المتوقع أن يرتفع خلال النصف الثاني من العام الحالي نتيجة ضعف العملة الأميركية.

ويرى محلل "البنك" كريستوفر ك. باكستر أن انخفاض أسعار الفائدة سيقود إلى ارتفاع سعر الذهب، مستقياً توقعاته من الـ 25 عاماً الماضية التي شهدت ارتفاعاً بنسبة 10 في المئة في سعر المعدن مع كل انخفاض في معدل الفائدة، مشيراً إلى أن مجلس الاحتياط الفيدرالي يبدأ قريباً خفض وتيرة رفع أسعار الفائدة بعد تلقي إشارات بوادر السيطرة على التضخم.

ويلفت باكستر إلى أن العام الماضي شهد شراء البنوك المركزية الذهب بأسرع وتيرة منذ عام 1967 عند نحو 1136 طناً، من دون وجود مؤشرات تذكر على أن وتيرة الشراء ستتباطأ في ظل تحوط البنوك المركزية من التضخم عبر شراء المعدن وتطلع الدول إلى التنويع بعيداً من العملات الرئيسة مثل الدولار واليورو والين والجنيه الاسترليني.

نهاية رفع أسعار الفائدة

بدوره يعتقد بنك "يو بي أس" السويسري أن "الاحتياط الفيدرالي" أوشك على الانتهاء من دورة التشديد النقدي ورفع أسعار الفائدة، إذ إن رفع "المركزي الأميركي" أسعار الفائدة طوال الأشهر الـ 14 الماضية زاد جاذبية الودائع النقدية.

وينصح البنك السويسري العملاء من المستثمرين بإعادة تقييم حيازاتهم النقدية والتحقق من أنها مستثمرة بشكل جيد وتحظى بتنوع كاف، معبراً عن اعتقاده بأنه مع بدء خفض أسعار الفائدة فستذهب عن الودائع النقدية جاذبيتها ويرتفع سعر الذهب إلى مستويات قياسية. Top of Form

أما البنك الثالث الذي أصدر توقعاته الأسبوع الماضي في شأن توقعات أسعار الذهب فكان "سوستيه جينرال" الفرنسي الذي توقع صعوداً سهلاً للمعدن، وسط توقعات بارتفاع الأوقية إلى 2200 دولار بنهاية العام الحالي، بالنظر إلى توقعات التضخم مستقبلاً.

وأضاف البنك الفرنسي أن السيناريو الذي يدعم ارتفاع أسعار الذهب إلى هذا المستوى يتمثل في ضعف الدولار الأميركي مع خفض أسعار الفائدة، وهو ما من شأنه دعم المعدن الأصفر ودفعه نحو الصعود جنباً إلى جنب مع بقية الأصول المقومة بالدولار.

بينما يعتقد "غروب كابيتال" أن الذهب سيصل إلى 2000 دولار بنهاية العام الحالي، لكنه خفض بذلك تقديراته لسعر المعدن عن التوقعات السابقة التي كانت بحدود 2200 دولار.

ولدى محللي "غروب كابيتال" ما يزكي نظرتهم تلك، إذ يشيرون في مذكرة بحثية إلى أن المستثمرين لم يعودوا بحماسة الشراء السابق نفسها، وإن كان اتجاه "الاحتياط الفيدرالي" لتيسير السياسة النقدية حتى نهاية العام يحمل أخباراً إيجابية للذهب لكن على نحو محدود، إذ إن الشراء من الأسعار الحالية أمر غير جذاب.

ويعتقد محللو "غروب كابيتال" بدء الركود خلال الربع الرابع من العام الحالي، وأن تأتي خفوض أسعار الفائدة الأميركية خلال الربع الأول من عام 2024، مع رفع سعر الفائدة الأخير هذا العام بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي في يوليو (تموز) الحالي، وعدم إجراء خفوض في أسعار الفائدة هذا العام.

