دعا أكثر من 300 مليونير واقتصادي وسياسي في رسالة مفتوحة للزعماء والمسؤولين المجتمعين في العاصمة الهندية بشكل واضح إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لجشع الثروات التي تهدد مستقبل الجميع
و حثت الرسالة دول المجموعة على إظهار التعاون العالمي نفسه الذي أظهرته لضمان دفع الشركات المتعددة الجنسيات حداً أدنى من الضرائب للموافقة بشكل جماعي على ضريبة الثروة.
وعلى رغم أن قائمة الموقعين على الرسالة تضم وريثة ديزني أبيغيل ديزني والفنانين بريان إينو وريتشارد كيرتس، إلا أن التوقعات تشير إلى أن الوصول إلى صيغة لإقرار تلك المطالب لا يمكن تحقيقه في ظل الانقسامات العميقة بين أعضاء مجموعة الـ"20".
وأوضحت رسالة النشطاء أنه "تم بالفعل إنجاز كثير من العمل، وهناك وفرة من المقترحات السياسية في شأن الضرائب على الثروة من جانب بعض كبار الاقتصاديين في العالم، والجمهور يريد ذلك، ونحن الموقعون على الرسالة نريدها، والآن كل ما هو مفقود هو الإرادة السياسية لتحقيق ذلك، لقد حان الوقت لنرى هذه الإرادة".
الرسالة التي أعدها مليونيرات وطنيون، ومعهد دراسات السياسات، والاتحاد الدولي للمنظمات الخيرية "أوكسفام"، علاوة على منظمتي "مليونيرات من أجل الإنسانية" و"الأرض للجميع" تقول إن "فرض ضرائب أكبر على الثروة من شأنه أن يقلص من أخطار عدم المساواة".
تضاعف أصول الأثرياء
ووفقاً للنشطاء فإن إجمالي ثروة أولئك الذين لديهم أصول تزيد على 40 مليون جنيه استرليني (50 مليون دولار) تضاعفت إلى 11.8 تريليون دولار، وفي المقابل حصيلة الضرائب على الثروة تعادل أربعة سنتات فحسب عن كل دولار من الإيرادات.
رسمياً ليس لدى وزير الخزانة البريطاني جيريمي هانت أي خطط جديدة لفرض ضرائب على الثروة، كما قالت مستشارة الظل راشيل ريفز الأسبوع الماضي إن "حكومة حزب العمال المقبلة لن تفرض ضريبة أيضاً".
من جهتها، قالت عضو جمعية "المليونيرات الوطنيين" في المملكة المتحدة جوليا ديفيز لصحيفة "الغارديان" إنه "بالنظر إلى النقص المخيب للآمال في الدعم السياسي لفرض الضرائب على الثروات المتطرفة هنا في المملكة المتحدة فإن التعاون الدولي أصبح أكثر أهمية"، مضيفة أن "فرض الضرائب على الأثرياء الأكثر قدرة على تحملها يمثل عودة للقواعد الأساسية كما يمثل العودة للفطرة الاقتصادية السليمة"، مستدركة "لكن رغم ذلك فإن أي حزب سياسي رئيس لا يملك الدافع أو اللياقة اللازمة لمواصلة إنجاز هذه المهمة".
وتابعت ديفيز "يبدو الأمر كما لو أنهم مهتمون أكثر بسياسة السباق الذي لا نهاية له نحو القاع لبلدنا، بدلاً من وضع خطط للاستثمار فعلياً في مصلحتنا العامة".
العالم يمر بمنعطف حرج
وكان السيناتور الأميركي بيرني ساندرز ورئيسة الجمعية العامة السابقة للأمم المتحدة ماريا إسبينوزا والاقتصاديون غابرييل زوكمان وجياتي غوش وكيت راورث وجو ستيغليتز ولوكاس تشانسيل وتوماس بيكيتي من أبرز الموقعين على الرسالة.
وأكدت الرسالة أنه "يجب على مجموعة الـ20 التي تضم الدول السبع الغنية مع دول الأسواق الناشئة الرائدة مثل الصين والهند والبرازيل وإندونيسيا أن توافق بشكل جماعي على زيادة الضرائب على الأفراد الأثرياء، ووقف المنافسة وتجنب الازدواج الضريبي من الدول الكبرى".
من جانبها، قالت رئيسة قسم السياسات والمناصرة في منظمة "أوكسفام" كاتي تشاكرابورتي إنه "من المؤكد أن جوقة الأصوات تتزايد الآن بشكل كبير للغاية، بحيث لا يمكن للسياسيين الاستمرار في تجاهلها"، مضيفة أن "العالم يمر بمنعطف حرج"، موضحة أن "فرض الضرائب هو الأكثر عدالة لمعالجة كلف المعيشة وأزمات المناخ، وحان الوقت لكي تتحرك الحكومات".