تشهد منطقة الشرق الأوسط ملامح تحول اقتصادي جذري، مع تصاعد مشاريع عملاقة مثل "طريق الهند – الشرق الأوسط – أوروبا" ومبادرة "الحزام والطريق"، في سياق إعادة بناء البنى التحتية والتكامل التجاري لما بعد الحروب والأزمات.
وأكد زياد داود، كبير اقتصاديي الأسواق الناشئة في "بلومبيرغ إيكونوميكس"، خلال منتدى قطر الاقتصادي 2025، أن المنطقة تدخل مرحلة "اقتصاد جديد" قائم على خمسة محاور رئيسية، أبرزها الربط اللوجستي الإقليمي والدولي، وتنويع الاقتصاد، خاصة في دول الخليج.
في السعودية، ساهمت رؤية 2030 في تقليص الاعتماد على النفط وتعزيز الاستثمارات في قطاعات التقنية والسياحة والطاقة المتجددة، عبر مشاريع كبرى مثل "نيوم". بينما تبرز الإمارات كمركز مالي وتجاري عالمي ينافس كبرى العواصم الاقتصادية.
في المقابل، يواجه العراق تحديات اقتصادية متزايدة نتيجة استمرار الاعتماد على النفط وغياب الإصلاحات الهيكلية الجادة، مما يعوق قدرته على الانخراط في هذا التحول الإقليمي.
وأشار داود إلى أن هذه التحركات ليست مجرد مشاريع اقتصادية، بل تُعدّ بمثابة "إعادة هندسة شاملة" لمستقبل المنطقة الاقتصادي والسياسي، داعيًا لتفعيل دور الشفافية والاستقرار السياسي لضمان الاستفادة الكاملة من هذه الفرص