هل يستطيعا «اليورو واليوان» إزاحة الدولار الأمريكي عن عرش العملات؟ مازال الدولار الأمريكي يحتل عرش العملات الأجنبية على مستوى العالم، على الرغم من تراجع حجم تمثيله بالاحتياطيات النقدية بالبنوك المركزية عالميا.. ومع ذلك لازالت الأسواق المالية العالمية تعتمد بشكل كبير على العملة الأمريكية «الدولار»، ويمثل ما يزيد عن 61.3% من الاحتياطيات الدولية على مستوى العالم.
من خلال هذا التحليل نحاول الإجابة على تساؤل هل يستطيعا «اليورو واليوان» إزاحة الدولار الأمريكي عن عرش العملات؟ قام عدد كبير من البنوك المركزية على مستوى العالم خلال السنوات الماضية، بالعمل على تنويع احتياطي النقد الأجنبي الموجود بخزائنها وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي. ونتيجة لتلك الجهود، استطاعت عدد من العملات العالمية الصعود بقوة بجانب الدولار الأمريكي لتعتمد عليها عدد من البنوك المركزية على مستوى العالم لتشكل جزءا كبيرا من احتياطياتها النقدية الأجنبية، «لتزحزحه» قليلا عن عرش العملات العالمية. المركز الثاني لليورو الأوروبي تعد عملة الاتحاد الأوربي «اليورو» أحد أقوى العملات العالمية التي تنافس العملة الأمريكية على عرش العملات، خاصة أنها تسيطر على 20.5 % من الاحتياطيات العالمية بالبنوك المركزية، ليحتل بذلك اليورو الأوروبي، المركز الثاني بعد الدولار الأمريكي في حصة الاحتياطيات النقدية على مستوى العالم. وأجرى بنك يو بي إس السويسري، دراسة استقصائية عن البنوك المركزية الكبرى والمؤسسات الأخرى، والتي أظهرت أن الدولار الأمريكي سوف يحافظ على مكانته بوصفه العملة المهيمنة في احتياطيات النقد العالمية في غضون 25 عامًا مقبلة، ومن المتوقع أن تزداد نسبة اليورو واليوان. وأكد البنك المركزي الأوروبي، أن استخدام الدولار الأمريكي أثر في حصة اليورو في محافظ الاحتياطي العالمي، ليشكل 20.5% من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية، موضحا أن أحد تلك العوامل المؤثرة هو أن معظم الاقتصادات الناشئة باعت الدولار الأمريكي. وأوضح البنك الأوروبي، أن تقلبات الأسواق المالية والانتكاسات في تدفقات رأس المال عبر الحدود، أدت بتلك الاقتصادات إلى تنظيم مدخلات سوق صرف العملة الأجنبية بهدف استقرار عملاتهم. اليوان الصيني والصعود للقمة يأتي ذلك في الوقت الذي تصعد فيه العملة الصينية «اليوان الصيني» بقوة خاصة مع اتجاه الصين للاتفاق مع عدد من الدول على إجراءات مبادلة العملة فيما بينهما من خلال البنوك المركزية بهذه الدول والبنك المركزي الصيني، هذا بجانب انضمام اليوان الصيني رسميًا إلي سلة عملات حقوق السحب الخاصة بصندوق النقد الدولي منذ أكتوبر 2016، مما يشير إلى أن اليوان أصبح رسميًا عملة احتياطي دولية رئيسية لأكثر من 70 بنكا مركزيا على مستوى العالم. وتسعى الحكومة الصينية، لدعم الاستخدام الدولي لليوان، بجانب تكثيف جهودها للسماح لمزيد من المؤسسات المالية الأجنبية بدخول السوق المحلية. ومن المتوقع ارتفاع العملة الصينية إلي 6.6 يوان مقابل الدولار بنهاية عام 2021. وخلال السنوات الأربعة الماضية، ارتفعت حصة اليوان الصيني من احتياطيات النقد العالمية لتشكل أكثر من 2.3% باحتياطيات البنوك المركزية العالمية من النقد الأجنبي، ومن المتوقع أن ترتفع تلك النسبة بين ما يتراوح بين 5 و10% بحلول عام 2030. وتوقعت مؤسسة «مورغان ستانلي»، أن تحتل العملة الصينية «اليوان»المركز الثالث في احتياطي دول العالم من النقد الأجنبي بعد الدولار واليورو خلال 10 سنوات. تابعنا على تويتر