وبحسب مذكرة "غروب كابيتال" فلا يزال الاعتقاد راسخاً في شأن خفوض كبيرة في أسعار الفائدة خلال 2024، بإجمال 175 نقطة أساس.

2400 دولار للأوقية

أما بنك الاستثمار الأميركي العملاق "ويلز فارغو" فيشير في تقرير توقعاته للنصف الثاني من العام الحالي إلى أن أوقية الذهب ستتراوح بين 2100 و2200 دولار بنهاية العام، على أن ترتفع إلى 2300 و2400 دولار بنهاية العام 2024.

ويشير التقرير إلى أنه منذ عام 2020 فضل المستثمرون امتلاك سلع حساسة اقتصادياً مثل النفط، لكن خلال الأشهر الأخيرة احتلت السلع الأقل حساسية اقتصادياً مثل الذهب قيادة الأسعار.

ومن وجهة نظر "ويلز فارغو" فإن هذا يتناسب في العام الحالي مع القلق الأكبر في شأن الضغوط المالية في البنوك الإقليمية وتشديد الائتمان، موضحاً أن التوقعات بضعف الدولار الأميركي تدعم صعود أسعار الذهب والمعادن النفيسة.

ونصح البنك باستقبال عام 2024 الذي من المتوقع أن يكون قوياً بشراء الذهب والمعادن الثمينة.

وانضمت شركة "أليانز" العالمية للتأمين إلى قائمة الشركات والبنوك الكبرى التي تراهن على ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة، وقالت في تقريرها نصف السنوي الصادر قبل أيام إن "المعادن الثمينة وبخاصة الذهب ستظل جذابة في بيئة لا تزال تشهد ارتفاعاً في معدلات التضخم والأخطار الجيوسياسية".

وتشير الشركة إلى أن مسار الدولار مفتاح لعدد من الاستثمارات، إذ إن العملة الأميركية تراجعت بعد ارتفاعها إلى أعلى مستوى لها خلال 20 عاماً في مقابل سلة من العملات العام الماضي، وبمجرد اقتراب البنوك المركزية من نهاية دورات التشديد النقدي فقد يصبح الدخل السيادي الثابت أكثر إقناعاً مع ارتفاع العائد.

من جانبه توقع البنك الدولي في أحدث نسخة من تقرير توقعات أسواق السلع ارتفاع سعر الذهب إلى 1900 دولار للأوقية في المتوسط، بنسبة أعلى ستة في المئة مما كان عليه المعدن العام الماضي.

ويلفت المحللان باولو أغنولوتشي ومنيب نسيم في مدونة البنك الدولي إلى أن "أسعار الذهب ارتفعت تسعة في المئة خلال الربع الأول من عام 2023، وسط ضعف الدولار الأميركي وعدم اليقين الجيوسياسي والتضخم المرتفع باستمرار".

وقالا إن مشتريات البنوك المركزية ارتفعت إلى أعلى مستوى لها خلال 55 عاماً، فيما لا يزال الطلب على المجوهرات من الصين ضعيفاً، بينما عاد الطلب من الهند لمستويات ما قبل جائحة كورونا.

ويوضح كل من باولو أغنولوتشي ومنيب نسيم أن "أسعار المعادن النفيسة ارتفعت خلال الأشهر الثلاثة الماضية بعد انخفاض الأسعار بداية العام الحالي، كما ارتفع مؤشر البنك الدولي للمعادن الثمينة تسعة في المئة خلال الربع الأول من العام الحالي، ولعب الطلب الصناعي القوي أيضاً دوراً مهماً في رفع أسعار الفضة والبلاتين"، مرجحين أن ضعف النمو الاقتصادي العالمي وتوقعات السوق بخفض معدلات الفائدة قد يؤديان إلى مزيد من الارتفاع في الأسعار، بخاصة إذا اشترت البنوك المركزية مزيداً من الذهب.

 

أخبار ذات صلة

جميع الحقوق محفوظة لموقع البوصلة الاقتصادي © 2024